الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بن جاسم أعطت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، للرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" الضوء الأخضر للدخول في المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي تحت رعاية الوسيط الأميركي. جاء ذلك في ختام اجتماعات اللجنة أمس "الخميس"، حيث أرسلت إلى الإدارة الأميركية، رسالة تشرح فيها الموقف العربي من الدخول في المفاوضات المباشرة، وضرورة وجود متطلبات للنجاح حتى لا تكون كمصير المفاوضات السابقة. وقام رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بن جاسم، بصفته رئيسًا للجنة، بالتوقيع على الخطاب العربي الذي تلقت السفيرة الأميركية بالقاهرة "مارجريت سكوبي" نسخة منه تمهيدًا لإرسالها إلى الرئيس الأميركي "باراك أوباما". وقال حمد بن جاسم في مؤتمر صحفي مشترك مع عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، عقب الاجتماع الذي شارك فيه 9 وزراء للخارجية في ظل غياب لوزراء خارجية السعودية وسورية واليمن ولبنان والسودان، وبحضور الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية معالي يوسف بن علوي، أنه تم تناول آخر التطورات واستمعنا لفخامة الرئيس محمود عباس، لسير الأمور في المفاوضات غير المباشرة، وقرأنا الرسالة التي وجهت من الرئيس أوباما إلى الرئيس محمود عباس. وتابع: نحن نعلم وكما قلنا في السابق متأكدين من عدم جدية الجانب الإسرائيلي في عملية السلام، أن كل ما يريده هو تضييع الوقت لتطويل هذه العملية إلى ما لانهاية، وفي نفس الوقت نحن واثقون من جدية الولاياتالمتحدة ونوايا الرئيس الأميركي في الوصول إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لافتًا إلى أنه لا يمكن معرفة كم تستطيع الولاياتالمتحدة أن تقدم هذا، ولا نستطيع أن نقوله بالنيابة عنهم. وأشار إلى انه بعد التداول بشكل مسؤول مع كل الإخوان والزملاء اتفقنا على توجيه رسالة للرئيس أوباما، وتم تسليم رسالة من دقائق بسيطة بتكليف من اللجنة، سلمها الأخ عمرو موسى إلى السفيرة الأميركية، موضحًا أن هذه الرسالة نوعًا ما ردًا على رسالة الرئيس أوباما التي أيضًا سيرد عليها الأخ محمود عباس، وتؤكد مفهومنا لأي عملية أو أي مفاوضات مباشرة، وما هي الضوابط التي تكون في أي عملية، وأيضًا دعينا أن تكون رسالة الرئيس أوباما إطار للمباحثات، لكن كيف ومتى؟، هذا يرجع إلى الجانب الفلسطيني وتقديره للموقف. وقال: هناك سؤال مهم وهو أننا كنا رافضين بشكل علني البت في مفاوضات مباشرة، واليوم نتكلم عن مباحثات مباشرة وواقعة.. فكيف؟، مبررًا موافقة العرب على الدخول فى مفاوضات مباشرة قائلا : أن هذه الحقيقة لها أسباب كثيرة، منها بكل صراحة الوضع العربي، أيضًا الوضع الذي يحيط بالدول العربية سواء دخلنا مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة، مشيرًا أنه شخصيًا يعتبر أنه لن تكون هناك نتائج في المفاوضات مع نتنياهو في الوقت الحاضر، لكن ما يهمنا أن نثبت للعالم دون تقديم أي تنازلات عن الثوابت العربية الواضحة المعروفة أننا مع السلام وهو خيارنا الاستراتيجي، كما تؤكد المبادرة العربية، ولكن هناك متطلبات لعملية السلام إذا وافق الجانب الإسرائيلي على القيام بها أهلاً وسهلاً. وأنه من هذا المنطلق الرسالة