بين اليأس والرجاء تعقد اليوم -الاثنين- القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية بالكويت، في ظل تداعيات وتوابع زلزال العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة حيث أدي هذا العدوان الإسرائيلي إلي تجاوز قرار القمة العربية التاسعة عشر رقم 365 بالرياض في 29 مارس 2007 الذي نص علي "عقد قمة عربية تخصص فقط للشئون الاقتصادية والتنموية الشاملة" وشرحت المذكرة التفسيرية لدوافع قمة عربية، اقتصادية وتنموية واجتماعية، ذلك بقولها: إنه "إذا كانت الاخطار التي تهدد سيادة واستقلال ووحدة الأراضي العربية قد استغرقت الجزء الأعظم من اهتمامنا وأولوياتنا في المراحل الماضية فإن معالجة التهديدات الأخري التي تمس أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية لاتزال في حاجة إلي مزيد من الاهتمام والتعزيز". لكن التطورات السياسية المتلاحقة اضطرت قمة الكويت لتجاوز قرار عقدها حيث احتلت غزة بؤرة الاهتمام وعاد طغيان السياسة علي الاقتصاد ليكون سيد الموقف، ومع فرض السياسة نفسها علي هذه القمة الاقتصادية عاد شبح الانقسام العربي ليلوح في الأفق وينذر بالخطر الشديد الذي عبر عنه عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية، بقوله إن: "مركب النظام العربي تغرق" لكنه مع ذلك أعرب عن أمله في ان تكون قمة الكويت هي المنقذ لسفينة العرب الغارقة. وليس هذا هو السبب الوحيد ل"الرجاء" الذي يتلازم مع الشعور العام ب"اليأس" من هذه القمة، بل هناك أسباب أخري، من أهمها ما عبرت عنه السفيرة ميرفت التلاوي المنسق العام لقمة الكويت بقولها: إن القمة سبقتها أعمال تحضيرية لم تشهدها قمة عربية سابقة شارك فيها -من خارج الإطار الحكومي- مفكرون وقيادات القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني العربي، واعتمدت الأعمال التحضيرية للقمة علي 15 دراسة علمية و20 اجتماعا مع شتي فئات المجتمع العربي وأكثر من 450 فكرة ومشروعا وردت من المنظمات والهيئات العربية حتي تعبر القمة عن نبض الشارع العربي. ولأول مرة أيضا تسبق قمة القادة والزعماء العرب قمة "أهلية" ممثلة في اجتماعات المنتدي الاقتصادي والاجتماعي، أي منتدي القطاع الخاص والمجتمع المدني، الذي استمرت أعماله ومداولاته علي مدار 48 ساعة، أمس وأمس الأول، وسيتم نقل توصيات هذه القمة "الأهلية" إلي القمة الرسمية اليوم. وبهذا الصدد قالت ميرفت التلاوي: إن قمة الكويت هي القمة الأولي التي يدعي إليها القطاع الخاص والمجتمع المدني والمفكرون والشباب، بحيث نطلع علي آمال الشعوب العربية.. ولذلك نظمنا علي مدي أشهر لقاءات تحضيرية مع مجموعات مختلفة، منها اتحادات الغرف العربية واتحاد المصارف العربية واتحادات المستثمرين واتحادات العمال والشباب واتحاد الجمعيات الأهلية كما تم تنظيم لقاءات مع علماء وخبراء في تخصصات علمية وتنموية واقتصادية واجتماعية. وكان التخطيط الأصلي -قبل زلزال غزة- أن تكون أجندة قمة الكويت من أربع مجموعات: الأولي تشمل الاستثمار والتجارة، من الاتحاد الجمركي إلي السوق المشتركة وهروب الاستثمارات إلي خارج العالم العربي، والبند الثاني يتعلق بالبنية التحتية من سكك حديدية وطرق وموانئ بحرية وطيران واتصالات ويتعلق البند الثالث بالتعليم والصحة ومكافحة الفقر وإعادة تأهيل العمالة أما البند الرابع فيختص بالتحديات المستقبلية للعالم العربي كالأمن الغذائي والأمن المائي والتغيرات المناخية وحالة البحث العلمي والتكنولوجيا وتركز السفيرة ميرفت التلاوي علي هذا التحدي الأخير قائلة إن هذا الجزء مهمل تماما في العالم العربي، فحياتنا العامة وإعلامنا وأدبنا لا مكان فيها للعلم، ولا يوجد مكان للعلم بيننا وليست لدينا ثقافة علمية.