الازمة المالية العالمية كان لها تأثيراتها علي الاقتصاد ككل في مصر.. ولكن كان التأثير الاكبر علي القطاع العقاري الذي شهد تراجعا في اسعار الوحدات بالاضافة الي انخفاض الطلب علي العقارات الفاخرة التي كانت تركز عليها غالبية الشركات العقارية العربية بصفة خاصة .. هذه التأثيرات انعكست علي اسعار الاسهم بصورة كبيرة مما اغري الكثيرين باجراء استحواذات علي شركات عقارية مقيدة . أكد الخبراء أن الفتره التي يمر بها السوق حاليا هي فترة غموض وبالتالي في حاجة لتشديد الرقابة من الهيئة حتي لا تحدث عمليات استحواذ غير مرغوب فيها او تضر بمصالح المتعاملين . هيكل الملكية اشار محمد عبد الهادي العضو المنتدب لشركة حلوان للسمسرة في الاوراق المالية ان الانخفاض الكبير في اسعار الاسهم اغري كثيرا من المستثمرين بالاستحواذ علي شركات العقارات لسيولتها العالية في ظل الازمة المالية العالمية ومشكلة نقص السيولة التي تمر بها معظم الشركات من قطاعات مختلفة في الوقت الحالي. وبدا ذلك واضحا من خلال صراع الكبار الخفي للاستحواذ والفوز خلال الأيام القليلة الماضية علي نسب حاكمة في بعض شركات العقارات علي غرار ما اعلنته شركة بايونيرز القابضة عن قيامها بدراسة مبدئية لشركة القاهرة للاسكان للوقوف علي مدي جدوي تقديم عرض شراء لها.. مشيرا الي انه ربما كان للرغبة في الشراء ما يبررها وهو أن شركة القاهرة لاسكان تمتلك سيولة تصل لنحو 400 مليون جنيه وهي قيمة توازي القيمة السوقية للشركة وهو نادراً ما يتوافر للشركات في ظل الأزمة العالمية. وأضاف أن الفتره التي يمر بها السوق حاليا هي فترة غموض وبالتالي فان الشركات التي تمتلك سيولة عالية اذا فكرت في الاستحواذ علي شركات اخري فانها لابد وان تختار القطاع الذي يمتاز بوفرة في السيولة وهذا ما نجده في قطاع الاسكان ككل لان السيولة هنا ليست مادية فقط ولكن وجود الاراضي الكثيرة لدي شركات قطاع الاسكان يجعلها تمتلك سيولة كبيرة. أسعار الأسهم في المقابل أكد عبد الهادي أن مثل تلك الاستحواذات لو حدثت فعليا سيكون له تاثير ايجابي علي اسعار اسهم تلك الشركات بالبورصة المصرية لان الشركات الراغبة في الاستحواذ ستقوم بالتاكيد بشراء الاسهم بسعر اعلي من المتداول به في البورصة وبالتالي سينعكس ذلك بالايجاب علي قطاع الاسكان بأكمله والسوق ككل. عن توقعاته للبورصة المصرية خلال الفترة المقبلة أكد عبد الهادي ان البورصة المصرية بدأت تشق طريقها نحو التعافي من اثار الازمة المالية ولكن علي المستثمرين الافراد ان يتوخوا الحذر والحيطة من ذلك والا يندفعوا سواء بعمليات الشراء او بالبيع حتي تتضح المعالم النهائية للسوق. سيولة كبيرة ويري هاني حلمي رئيس مجلس ادارة شركة الشروق للوساطة في الاوراق المالية إنه علي الرغم من إيجابية وصول الأسعار لمستويات جاذبة وتقديمها فرصا جيدة للاستثمار فإنها قد تشكل خطورة بالغة في حالة استغلال المستثمرين الأجانب لتلك الإيجابية واستحواذهم بنسب كبيرة في الشركات مما يمثل خطرا علي الأمن القومي. وأضاف أنه مع بداية الازمة المالية العالمية حذر المحللون والخبراء الماليون من عمليات الاستحواذ التي ستحدث باسعار زهيدة للاسهم للاستفادة من سيولة الشركات و قيامهم في الوقت نفسه بتسليط الضوء تحديدا علي شركات العقارات التي تحتفظ باراض وسيولة كبيرة لا تتمتع بها غيرها من الشركات في ظل الازمة المالية العالمية الحالية . ولفت الي أنه يجب ان تخضع عمليات الاستحواذ الي رقابة اكثر من هيئة سوق المال ووجود ضوابط جديدة للاستحواذات والا يترك الامر للاستحواذ عن طريق شراء الاسهم فقط نظرا لان اي اسعار ستعرض ستكون مغرية واكبر من سعر السوق لذا يمكن ان يلجا جميع المتعاملين للبيع لتعويض الخسائر . واكد ايهاب حسنين العضو المنتدب لاحدي شركات السمسرة في الاوراق المالية أن الوقت الحالي أصبح فرصة ذهبية للاستحواذ علي حصص كبيرة من أسهم الشركات والمؤسسات وذلك بعد وصول اسعار الأسهم لمستويات مغرية للشراء. وقال إن هناك فرصا استثمارية كثيرة وعديدة بالسوق المصرية متوقعا امكانية قيام الكثير من الشركات بتنفيذ عمليات استحواذ خلال الفترة القادمة وذلك من أجل اغتنام الفرص بعد وصول اسعار الأسهم لمستويات مغرية للشراء. وأضاف أن الفترة الحالية تعد فرصة جيدة لقيام الشركات بإعادة شراء اسهمها ومن ثم زيادة حصتها في شركاتها.