لا أستوعب كثيرا مضمون وأفكار وآراء وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة التي يدلي بها بين الحين والآخر! فمن قبل أثار جدلا كبيرا عندما دعا إلي دمج إيران وإسرائيل في منظومة جديدة للشرق الاوسط. والآن يدلي بتصريحات مثيرة لصحيفة "الحياة" الصادرة من لندن يقول فيها إن ايران لا تهدد بلاده حتي وان امتلكت سلاحا نوويا لانها لن تضرب جيرانها بمثل هذا السلاح..! ولا ندري من أين جاء الوزير البحريني بكل هذه الثقة عن عدم تهديد ايران لبلاده وهي الدولة التي صدر عن أحد كبار مسئوليها، وهو علي أكبر ناطق نوري رئيس التفتيش العام في مكتب قائد الثورة الاسلامية الايراني تصريح شهر فبراير الماضي أكد فيه تبعية مملكة البحرين لبلاده علي اعتبار أنها المحافظة الرابعة عشرة من محافظات إيران. وكيف يمكن للوزير البحريني ان يطمئن كثيرا لوجود السلاح النووي الايراني وهو يعلم ان أي ضربة انتقامية من إسرائيل أو أمريكا للتسهيلات النووية الايرانية ستعني دمارا كبيرا في دول الخليج العربي نتيجة لتسرب الإشعاعات النووية!! والغريب ان الوزير البحريني الذي أكد عدم وجود تهديد ايراني لبلاده أشار في نفس الحديث للخلايا التي اكتشفت في بلاده والتي لها علاقة بإيران، ولكنه قال إن البحرين ليست الوحيدة التي يوجد بها هذه الخلايا بالمنطقة، بل هناك الكثير منها في دول عربية وغير عربية وهي خلايا تضع مخططا لزعزعة استقرار الدول العربية واستهداف الهوية العربية في المقام الأول. إننا نأمل ان يكون الوزير البحريني مطمئنا إلي ان إيران لن تضحي بدول الجوار عند تعرضها لأي أزمة أو في مواجهة أي تهديد محتمل لمنشآتها النووية، ولكننا نأمل ألا يكون هناك سلاح نووي في المنطقة كلها، لا في إسرائيل ولا في إيران لأن الخطر في النهاية واحد، والتهديد سيشمل الجميع ولا توجد استثناءات.