هوت مؤشرات أسواق المال العالمية بنحو حاد خلال تعاملات الأمس نتيجة مخاول من أن توقف أزمة الديون في منطقة اليورو النمو العالمي بعد أن فشل الزعماء الأوروبيون حتي الآن في اقناع المستثمرين بأن لديهم خطة قصيرة الأجل ذات مصداقية لاحتواء عجز الميزانيات الحكومية وحل طويل الأجل لبطء النمو في المنطقة، وأكد محللون استمرارية تقلب الاسواق المالية إلي جانب صعوبة التعافي الاقتصادي بعد أن شهد أداء أسهم البنوك الأداء الأسوأ خلال معاملات الأمس. وأضافوا أن المعنويات تأثرت بتنامي التوترات السياسية في كوريا خاصة بعد تطلب الأمر 5 تريليونات دولار وتحالفا عالميا غير مسبوق لدول مجموعة العشرين لارساء الاستقرار بالاقتصاد بعد انهيار بنك الاستثمار ليمان براذرز في ،2008 غير أن التغلب علي المرحلة القادمة من الأزمة المالية ربما يكون الأصعب، ولفت المحللون إلي أنه لوقف موجة الذعر التي اندلعت قبل نحو عامين حولت الحكومات تلالا من الديون من حسابات خاصة إلي حسابات عامة، لكن تلك الديون الحكومية الآن تثير الاضطرابات بالأسواق المالية، وتسلط الاستجابة الأوروبية غير الملائمة لمخاوف ديون اليونان الضوء علي المشكلات الاقتصادية والسياسية التي تنتظر الدول التي ينوء كاهلها بالديون ومن يمولون القروض. وامتدت الأزمة لتطيح بأسعار اليورو التي تراجعت بعدما دفعت المخاوف من تأثير أكبر لأزمة الديون السيادية في منطقة اليورو علي القطاع المصرفي المستثمرين إلي بيع العملة الموحدة، كما واصل الدولار الاسترالي خسائره ليفقد أكثر من 1% مقابل الين ونحو 1% مقابل العملة الامريكية مع اقبال صناديق التحوط والمستثمرين علي البيع لجني أرباح بعد ارتفاع العملة ذات العائد المرتفع هذا العام، وهو ما كان له بالغ الأثر علي المعنويات بشأن اليورو بعد أنباء عن سيطرة البنك المركزي الاسباني علي بنك الادخار كاخاسور يوم السبت بعد فشل اندماج البنك مع بنك اقليمي آخر. كما تراجعت أسعار الذهب مع ارتفاع الدولار أمام اليورو وهو ما تجاهله المحللون الذين أكدوا أن استمرار مشكلات الديون في منطقة اليورو يعزز من جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن وقد يحد من الخسائر، وهبط النفط نحو 69 دولارا للبرميل مع تزايد المخاوف من أن تعوق أزمة ديون أوروبا الانتعاش الاقتصادي العالمي مما دفع المستثمرين لبيع الأصول المنطوية علي مخاطر واللجوء إلي الدولار كملاذ أكثر أمانا. فعلي صعيد السوق الأوروبية تراجعت مؤشرات البورصات بصورة ملحوظة حتي منتصف تعاملات الجلسة نتيجة مخاوف من أن تقوض أزمة الديون في منطقة اليورو النمو العالمي كما تأثرت المعنويات بتنامي التوترات السياسية في شبه الجزيرة الكورية، وكانت أسهم البنوك في مقدمة الأسهم المتراجعة فكانت الاسوء أداء.