في الثاني والعشرين من أكتوبر الماضي نشر موقع "ويكيليكس" 400،000 وثيقة حول احتلال العراق. بيد أن ما نشر لم يأت بجديد، فلقد رأي العالم ما حل بالعراق منذ أن شنت أمريكا حربها الظالمة غير الأخلاقية وغير القانونية في 20 مارس سنة 2003 طوال السنوات السبع الماضية شاهد العالم جرائم أمريكا وكيف أنها أبادت المدنيين ونهبت وسلبت وعذبت وقهرت، شهد العالم جرائم شركات الأمن التي استعانت بها أمريكا ومنحتها حصانة منقطعة النظير بحيث لا تمس ولا تحاسب ولا تواجه القانون إذا ارتكبت الفضائح التي نفذتها علي أرض الرافدين، شاهد العالم ما جري علي يد أمريكا في السجون العراقية وعمليات هتك العرض وانتهاك الحرمات، شاهد العالم ما حدث للمعتقلين الذين ساقتهم أمريكا إلي دهاليز التعذيب الممنهج وشاهد ما حدث للعراقيين علي يد الحكومات العراقية العميلة التي جاء بها الاحتلال لتمثيل وجهه القبيح. جرائم حرب شاهد العالم تلك الحرب القذرة التي شنتها أمريكا بدعاوي كاذبة تتحدث عن امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل واتهامات كاذبة بصلات له مع القاعدة افتراءات نسجتها السي آي إيه وسلطت الضوء عليها عصابة المأفون بوش بداية من "تشيني" مرورا برامسفيلد وانتهاء ب"جون بولتون" قتلت أمريكا بحربها غير المبررة نحو مليون ونصف المليون، شردت نحو أربعة ملايين، اعتقلت عشرات الآلاف رملت النساء.. يتمت الأطفال صادرت ودمرت بنية الدولة بعد أن قطعت أوصالها ومزقتها، سلبت منها الأمن وأغرقتها في مناوشات مذهبية طائفية عرقية لم تعهدها العراق من قبل. حولتها إلي مستنقع، إلي جسد تنهشه الأمراض ويتوافد عليه الدخلاء طبعا في استهداف أراضيه وثرواته بعد أن بات عاجزا مهترئا لا يقوي علي المقاومة. هؤلاء لا يحاكمون..! أربعمائة ألف وثيقة من موقع ويكيليكس لم تأت بجديد، فلقد رأي الجميع كيف أباد الاحتلال الأمريكي الأبرياء عند حواجز جيش الاحتلال.. كيف جري صعق المعتقلين بالكهرباء في أجزاء حساسة من أجسادهم، وكيف تم إحراق الآخرين بالأسيد في مراكز اعتقال سرية وعلنية وعليه فإن الوثائق لم تضف جديدا ولن تسفر عن نتائج. كما أنها لن تعيد الحياة ثانية لمن لقي حتفه ولن تنقذ ما طمس من تراث ولا ما نهب من الثروات، ولن يترتب عليها محاكمة مجرمي الحرب الذين تم علي يدهم اراقة دم الأبرياء، فهؤلاء لا يحاكمون، ضمن ملك القوة لا يحاكم ولا يقترب منه القانون. ** وثائق عصية علي الظهور هناك وثائق أخري تستحق الرؤية ولكنها عصية علي الظهور وثائق تتحدث عن كيف زورت الحقائق وكيف تمت المؤامرة وتواطأ قادة عرب مع أمريكا لتمكينها من الغزو وغاب عنهم أنه كان لمصلحة إسرائيل التي حرضت عليه تنفيذا المشروع أمريكي صهيوني يهدف إلي تفتيت دول المنطقة بتقسيم المقسم وتجزئة المجزيء وهو ما طبق في العراق وتم التمهيد له من خلال اثارة النعرات "الطائفية المذهبية. مخطط صهيوني أراد تطويق العراق وتحصيره وإخراجه كلية من الحظيرة العربية. ولهذا لم يكن غريبا أن يأتي جوزيف بايدن نائب أوباما اليوم ليدعو إلي تقسيم العراق علي أسس طائفية وعرقية أي أن المسلسل الداعم لإجهاض الدول العربية وإضعافها مازال مستمرا. مفارقات وها هو أوباما يحاول اليوم أن يتلمس رضا إسرائيل بشتي الوسائل، فأمريكا جبلت علي دعم إسرائيل والانحياز لها واعتادات علي حمايتها مهما ارتكبت من موبقات وأمريكا علي استعداد دائم لشن أي حرب ضد العرب والمسلمين مهما بلغت قساوتها من أجل عيون إسرائيل، فهي الطفل المدلل لها الذي أقسمت علي رعايته وحمايته والزود عنه