السفيرة الامريكية في القاهرة مارجريت سكوبي زاد نشاطها بشكل ملحوظ في الاشهر القليلة الماضية وباتت أكثر تطلعا للقيام بدور أكثر فاعلية في الحراك السياسي المصري الداخلي وفي الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة. وتريد السفيرة سكوبي ان تشارك الأحزاب السياسية المعارضة في الانتخابات القادمة بعيدا عن خيار المقاطعة الذي تعتقد انه خيار سلبي لن يؤدي إلي نتيجة ولن يدفع في اتجاه التغيير وتعزيز الدايمقراطية. ولهذا وكما تقول صحيفة "المصريون" فإن سكوبي تعتزم عقد سلسلة من الحوارات واللقاءات مع عدد من شخصيات المجتمع المدني ورجال الاعمال وأساتذة الجامعات لحوار مفتوح بهذا الشأن. وبعيدا عن عبارة التدخل في الشأن السياسي المصري الداخلي التي ستواجه السفيرة سكوبي والذين يقبلون حضور هذه الحوارات معها فإن الذين يعتقدون ان الولاياتالمتحدةالامريكية هي التي ستدفع في اتجاه التغيير إنما ينتابهم الوهم في ذلك، ويراهنون بكل أوراقهم في مقامرة غير مضمونة ولا محسوبة. فالولاياتالمتحدة تستخدم هذه الحوارات وهذه اللقاءات لا لتدعيم التحول الديمقراطي وإنما لكي يقوم النظام المصري بتقديم مزيد من التنازلات للادارة الامريكية ولكي يكون الموقف المصري في معالجة القضية الفلسطينية قريبا من الافكار الامريكية قدر الامكان. فواشنطن لا تشجع كثيرا ولا تدفع في اتجاه إجراء انتخابات حرة نزيهة في اطار من الشفافية في أي بلد من البلاد العربية لانها تعلم ان هناك تيارات دينية متطرفة ومتشددة تستطيع المزايدة بشكل أفضل علي الرأي العام وتفوز بنسبة مقاعد لا بأس بها. ان التغيير والاصلاح الذي نبحث ونتحدث عنهما يجب ان يأتيان بقناعات من الجميع في الداخل وفي اطار حوار مصري وطني يستهدف المصلحة العامة ومستقبل هذا الوطن، فالذين رهنوا مصيرهم بالتوجهات الامريكية لم يجنوا من وراء ذلك إلا المزيد من التعقيدات والتدخلات التي أفقدتهم الهوية والاستقلالية والبعد الوطني. والذين ستوجه لهم السفارة الامريكية الدعوات لحضور هذه اللقاءات هم أنفسهم من الذين يترددون علي السفارة الامريكية في كل المناسبات، فقد أصبح للسفارة رجالاتها من الذين علي استعداد للتحالف مع الشيطان لتحقيق مصالحهم الشخصية.. وتلك هي المصيبة التي أصبحت تعكس انتهازية المثقفين في كل زمان ومكان.