إذا كان صحيحا أن السفيرة الامريكية في القاهرة مارجريت سكوبي قد طلبت من أحمد أبوالغيط وزير الخارجية تخفيف القيود الأمنية المشددة المفروضة علي محيط السفارة فإنها بذلك تستحق الاشادة، حيث تذكرت أخيرا ان وجود السفارة الامريكية في منطقة جاردن سيتي قد دمر تماما معالم هذه المنطقة المميزة وجعل الدخول إليها ومنها نوعا من العذاب والمعاناة لسكان المنطقة وللقادمين إليها. والاجراءات الامنية المشددة بهذا الشكل التي أدت إلي إغلاق عدد من الشوارع المحيطة بالسفارة تثير الاستفزاز والمشاعر وتخلق حالة من العداء التي تزيد من مساحة الكراهية وتفشل الجهود الدبلوماسية الامريكية المبذولة لتحسين صورة الولاياتالمتحدة في العالم العربي والاسلامي. ونحن نأمل ان يكون صحيحا ايضا ما يثار ويتردد حول وجود نية لدي السفارة الامريكية للانتقال خارج مناطق الازدحام إلي التجمع الخامس أو السادس من اكتوبر، فلو تم ذلك فإن هذا سوف يساعد كثيرا في تأمين السفارة بشكل جيد وأكثر تطورا، وسيخفف في الوقت نفسه من التكدس الهائل للسيارات في منطقة جاردن سيتي وما حولها، وهي المنطقة التي يصبح العثور علي أماكن للسيارات فيها خلال ساعات النهار نوعا من المعجزة. والسفيرة الامريكية في القاهرة التي تتابع كل ما تكتبه وتثيره الصحافة المصرية بشكل جيد، والتي هي علي إلمام بالغ بأدق التفاصيل المحلية للمجتمع المصري عليها ايضا ان تبادر إلي إصدار توجيهات حاسمة للمسئولين في القنصلية الامريكية بمراعاة المشاعر الوطنية للمصريين الذين يتقدمون للحصول علي تأشيرات للسفر إلي الولاياتالمتحدة بالتعامل معهم بالشكل اللائق الذي لا يخلق مشكلات وحساسيات تبقي عالقة في الأذهان لفترات طويلة. كما ان علي السفيرة الامريكية ان تنقل للسلطات المسئولة في بلادها رفضنا التام لما يقال عن تصوير القادمين إلي المطارات الامريكية بأجهزة تكشف عوراتهم وتصورهم كعرايا، فهذا ما لا نقبله دينيا أو أدبيا، وقد يكون من المفيد ان يكون هناك نوع من التفتيش الذاتي في حالات الاشتباه بعيدا عن هذه الاسلوب المهين في معاملة المسافرين. إن السفيرة الامريكية لأضخم سفارات أمريكا في العالم عليها الكثير من الاعباء.. ولكن المهمة الاساسية هي ان تساعد في تحسين صورة الولاياتالمتحدة التي اهتزت كثيرا في سنوات بوش، ولكي تفعل ذلك عليها ان تجعلهم في واشنطن يدركون ويتفهمون ويتعلمون كيفية التعامل مع العالم العربي والاسلامي .. فمن الواضح ان لديهم الكثير من المستشارين الذين يوجهونهم في ذلك.. ولكن المشكلة ان هؤلاء المستشارين أصبحوا ايضا أمريكان.. والفارق كبير بين العقلية الامريكية والعقلية الشرقية..!