العادات العربية لم تتغير، وفي أعقاب كل كارثة أو نكسة أو هزيمة فإننا نستطيع أن نحولها إلي انتصار ونعلق الرايات والأعلام ونخدع أنفسنا بينما يسخر منا الآخرون.. وحماس بعد كل ما وقع في غزة من دمار ومن خسارة مادية وبشرية ومن إزهاق لأرواح الأبرياء تحاول أن تترجم ذلك إلي نوع من الانتصار! وأحد الأشخاص واسمه منير شفيق وهو المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي "بحثت عن وجود لهذا المؤتمر علي خارطة المنظمات والهيئات العربية فلم أجده" يقول ان قمة الكويت تعتبر أسوأ قمة عربية حتي الآن لانها تأتي في ظل وجود نصر عسكري حققته المقاومة الفلسطينية وحدوث انتفاضة شعبية عربية لا مثيل لها علي الإطلاق! ويضيف أيضا ان العدو الإسرائيلي أصبح في مأزق حقيقي لم يسبق له مثيل لدي الرأي العام العالمي! ولا نعرف حقيقة عن أي انتصار عسكري حققته حماس يتحدث هذا الرجل؟ إن مقاتلي حماس أثناء غزو القوات الإسرائيلية لقطاع غزة اختبأوا تحت الأرض في انفاق وممرات سرية ولم يقف أحد منهم أمام الجنود الإسرائيليين للقتال والمقاومة.. ولم يجد الجيش الإسرائيلي مقاومة تذكر! إنه لو تحدث عن نوع من الانتصار السياسي لحماس لربما كان ذلك مقبولا فهي في واقع الأمر استطاعت ان تحقق تواجدا لها علي الساحة وبدأت بعض القوي الدولية تعلن استعدادها للحوار معها ان هي أعلنت التخلي عن العنف.. كما أن عدم القضاء علي حماس نهائيا أثناء العملية العسكرية يعتبر أيضا انتصارا مرحليا لحماس في لعبة البقاء والوجود! ولكن الحديث عن انتصار عسكري للمقاومة وتقصير لقمة الكويت في استثمار هذا الانتصار إنما يدخل في إطار تخدير الشعوب والمزايدة عليها واغفال للقراءة الواقعية للأحداث والأفضل للجميع في هذه المرحلة ان نعيد التأكيد علي أن اللجوء إلي العنف لن يحل قضية ولن يوجد إلا مزيدا من الأزمات الإنسانية ولابد من تشجيع لغة الحوار والتفاوض وهذا هو ما يريد الرأي العام العالمي أن يسمعه وما يجب أن نردده بعيدا عن المزايدة حتي علي أنفسنا..! [email protected]