رغم إعلان مؤسسة موديز العالمية للتصنيف الاقتصادي والائتماني مؤخرا عن أن تعافي أسواق التوريق بات قريبا، فإن أكبر مؤتمر سنوي للتوريق، والذي عقد الأسبوع الماضي بإحدي مراكز المؤتمرات في واشنطن.. جاء عكس ذلك، موضحا أن تلك الأسواق لازالت تعاني من أزمة. وأشار رالف ديلوزو، رئيس مجلس إدارة منتدي التوريق المالي الأمريكي والمستثمر في الأوراق المالية المدعومة بالقروض العقارية في صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إلي أنه، من الأسباب المعروفة والتي تعطي تفسيرا لأهمية التوريق، هي تحريك سوق الائتمان ونمو القروض العقارية، وهي لا تعتبر حاليا كافية لإحياء هذه السوق. ويوضح جون دوجان، المراقب العام للبنوك والخدمات المالية الأمريكية، اننا في الوقت الحالي في مفترق طرق فالأجهزة التنظيمية لم تعمل بصورة سليمة علي تنسيق أفعالهم، بدلا من احياء سوق التوريق بقوة، وهناك خطر بأن تستمر في التراجع، وسيكون لذلك آثارا بعيدة المدي، ولا يستهان بها في تعافي أسواق الائتمان، ولا تتضح هذه الآثار حاليا. وأصبحت تكاليف التوريق في الوقت الحالي مرتفعة إلي حد كبير، لأن كثيرا من المستثمرين يشعرون بالبعد عنها، نتيجة للخسائر الهائلة التي تعرضوا لها في الأزمة الأخيرة، وما يزيد من ارتفاع التكاليف حاليا هي القواعد المحاسبية الجديدة، التي تلزم البنوك بإدراج مجموع القروض التي يتم توريقها ضمن ميزانياتها العمومية، وهذا يعني أنه لابد من تخصيص رأسمال احتياطي لتلك القروض، إلي جانب ذلك هناك خطط كثيرة من المؤسسة الفيدرالية للتأمين علي الودائع إلي أجهزة الاتحاد الأوروبي، من شأنها أن تلزم البنوك المستخدمة للتوريق بضرورة الاحتفاظ بجزء من القروض. ومازال صانعوا السياسات يشعرون بالقلق تجاه هذه السوق خاصة فيما يتعلق بتكاليف الاقتراض إذا ظلت هذه الأسواق مصابة بالخلل الوظيفي، وحتي الآن لم تتم إثارة هذا السؤال لأن الحكومة الأمريكية، من خلال مؤسستي القروض العقارية المضمونتين من الحكومة الأمريكية، وهما فاني ماي وفريدي ماك، تعملان علي تمويل سوق القروض السكنية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما أن هناك تساؤلا مزعجا ويحتاج إلي إجابة ضرورية، وهو كيف سيتأثر النمو في أمريكا، والتعافي في سوق الإسكان إذا لم يعد من الممكن استخدام التمويل من خلال التوريق المالي؟ ويذكر أن بنك "سيتي جروب" قد أصدر تقريرا قبل الأزمة، ذكر فيه أن التوريق سوف ينمو بلا توقف ولكن ما حدث جاء به بمثابة صدمة قاسية لذلك التقرير، ولكثير من البنوك لأنها استخدمته كطريقة أساسية في إعادة تحويل قروضها إلي سندات للبيع، ومن ثم إبعادها عن ميزانيتها.