كان احتجاج وزير الخارجية احمد ابوالغيط علي ما حدث للسفير ماجد عبدالفتاح في نيويورك موقفا يستحق الاشادة والتحية.. لقد تعرض السفير المصري ومندوب مصر الدائم في الاممالمتحدة الي موقف غريب عندما حاول احد ضباط الامن في مدينة نيويورك ان يمنعه من السير في احد الشوارع، لكن السفير المصري لم يتراجع وأصر علي استخدام حقه وحصانته الدبلوماسية ومضي في طريقه دون ان يعبأ بالضابط الامريكي الذي استدعي رؤساءه.. وفي تقديري ان هذا الموقف يجعلنا نعيد النظر في خمسة شوارع مغلقة تحيط بالسفارة الامريكية في اعرق احياء القاهرة هو حي جاردن سيتي.. لقد اغلقت الدولة كل الشوارع المحيطة بالسفارة ووضعت فيها كتلا خرسانية وقوات امن لا تقدر بعدد واغلقت المحال ابوابها وكان ذلك سببا في خراب بيوت عشرات الاسر التي كانت لها مصادر رزق في هذه المنطقة.. وتحولت هذه الشوارع الي ثكنات عسكرية واصبح من الصعب جدا علي سكانها الخروج او الذهاب، بل ان اصعب الاشياء ان تجد مواطنا يسير في احد هذه الشوارع.. ان هذا لا يحدث في اي عاصمة في الدنيا، ولو ان هذا حدث في مكان اخر لذهب اصحاب هذه المشروعات والمحال الي المحاكم وحصلوا علي تعويضات خرافية، ولكن كل شيء في مصر جائز ومقبول مهما كانت درجة الغرابة فيه.. يوجد حول السفارة الامريكية عشرات الاجهزة والمتاريس ولا يعقل ان نحكم علي هذه المنطقة وسكانها بهذه النهاية الحزينة.. محلات مغلقة وسكان هاربون وحالة خوف وذعر في كل الاوقات.. يحدث هذا في القاهرة، بينما يمنع ضابط شرطة سفيرا مصريا من السير في احد الشوارع، لماذا هذا الفارق المخيف في اسلوب التعامل؟ لماذا نفعل ما لا يفعله الاخرون؟ إن هناك مبادئ في العمل السياسي تسمي المعاملة بالمثل وما حدث عندنا انكار لكل هذه المبادئ.. أرجو من المسئولين ان يفتحوا الشوارع المغلقة منذ سنوات في جاردن سيتي وان يعيدوا للناس مصادر ارزاقهم وان نطبق المبادئ التي تسري علي الجميع وهي المعاملة بالمثل.