كانت واضحة وصريحة. وشدد على انه اذا كان هناك موقف عربى قوى واقتصاد عربى قوى وموقف موحد سواء فى السر او فى العلن كنا نستطيع فى هذه الحالة الحديث عن شروط ،مؤكدا فى الوقت ذاته ان اسرائيل ليست اقوى منا ولكن موقفها موحد ومتماسك . قال اننا كعرب نتعرض لاهانات كبيرة ولكننا تعودنا على هذه الاهانات كما اننا نبررها كمسئولين عرب بشكل ايجابي امام شعوبنا، ولكن الان الرأى العام العربي واع ويفهم الحقيقة، مؤكدا اننا ان هناك خلافات عربية تغير المزاج العربي ولابد ان نبعد القرار العربي عن المزاجية . واضاف ان استمرار حالة الانقسام الفلسطيني يضعف الموقف العربي، مؤكدًا انه اذا كانت تمت المصالحة الفلسطينية لكان الموقف العربي اقوى، مشددًا على ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية .وقال انه لابد من توحيد المواقف العربية لأن حقوقنا واضحة ويجب ألا نتنازل عنها. وذكر أنه تم إرفاق اقتراح مع الرسالة القدمة للجانب الأميركي، حول كيف نرى المفاوضات النهائية.. لأنه من الواضح أن المفاوضات مستمرة بدون نتائج، ولذلك يجب أن يكون هناك جدول زمني وما هي النقاط التي ستبحث في هذه المفاوضات المباشرة. من جانبه أشار عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى نقطتين في هذا الإطار، الأولى أن الطلب الأساسي الذي يتردد على ألسنة المسؤولين الإسرائيليين هو الذهاب إلى المفاوضات المباشرة بدون شروط، ووضح واوضحنا في مواقفنا المبلغة إلى الجانب الأميركي أن المفاوضات المباشرة أو غيرها تتطلب متطلبات محددة وأسس واضحة وهذا ما أوردناه، أما مفاوضات بدون شروط ونسيان كل ما يحدث وتجنبه فهذا كان محل لمناقشة مستفيضة ايجابية، واتفقنا على أن المفاوضات كما عبرنا عنها في القرارات السابقة باللجنة أو على مستوى القمة، أن الكل كان يتحدث عن متطلبات، متطلبات المفاوضات وضماناتها. وقال تحدثنا من قبل وانا منهم عن مفاوضات بضمانات مكتوبة، وهناك خطاب مكتوب وصل إلى الرئيس أبومازن من الرئيس أوباما فيه إشارات عديدة كثيرة، بعضها مواقف إيجابية واضحة، ونحن اضفنا إلى هذا أنه يجب أن تكون واضحة في إطار أي مفاوضات قادمة مباشرة أو غير مباشرة. وشدد موسى، على التعبير الذي استخدم في كل الوثائق المتبادلة بأن تكون كل المفاوضات النهائية، جادة ونهائية، أي لا ندخل مرة ثانية في حلقة مفرغة من مفاوضات تليها مفاوضات، بل مفاوضات نهائية. وأكد أنه بهذه الضوابط الثلاثة فإن الموقف كان في إطار القرارات السابقة والأسس المشكلة للموقف السياسي الفلسطيني من السلام ومتطلباته وإجراءاته وعملياته، وننتظر في الأسابيع القادمة تطورات أخرى خصوصًا مع بدء الجمعية العامة للأمم المتحدة والإتصالات السياسية والدولية التي اتضحت في الأوراق التي قدمناها وسلمناها الآن للسفيرة الأميركية. واكد موسى ان رئيس الوزراء الإسرائيلي أراد أن يسدد " هدف " في مرمى الملعب العربي، ولكنه لم يدخل والكرة الآن لا تزال في الملعب ولم تضيع. وقال أن المتطلبات العربية الواردة في الرسالة العربية للرئيس أوباما هي وقف الاستيطان ووقف تهويد القدس وأن تكون المفاوضات المباشرة نهائية وحول قضايا الوضع النهائي وإنهاء حصار قطاع غزة ووجود سقف زمني لهذه المفاوضات والحصول على ضمانات اميركية وتأكيدات اسرائيلية بشأن ما ورد في خطاب ضمانات الرئيس أوباما للرئيس عباس .