أكد بنك "اتش اس بي سي" أن قطاع الاتصالات المصري مازال الأكثر جاذبية في الوقت الحالي بالرغم من التطورات العنيفة والأزمة المالية العالمية التي أطاحت بأقوي اقتصاديات العالم. وأشار البنك في تقرير حديث إلي أن شركات الاتصالات المحلية مازالت تتمتع بسيولة عالية تساعدها علي مواجهة احتياجاتها لمدة 12 شهرا مقبلة، ورأي التقرير أن قطاع الاتصالات في مصر يعتبر من الأسواق الأكثر جاذبية في الوقت الراهن إذ استمرت كل شركات الاتصالات في مصر بالنمو بمعدلات جيدة، وبناء علي تقديرات "اتش اس بي سي" فإن شركات الاتصالات بالسوق المصري تتميز بتواجد كمية سيولة عالية تساعد الشركة علي مواجهة أي حاجات لمدة 12 شهرا. وستتمكن شركة المصرية للاتصالات من توفير السيولة اللازمة لها في حالة احتياجها عن طريق الموارد المتراكمة الداخلية دون الحاجة لأي نوع من التمويل الخارجي، كما توقع التقرير أن تتمكن شركة "موبينيل" من توفير كل احتياجاتها من السيولة خلال العام الجاري 2009 دون مواجهة أي مشاكل وتتمكن الشركة من الحصول علي قرض من 12 بنكا لمدة 5 سنوات يمكنها من مواجهة كل متطلبات التمويل خاصة بعد أن بدأت الشركة جني ثمار خفض تكاليف التشغيل الذي أدي إلي تحقيقها هوامش ربحية عالية وانخفاض الاستهلاك الرأسمالي. ورأي التقرير أنه لا يوجد أمام شركات المحمول في مصر مجال كبير لتقليل النفقات ويري أن مصر تعتبر واحدة من كبري الاقتصاديات في أفريقيا ويتميز قطاع الاتصالات فيها بانخفاض الانفاق بصورة أقل من المتوسط مقارنة ببقية الأسواق في الدول الناشئة، كما مثل معدل اختراق المحمول بنهاية عام 2007 في مصر حوالي 41،5% وهو منخفض جدا مقارنة بنصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي الذي وصل في 2007 إلي حوالي 5000 دولار بينما هناك أسواق افريقية أخري دخل الفرد فيها أقل بكثير من دخل الفرد المصري ومع ذلك يمثل معدل اختراق المحمول بنسبة أكثر من مثيله المصري. ورأي التقرير أن خدمات المحمول مازالت في طور النمو في مصر ومازالت جديدة نسبيا مقارنة ببقية الأسواق في المنطقة كما أن أكثر من 50% من عدد السكان لا يستخدمون تلك الخدمات كما يمثل معدل اختراق المحمول للسوق عبئاً كبيراً علي متوسط الانفاق ويعتبر المعدل المنخفض للاختراق في هذا الوقت شيئا إيجابيا لأنه في وقت الأزمات يقوم الناس بخفض حجم استهلاكهم وعندما تمثل خدمات الاتصالات جزءا قليلا من حزمة الانفاق الشهري فهذا يعني أن معدل الاستهلاك في أدني مستوياته بالفعل ولا يمكن خفضها عن ذلك المعدل. وأكد التقرير أن شركات المحمول في مصر شهدت نموا كبيرا في خطوطها بصورة أكبر من الخطوط الأرضية خلال السنوات الماضية والنمو الكبير في معدل اختراق الخطوط المحمولة عمل علي انخفاض مبيعات الشركة خاصة للأفراد نتيجة للاختلاف الكبير بين أسعار التعريفة بين الخطوط الثابتة والمحمول. بينما شهدت مبيعات الشركة للمؤسسات نموا كبيرا باعتبارها المحتكر الوحيد لخدمات التليفون الثابت التي تم الاعلان عنها من قبل الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات والتي تم تأخير التقدم لها لعدم توافر استمارة للرخصة ولأن الشركة قامت بتنمية مبيعاتها للشركات من الخطوط الأرضية وخدمات الإنترنت والمعلومات. ورأي التقرير أن الأسعار السوقية لكل شركات الاتصالات في السوق المصرية متضمنة علاوة المخاطر في حساب تكاليف رأس المال ولكن مع الانخفاض المستمر في معدلات التضخم بالإضافة إلي التحسن المتوقع للأحوال الاقتصادية الكلية في السوق يتوقع التقرير انخفاض عامل المخاطرة وبالتالي تحسنا تدريجيا في أداء أسهم الاتصالات بالبورصة المصرية.