رسالة لجنة مبادرة السلام العربية للرئيس باراك أوباما لم تحسم أمرها بشأن المفاوضات المباشرة مع اسرائيل "بنعم" أو "لا"، وتركت علي كاهل الرئيس محمود عباس أ بو مازن عبئا ثقيلا بأن يقرر كيف ومتي تبدأ المفاوضات؟ لأن قرار الرئيس عباس في أي تجاه له عناصر ومعطيات واستحقاقات، وكان يجب أن تكون هذه المعطيات والاستحقاقات والعناصر هي جوهر الموقف العربي غير أن هذا لم يحدث كما أن موقف المعارضة الفلسطينية "الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية" قال نصف الحقيقة برفض الدخول في هذه المفاوضات إذ إن الرفض النهائي للذهاب للمفاوضات المباشرة، ونفض اليد من تحمل المسئولية معناه الذهاب إلي المجهول بدون سلاح وبدون نقاط ارتكاز. ويبدو القرار الفلسطيني في هذه الأيام صعبا للغاية وهو يشبه إلي حد بعيد معطيات الوضع في نهاية مباحثات كامب ديفيد الثانية عام 2000 حين اصطدم الرئيس عرفات بحقيقة التعنت الإسرائيلي وحقيقة الموقف الأمريكي في إدارة كلينتون الذي لم يكن قادرا علي الضغط علي الاسرائيليين بما يكفي، وحقيقة الموقف العربي الذي كان لصيغة الرئيس عرفات في السر، ولكنه كان عاجزا عن إعطائه أي شيء. وهذا ما بدا واضحا في رسالة لجنة المبادرة العربية للسلام والتي أكدت مبادئ ومرجعية المفاوضات وتركت الخيار للرئيس محمود عباس في اتخاذ الموقف المناسب من هذه المفاوضات. غير أن ما لا يجمع عليه المسئولون الفلسطينيون هو موقف الرئيس عباس من هذا التفويض اذا ما كان راضيا عنه أولا اذ أن الأخير يشعر بالقلق من التناقض الذي ظهر في تصريحات المسئولين العرب بشأن المفاوضات المباشرة مع إسرائيل وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي إن المفاوضات تحتاج لمتطلبات وشروط -وهو ما يتفق عليه الفلسطينيون وتحدث الشيخ حمد بن جاسم رئيس اللجنة عن إيجاد بيئة وإطلاق يد الرئيس عباس في عملية السلام وهذا يعني إلقاء الكرة في ملعب عباس والتهرب من المسئولية وهو ما لم يكن مطلوبا فلسطينياً الذي يريد أن يبقي الموقف العربي داعماً لموقفه. وتظل العقبة الأهم التي تعترض طريق إطلاق المفاوضات وهي مسألة الاستيطان، خاصة أن حركة السلام الآن كانت قد نشرت تقريراً حول الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية باستثناء مدينة القدس كشفت فيه عن أن حكومة نتنياهو واصلت البناء علي الرغم من إعلانها قرار التجميد الذي ينتهي في سبتمبر المقبل، وهذا ما اعتبرته منظمة التحرير الفلسطينيينة مواقف إسرائيلية متكررة تستهدف تقويض أي جهود دولية ساعية لإطلاق مفاوضات ذات مضمون إيجابي وقابلة للنجاح، وأن الحديث عن مفاوضات مباشرة من دون إرفاقها بالتزامات بالنسبة لوقف الاستيطان والتزامات بالنسبة لوضوح مرجعيات العملية السياسية يستهدف أن تكون المفاوضات دائرة في فراغ تام وتلقي مصير الكثير من الجولات السابقة التي وصلت إلي طريق مسدود!!