حققت المملكة العربية السعودية طفرة مهمة وتاريخية علي طريق التطوير والإصلاح وفي جميع الميادين التي تمس المواطن مباشرة. هذا وجاء التعديل الوزاري في المملكة الذي أمر به الملك عبدالله بن العزيز يؤكد ذلك وجاء بمثابة نقلة حضارية في السعودية ولمواطنيها أيضا! إن ما حدث في المملكة منذ تقلد الملك عبدالله الحكم، كان له تأثير بالغ للحياة الاجتماعية والسياسية والتشريعية وحركت بدورها الموازين الثقافية وهو ما ساعد علي ارساء دعائم التطوير والتغيير. إن القاء الأضواء علي نوعية الاشخاص الذين اختارهم الملك عبدالله في التشكيل الوزاري الجديد يؤكد علي دقة اختياراته. وعندما نقترب من شخص وزير الاعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة سنعرف أن مرسوم تعيين السفير السعودي السابق في لبنان الدكتور عبدالعزيز خوجة وزيرا للإعلام لم يكن خبرا مفاجئا للكثيرين، فالسفير السابق له شهرة كبري في الأوساط الأدبية والثقافية، ربما تعادل شهرته في عالم الدبلوماسية فهو شاعر ومثقف وشغل مناصب كثيرة في مؤسسات ثقافية برغم تخصصه الأكاديمي الأول في علم الكيمياء الذي يعود إليه خوجة لمحاولة ايجاد صيغة ناجحة لتحقيق انفتاح أكبر علي العالم الخارجي إلي جانب التركيز علي القضايا المحلية وكل ذلك محاط بمزيد من جرعات الحرية التي يعد بها الوزير الجديد. وزير الثقافة والإعلام السعودي الجديد، الدكتور عبدالعزيز خوجة أكد في تصريحات صحفية بعد تعيينه بأنه عازم علي المضي بالإعلام السعودي إلي آفاق جديدة أكثر انفتاحا علي العالم، ومعطيا عهده للصحافيين والإعلاميين بأنه سيظل يعتبر نفسه زميلا لهم لا يوصد بابا ولا يغلق هاتفه في وجههم أبدا. ويقول خوجة إنه يشعر باعتزاز كبير بهذه الثقة الكبيرة من خادم الحرمين الشريفين، ويرجو من الله المعونة والتوفيق لأداء هذه المهمة علي خير وجه، مشيرا إلي أنه يعتبر وزارة الإعلام بيته الثاني. وأضاف: "سعدت بالعمل فترة في وزارة الإعلام، وأنا اعتبر الاعلاميين والمثقفين في هذا الوطن العزيز أساتذة وزملاء لي، وسأضع يدي بأيديهم لنضع رؤية واضحة لإكمال المسيرة الثقافية والإعلامية بما يخدم ديننا ووطننا ويحقق توجهات الملك عبدالله للتعامل بانفتاح عقلاني في الداخل وفي الخارج مع بقية القاطنين معنا في هذه القرية الكونية التي تسمي بالأرض". وعن أبرز ملامح المرحلة القادمة قال الوزير إن الانفتاح علي الآخر، وحرية تعبير الرأي ستكون السمة البارزة في الفترة القادمة مؤكدا: "انا قادم بانفتاح كبير جدا، ولدي رؤية واضحة بأن العالم منفتح أمام واقع يجب التعامل معه بشجاعة وبصيرة وبرؤية واضحة". وان الاعلام السعودي سيؤدي دورا كبيرا في الفترة المقبلة في السياسة الخارجية للمملكة لافتا إلي الدور الكبير للإعلام في مواكبة السياسة الخارجية للمملكة، وايضاحها ومتابعتها وابرازها للعالم. واعتبر خوجة ان اهتمامه سيتوزع بالتساوي بين وسائل الاعلام والثقافة المختلفة، سواء كانت مقروءة او مرئية أو مسموعة وان التطوير سينال هذه المؤسسات كلها بشكل متساو. تجدر الاشارة إلي ان خوجه من مواليد عام 1942 وهو يحمل شهادة بكالوريوس في الكيمياء والجيولوجيا من جامعة الرياض، وشهادة دكتوراة في الكيمياء من جامعة برمنجهام، وعلم استاذا للكيمياء في كلية التربية بمكة المكرمة وعين عميدا لها ومشرفا عاما علي الجامعة بمكة المكرمة كما درّس في جامعة الملك عبدالعزيز وتولي منصب وكيل وزارة الاعلام للشئون الاعلامية، وقام بأعمال مدير عام جهاز تليفزيون الخليج، إلي جانب ترؤسه لعدة مجالس منها المجلس التنفيذي لمنظمة اذاعات الدول الإسلامية، والمجلس التنفيذي لوكالة الانباء الإسلامية، وعدد من المؤتمرات الاعلامية اضافة إلي كونه عضوا في مجالس عديدة، والتحق بالسلك الدبلوماسي في اواخر الثمانينيات حيث عين سفيرا للملكة في عدد من الدول، منها تركيا وروسيا الاتحادية والمملكة المغربية وكان آخر أعماله قبل توليه منصب الوزارة سفيرا للسعودية في لبنان. وإلي جانب عمله الدبلوماسي والاكاديمي فإن خوجة يعتبر أحد أهم الشعراء في الأدب السعودي المعاصر، وله العديد من الدواوين الشعرية والقصائد المنشورة وبعض المؤلفات العلمية في الكيمياء وميكانيكية التفاعل إلي جانب كونه شاعرا مرموقا..!