في تصريح للدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية أكد أن الأزهر الشريف هو المرجعية في مصر والعالم الاسلامي، لاعتماد أي تطوير أو مراجعة للمناهج الإسلامية، باعتبار أن الأزهر وعلماءه هم خط الدفاع الأول عن الثوابت والمبادئ الإسلامية، وحفظها من أي دسائس أو محاولات لطمسها. نفي المفتي في تصريحه وجود أي ضغوط داخلية أو خارجية وراء قرار مراجعة وتطوير مناهج التربية الإسلامية المقررة علي طلاب المراحل الأساسية، مؤكدا أنه لا مساس إطلاقا بالثوابت الشرعية الإسلامية. وأكد أن علماء الأزهر قادرون علي الدفاع عن الإسلام وثوابته، بالإضافة إلي قدرتهم علي إدراك الحياة والواقع المعاش وتطوير ومراجعة مناهج التعليم في الدولة سواء في التربية الإسلامية أو غيرها، ووضعها في قوالب عصرية شيقة تخدم الدين الإسلامي والدولة والمواطنين، وتخدم مستقبل الأمة كلها . أوضح مفتي مصر أنه وغيره من علماء التربية قد وضعوا خبراتهم السابقة في مجال تطوير مناهج التربية الإسلامية أمام وزير التعليم، وبناء علي طلبه لخدمة المصالح العليا للوطن والارتقاء بمستوي التعليم الأساسي ، ودعا وزارة التربية والتعليم إلي مراعاة أن تحتوي المناهج الجديدة علي ما يدعم تكوين إنسان مسلم قادر علي إدراك التنوع البشري وضرورته ويحترم المخالفين له في العقيدة أو اللون أو اللغة أو الجنس، ويؤمن بأن البشر جميعا إما أخ في العقيدة أو نظير في الخلق له حرمة وقدسية إنسانية فرضها الله سبحانه لكل نفس بشرية مؤمنة كانت أم غير مؤمنة. اللافت للنظر أن أي محاولة لتصويب الأفكار المغلوطة حول مسائل دينية يواجهها المتعصبون لها بمقاومة شديدة ورفض، بحجة أنها أفكار مفروضة من الخارج، وأن هناك تعليمات من الكفار بتغيير مناهج التعليم ومن بينها مناهج التربية الدينية لتناسب سياسات وأفكارا مستوردة من الأجانب ، وتنتقص من قدر الدين الاسلامي وتشوه تعاليمه . يفترض هؤلاء أن أي نظرة مختلفة عما يرونه صوابا هي في الواقع جزء من مؤامرة خارجية ، هذا الافتراض قائم أصلا وفي الأساس علي اعتقاد خاطئ بأن الاسلام ينبذ الآخر ويحض علي تجنبه . هذا الفكر الانطوائي أو الانعزالي أدي الي تقوقع المسلمين ووقوعهم في براثن أنواع من أنظمة الحكم في حقب تاريخية ربما لا يزال بعضها قائما حتي الآن ، تجد مصلحتها في عزل الشعوب التي وقعت تحت سيطرتها عن الحضارة والثقافة الأخري، متجاهلين حكمة الخالق عز وجل في أنه جعل الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا، ولو شاء سبحانه لجعلهم أمة واحدة وشعبا واحدا ، وعلي دين واحد. ان دعاة عزل المسلمين عن غيرهم من الأمم بدعوي الخوف علي الدين ، إنما هم في الواقع يعطلون حكمة الخلق ويعترضون علي مشيئة الخالق الذي وضع الانسان رهن التجربة الايمانية ،وترك له حرية الاختيار، وحسابه من بعد علي الله.