سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
متنبئا بعملية تحول مؤلمة إلي اقتصاد عالمي متعدد الأقطاب تستغرق 5 سنوات
العريان: التضخم قادم لا محالة وأمريكا قد لا يمكنها مواصلة النمو خلال العام الجديد
اكتسب محمد العريان سمعته كواحد من أمهر نجوم الاستثمار في العالم بسرعة مثيرة للدهشة.. فبعد 15 عاما قضاها في صندوق النقد الدولي ذهب إلي شركة الاستثمار بيمكو منذ عشر سنوات فقط وتولي إدارة صندوق الاستثمار في سندات الأسواق الناشئة التابع للشركة.. وكان ما حققه هذا الصندوق من أداء متميز سببا في جذب الأنظار إلي كفاءات العريان.. وفي عام 2005 عندما تقاعد جاك ماير من منصبه كمدير لوقفية جامعة هارفارد الضخمة البالغ حجمها 30 مليار دولار قررت الجامعة تعيين العريان في مكانه.. ومرة أخري أثبت المدير الشاب كفاءته وحققت الوقفية في السنة المالية الكاملة التي كانت فيها تحت إدارته عائدا بلغت نسبته 23% ولكن العريان سرعان ما عاد إلي بيمكو مرة أخري كرئيس تنفيذي هذه المرة يتقاسم مع مؤسسها الشهير بيل جروس مهمة إدارة الاستثمار في تلك الشركة.. وفي عهده تحولت بيمكو لتصبح خلال العامين الأخيرين أكبر شركة في العالم للاستثمار في السندات وقفز حجم الأصول التي تديرها ليقترب من تريليون دولار حاليا.. وتقول مجلة "قورتشن" إن العريان الذي يبلغ 51 عاما لايزال ماكينة للأفكار الكبيرة والعميقة وأن كتابه "عندما تتصادم الأسواق: استراتيجيات الاستثمار في عصر التحول الاقتصادي العالمي" قد فاز في العام الماضي بجائزة عالمية كبري هي جائزة الفاينانشيال تايمز جولدمان ساكس لكتب البيزنس. ويقول العريان إن الركود قد انتهي وأن الاقتصاد الأمريكي عاد إلي النمو في الربعين الثالث والرابع من عام 2009 وأن معدل النمو في الربع الأخير من 2009 سيناهز 3% سنويا ولكن الاقتصاد الأمريكي قد لا يمكنه المحافظة علي هذا النمو في العام الحالي 2010 وأسباب ذلك ترجع إلي كونه نمو يعتمد علي قاطرات مصطنعة مثل الحافز المالي الحكومي الأكبر من نوعه في التاريخ المالي والنقدي.. والقاطرة الثانية المصطنعة هي رغبة الشركات في إعادة ملئ مخازنها وهذه بطبيعتها عوامل مؤقتة.. أما القاطرة الحقيقية للنمو الدائم فهي زيادة انفاق القطاع الخاص سواء الشركات أو المستهلكين وهو أمر لم يحدث بعد وقد لا يحدث في عام 2010 بدرجة كافية.. فإنفاق المستهلكين تحيطه معدلات البطالة العالية والتي بلغت 10.2% حسب الأرقام الرسمية وتصل إلي 17.5% إذا استخدمنا المعيار الشامل الذي يتم حسابه بالبطالة الكاملة والبطالة الجزئية معاً. ويضيف العريان أن ارتفاع معدل البطالة إلي هذه الدرجة يغير حتي سلوك من يعملون ولديهم دخولهم ويجعلهم أكثر حذرا في الإنفاق وبجانب ما تقدم فإن ثروات الناس وخاصة مدخراتهم من أجل المعاشات قد تناقصت وهذا يجعل الناس أكثر ميلا للادخار من أجل تعويض ما فقدوه هذا فضلا عن اختفاء المكافآت التي كانت اشبه بماكينات الصرف الآلي في زيادة الميل للاستهلاك فالشركات لم تعد تعطي مكافآت بسبب الركود وهكذا لن يكون المستهلك الأمريكي هو القاطرة التي تقود النمو الأمريكي ناهيك عن النمو العالمي في 2010.. لقد كان الأمر في السنوات الماضية أشبه بطائرة تحلق علي ارتفاع شاهق ولها محرك واحد ضخم هو انفاق المستهلك الأمريكي.. أما وقودها فهو الاستدانة.. وهذا الوقود لم يعد متاحا الآن بسبب ازمة الائتمان وضخامة ما علي المستهلك الأمريكي بالفعل من ديون.. وطبيعي في هذه الحالة أن تهبط الطائرة من ارتفاعها الشاهق وان تصبح السيطرة عليها مسألة صعبة. ولا شك أن عودة المستهلك الأمريكي إلي الادخار أمر جيد علي المدي البعيد حيث تبدأ دول العالم الأخري في تحمل مسئولياتها كقاطرات للنمو وينتهي عصر الاعتماد المكثف علي المستهلك الأمريكي كقطب أوحد وندخل إلي مرحلة اقتصاد عالمي متعدد الأقطاب وهذا أيضا أمر جيد.. ولكن عملية التحول هذه ستكون مؤلمة ومن المرجح في رأي محمد العريان أن تستغرق نحو خمس سنوات. ويقول العريان لمجلة "فورتشن" إن ما يصدق علي قاطرات النمو يصدق أيضا علي المستثمرين الأفراد الذين يتعين عليهم عدم التركيز علي الأوراق المالية الأمريكية كما كانوا يفعلون من قبل خاصة مع التحول الجاري في مركز الجاذبية الاقتصادية علي مستوي العالم وهكذا يجب أن تكون محفظة أي مستثمر متنوعة عالميا أو "متعولمة".. كذلك فإن المستثمرين الذين اعتادوا علي غياب التضخم في السنوات الماضية أن يدركوا أن التضخم قادم لا محالة وفي وقت قريب.. فالطلب العالمي يزيد بينما العرض يواجه مشاكل أبسطها غيبة الائتمان وصعوبة الاقتراض.. ومع تزايد الطلب وانكماش العرض سيحدث التضخم وفي وقت لن يتجاوز نهاية العام الحالي 2010 وإذا أراد المستثمرون الأفراد حماية أنفسهم من هذا الخطر القادم فإن عليهم الاستثمار في السندات الأمريكية المحمية من التضخم TIPS.