كادت الدكتورة سعاد صالح أستاذة الفقه بجامعة الأزهر أن تكون سببا في حدوث فتنة فضائية بين المسلمين والأقباط حين قالت في حوار تليفزيوني إنها ترفض وصول مسيحي إلي الرئاسة، وأن الولاية من المسلم علي الكافر وليس العكس! وهذا الحديث أثار غضبا كبيرا بين أوساط المسيحيين، حيث اتصل رجل الأعمال نجيب ساويرس بالبرنامج قائلا إنه كمسيحي لا يقبل أبدا بهذا الكلام لأنه لا يمكن ان يكون إنسان مؤمن بأن الله واحد يعتبر كافرا..! وحسنا فعلت الدكتورة سعاد لإخماد نار الفتنة بأن سارعت إلي التوضيح بأنها لا تكفر الأقباط ولا يمكن ان تتفوه بما يسيء للمسيحيين، وأوضحت موقفها من تولي المسيحي لرئاسة الدولة بالقول إن ما قالته كان في معرض الحديث عن تولي الخلافة، وان نظام الخلافة انقرض وتحول الأمر إلي دولة مؤسسات، وعليه يصبح للمسيحيين حق تولي رئاسة الدولة بينما يظل التحريم متعلقا فقط بالخلافة..! وحقيقة لا ندري لماذا تثار مثل هذه الموضوعات المثيرة للحساسية والفتنة في برامج تليفزيونية من يشاهدها لا يمكن أبدا ان يستوعب ويستجمع كل ما يقال حتي تتكون لديه قناعات واضحة مما يقال ويناقش. ان هذه القضايا الجدلية والفقهية لا تناقش بهذا الشكل، وإنما هي موضوعات للبحث والحوار في جلسات خاصة بين العلماء والفقهاء والمتخصصين بعيدا عن الأضواء وإظهار البطولات والمواقف العنترية واللعب علي مشاعر وأفكار البسطاء ومعتقداتهم. والدكتورة سعاد صالح أستاذة الفقه والعالمة المتمكنة من أصول الدين والتشريع والتي استطاعت ان تكون داعية تحظي بقبول شعبي واسع تعلم ذلك جيدا، وتدرك ان هناك قضايا ساخنة مرشحة للتفاعل والتطور فيما يتعلق بمواقف الكنيسة من قوانين الأحوال الشخصية، وتدرك ان هناك من يتربص بهذه الأمة من الخارج ويريد ان تتحول مصر إلي ساحة للمواجهات العنيفة بين المسلمين والأقباط. لذلك كان علي الدكتورة سعاد وغيرها من الدعاة ومن شيوخ الفضائيات ان يدركوا حساسية وخطورة هذه المرحلة، وان يكتفوا بشرح وتفسير الدين الإسلامي فقط والرد علي جميع الاستفسارات بهذا الشأن، ويكفي أن نعمل بما جاء في تعاليم ديننا أولا لتنصلح كل الأوضاع بعد ذلك.