في أمريكا تصدر مجلة فصلية اسمها "لو" رسالتها أن تعيد كتابة التاريخ بطريقة "لم" أي أنها لا تعيد صياغة التاريخ كما حدث بل لو كان قد مضي في اتجاه آخر مخالف. وعلي سبيل المثال فإن الزعيم الألماني غزا الاتحاد السوفيتي وأدي هذا إلي نهاية انتصاراته وفشل الزحف الألماني في الاتحاد السوفيتي تماما كما حدث لنابليون من قبل ومن هنا تعيد المجلة كتابة التاريخ علي أساس لو أن هتلر لم يقم بغزو الاتحاد السوفيتي وعزز قواته ضد بريطانيا. وعلي هذا الأساس نفترض أي لو أن ملالي طهران بعد ثورة الخوميني وعزل الشاه لم تكرر سياسة الشاه في محاولته الاستيلاء علي الدول العربية ابتداء بدول الخليج ولجأ الملالي إلي التفاهم والتعاون مع العرب ولم يحاولوا تصدير الثورة الخومينية إلي الدول العربية. ولو أن الملالي لم يتقربوا إلي حزب الله وإلي حماس ولم يؤيدوا ثورة الحوثيين في اليمن ما الذي كان يحدث. من المؤكد أن العالم العربي في هذه الحالة لن يخاف الثورة الخومينية، كما أن الملالي ما كانوا سيطمعون في زيادة نفوذهم في لبنان وفي قلب فلسطين. وفي هذه الحالة إذا قام الملالي بتخصيب اليورانيوم فإن العرب لن ينزعجوا من حصول إيران علي القنبلة النووية لأنه لا مطمع لهم في هذه الحالة في بلاد العرب، وكان الجميع يعرفون انهم سيتجهون إلي إسرائيل. وإذا كانت الصين الآن تقف وحدها بين الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن ضد فرض مزيد من العقوبات علي إيران فإن العرب وإن لم يكونوا أعضاء لهم حق الفيتو في مجلس الأمن فإنهم سيكونون قوة يحسب لها الغرب حسابا كبيرا وهو يفكر في اتخاذ خطوات عقابية ضد إيران. ولم تكن بريطانيا تستطيع الادعاء في هذه الحالة بأن إيران تريد أن تكون قوة إقليمية لها نفوذ في بلاد العرب. وربما كان هذا سيساعد إيران دوليا بدلا من أن يكون العالم كله ضدها ابتداء بالعرب. وهذا كله لو!