يشهد الموسم الحالي تراجعا في مبيعات الذهب نتيجة تداخل المواسم ممثلة في فصل الصيف وما يتعلق به من مصايف بلغت ذروتها في شهر يوليو الماضي، إضافة إلي حلول شهر رمضان المبارك ومن ثم دخول موسم المدارس الذي يجعل الأفراد يوجهون ميزانياتهم نحو أولويات تتعلق بهذه المواسم، وتبدو الأحوال في الأسواق باعثة علي التشاؤم للخروج من الركود في العيد القادم، فلا تزال عمليات بيع الذهب في السوق تشهد انخفاضا مستمرا نتيجة الارتفاعات المتتالية في أسعار الذهب خلال الشهور الماضية بشكل أوجد حالة من الركود في السوق، حيث شهد تراجعا في عمليات البيع بما لا يقل عن 30% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وقد اقترب شهر رمضان من الانتصاف والأسواق مازالت تشهد ركودا غير معهود. ويرد عدد من المتابعين لأسعار الذهب في السوق أن السوق دخل في مرحلة ركود قد تمتد إلي فترة طويلة نتيجة لهذه الأسباب التي ستترك تأثيرا واضحا علي عمليات البيع ويضاف إلي ذلك السبب الرئيسي المتمثل في ارتفاع أسعار الذهب. وقال هؤلاء إن التوقعات تشير إلي استمرار ارتفاع أسعار الذهب إلي ما يقارب ضعف الأسعار الحالية في المستقبل المتوسط مضيفين ان تلك التوقعات قد لا تكون دقيقة في بعض الأحيان. وأوضحوا أن التراجع البسيط في أسعار الذهب خلال الفترة القصيرة الماضية لم يواكبها تحسن في عمليات البيع بسبب وصول أسعار الذهب إلي معدلات قياسية تجعل عملية شرائه مكلفة جدا علي متوسطي الدخل مضيفين أن أسعار الذهب تضاعفت نحو أربع مرات خلال عشر سنوات. السلع الاستهلاكية في رمضان من جانبه أكد شريف السرجاني عضو شعبة الذهب بالغرفة التجارية أن الأيام الأولي من شهر رمضان شهدت تراجعا كبيرا في مبيعات الذهب بسبب اقبال المواطنين علي شراء السلع الاستهلاكية وانصرافهم عن شراء عدد كبير من السلع الترفيهية ومنها الذهب. أوضح السرجاني أن أسعار الذهب المرتفعة تمثل عاملا رئيسيا في عدم الإقبال علي شرائه منذ عامين تقريبا إلا أن بعض التجار يتوقعون انفراجة في حركة البيع خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان. وقال جرجس روفائيل تاجر مجوهرات إن السوق يعاني حالة ركود ليس فقط بسبب ارتفاع أسعار الذهب وإنما بسبب موسم المصايف الذي تبعه شهر رمضان ثم ننتظر بعد ذلك دخول موسم الدراسة وهذه جميعها تجعل الأفراد والأسر يوجهون ميزانياتهم نحو هذه الأولويات. وأوضح روفائيل أن الأسواق في تراجع مستمر في ظل ارتفاع أسعار الذهب متوقعا ان تستمر حالة الركود في ظل هذا الارتفاع مضيفا انه من الممكن أن تتراجع الأسعار في حال تحسنت قيمة الدولار وتحسن الاقتصاد في الولاياتالمتحدة بشكل عام. استمرار الانخفاض ومن جهته قال تاجر المجوهرات مايكل فهمي إن معدل شراء الذهب حاليا مازال منخفضا لأن أسعاره مرتفعة جدا علي الرغم من انخفاضها البسيط في الأسبوعين الثالث والرابع من يوليو، مضيفا ان انخفاض عمليات البيع ستستمر فترات مقبلة خصوصا مع تزامن شهر رمضان وموسم الدراسة. وأشار إلي أن الارتفاع الكبير في أسعار الذهب أوجد أسلوبا جديدا لعمليات الشراء من قبل الأفراد بحيث يقوم المشتري بوضع مبلغ محدد مسبقا لشراء قطعة من الذهب بينما الوضع في السابق كان يتم فيه اختيار القطعة المناسبة من قبل الزبون ويقوم بشرائها. وتوقع فهمي أن يستمر معدل انخفاض عمليات البيع بسبب وجود توقعات بارتفاع دولار للأونصة إلي 2000 دولار قبل نهاية العام الجاري مضيفا ان هذه التوقعات قد لا تكون دقيقة في بعض الأحيان. وكان الاستثمار في الذهب قد شهد تزايدا العام الماضي من قبل العديد من الدول حيث وصلت كمية الطلب عليه إلي نحو 420 طنا بقيمة بلغت ما يقارب ال 100 مليار دولار. أحمد الباز