* موسي يواصل العمل علي تفعيل مبادرة رابطة الجوار العربي.. وتركيا أول المدعويين * أردوجان يفتح الأبواب أمام المزيد من التعاون العربي.. ويستحضر مرارة الاتحاد الأوروبي الذي خذل تركيا * توقيع إعلان مشترك لإنشاء منطقة تجارة حرة خالية من التأشيرات مع ثلاث دول عربية رسالة اسطنبول: ألفة السلامي حماس تركي جارف في تحقيق تحالف مع الدول العربية ينعكس في كل أبعاده الاستراتيجية السياسية منها والاقتصادية، ولكن يقابله تفاوت في الحماس العربي، بين من يشارك تركيا نفس الطموحات ببعديها السياسي والتجاري وبين من يسعي إلي جني أكبر قدرمن الثمار الاقتصادية والابتعاد عن أي تكلفة أو عبء للموقف وبين طرف ثالث كانت مشاركته تحت بند "معاكم ما تنسوني" وفقط لا غير! تلك هي الصورة الإجمالية لتوزيع الأدوار والمصالح وأولويات الأطراف المشتركة فيها التي خرج بها المراقبون للمنتدي العربي التركي في دورته الثالثة، والذي عقد مصاحبا لملتقي التعاون الاقتصادي المشترك في دورته الخامسة.. ذلك الحدث غير المسبوق متمثلا في حضورنحو 600 مشارك من القيادات الكبري العربية والتركية في صناعة القرار في مجال السياسة والأعمال، نظمته مجموعة الاقتصاد والأعمال ووزارة المالية التركية، بالتعاون مع وكالة دعم وترويج الاستثمار، ومجلس العلاقات الخارجية في تركيا، ورافقته مشاركة واسعة من وزراء الخارجية والمال والاقتصاد العرب ليعكس بدوره أن هناك أبعادا استراتيجية سياسياً واقتصادياً واستثمارياً باتت تتزايد عاماً بعد عام، كما تعكس الدور الحيوي الذي أصبحت تضطلع به تركيا كلاعب إقليمي، والحركية التي تقوم بها انطلاقا من مقومات عدة قوامها القرب الجغرافي، والتكامل الاقتصادي بين الأسواق العربية المتنوعة من جهة وبين السوق التركية التي لها امتدادات أوروبية واسعة. "الجار قبل الدار".. ذلك المثل الشعبي العربي والذي يوجد بنفس القدر من الحضور في الذهنية الثقافية التركية، اعتمده خطاب رجب طيب أردوجان رئيس وزراء تركيا، الذي تضمن رسائل شديدة الدبلوماسية تجاه العرب.. تم فيها العزف علي أوتار القلوب بموسيقي عاطفية استحضرت لغة التاريخ والدين المشترك والحضارة العثمانية التي اختلطت بالعربية، حتي أن أردوجان قال: "إن التركي للعربي بمثابة عينه ويده اليمني". الأجندات وعندما يحين حديث المصالح والتحالفات، فإنه لابد من استحضار "الأعداء" أو المعرقلين لمسيرة التعاون التركي العربي، الذين وصفهم أردوجان بلغة الجمع "هم"، واستنكر تساؤلاتهم حول اتجاه تركيا إلي العالم العربي، وهم أنفسهم الذين وصفهم بأنهم "يحاولون كسر عزمنا.. وندرك أجنداتهم السرية".. وصب جام غضبه علي "المسئولين عن الكارثة في المنطقة، أولئك الذين حولوا هذه الجغرافيا، في العراق وفلسطين، إلي هذا الوضع الصعب"، مؤكدا علي قناعة تركيا بعدم استحالة الحل، غير أنه أشار إلي أن العراقيل أمامه يضعها البعض الذين يحافظون علي مصالحهم فقط هناك.. مشددا أيضا علي أن "الأجيال القادمة لن تعفو عنا أو تسامحنا إذا تهاونا أو سكتنا".. وهذا ما اعتبره بمثابة الاختبار.. كما تحدث بمرارة عن الاتحاد الاوروبي الذي خذل بلاده، فرغم تقدمها بطلب مبكر عام 1959 للانضمام إلي الوحدة الأوروبية التي كانت لاتزال فكرة وليدة، إلا أنه ومازال وبعد خمسين عاما هو الرفض لانضمام تركيا إلي هذا التجمع . وعاد أردوجان للتأكيد علي أن التعاون التركي العربي ليس موجها ضد أي طرف.. وهو نفس المعني الذي أكد بدوره عليه عمرو موسي أمين عام الجامعة العربية عندما قال: "إن عملنا مصلحة حقيقية يعود نفعها علي الناس وتساهم في إيجاد المزاج العام والذهنية المشتركة".. ومشددا علي أن التقارب العربي التركي لا يثير أية حساسيات ضد أحد. أمين عام الجامعة العربية عمرو موسي أثني علي الموقف التركي فيما يتعلق بالحصار المفروض علي قطاع غزة، وقال: إن العرب والأتراك يتشاركان التقاليد المتجذرة عينها ويحملون الآمال ذاتها، مشيراً إلي أن العلاقة العربية - التركية تستند إلي الأخوة، واصفا إسرائيل بالثقب الأسود في الشرق الأوسط.. ودعا الدول العربية إلي إقامة مصالح مالية مع تركيا وتعزيز العلاقات التجارية بين الجانبين مستعرضا الطفرة التي شهدتها معدلات التبادل حتي اصبحت تركيا ثالث أكبر شريك تجاري بعد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالامريكية، معتبرا المواقف التركية قيمة مضافة كبيرة للعالم العربي، خاصة أن الجانبين يواجهان معا المخاطر ضد المنطقة الناتجة عن عدم الاستقرار في الشرف الأوسط.