كشف الدكتور مدحت خليل رئيس مجلس ادارة شركة راية القابضة للاتصالات والتكنولوجيا ان الازمة المالية العالمية بدون شك سيكون لها تداعيات سلبية علي أداء الشركة ولكن بدرجة محدودة أو ضعيفة مؤكدا ان الازمة سوف تسهم في ثبات معدلات النمو للشركة وعدم مواصلة ارتفاعها. وقال في حواره ل "العالم اليوم" إن هناك توجة لدي الشركة بالبحث عن اسواق بديلة لمنطقة الخليج ومن أبرزها اسواق الجزائر وجنوب افريقيا ونيجيريا بالاضافة إلي السعودية التي تعد من اكثر الدول استقرارا. * في البداية نود التعرف علي امكانية تأثير الازمة علي شركة راية؟ ** تأثير الازمة علي الشركة لن يكون كبيرا علي الرغم من وجود تأثير فعلي مما أدي إلي انخفاض المبيعات بنسب تتراوح بين 5% و15% بسبب ضعف القوة الشرائية في السوق المصرية والبورصة وهو ما أثر علي الكثيرين من الناحية المادية وحقق خسائر فادحة لكثير من المستثمرين. * هل الأزمة أثرت علي أرباح الشركة وساهمت في تراجعها؟ ** لا يوجد تراجع في ارباح الشركة حيث تم تحقيق زيادة في ارباحها بنسبة اكثر من 60% عن عام 2007. وقد حققت ارباحا في التسعة اشهر الأولي من العام الماضي حوالي 75 مليون جنيه منها 50 مليون جنيه جاءت نتيجة بيع الجزء الثاني لشركة راية للاتصالات والتي تم بيع الجزء الاول منها في العام الماضي لشركة فودافون مما يكشف عن وجود ربح رأسمالي. * هل تتوقع ان تتراجع ارباح الربع الاخير من عام 2008؟ ** الازمة ستؤدي إلي ثبات معدل النمو وعدم ارتفاعه عن العام الماضي. * وماذا عن امكانية استمرار الشركة في توزيع الكوبونات خلال الفترة القادمة؟ خليل: الشركة قامت بتوزيع كوبون نقدي ب 75 قرشا علي كل سهم عام 2007 وقد قامت الشركة بأخذ جزء من الارباح وتم اعادة استثماره من جديد وستستمر الشركة علي سياسة توزيع الكوبونات النقدية ما لم تتواجد فرص استثمارية جديدة فسياسة الشركة تقوم علي توزيع نصف الارباح واستثمار النصف الباقي من الارباح. * ما خطط الشركة لمواجهة آثار الازمة المالية؟ ** ستقوم الشركة خلال الفترة القادمة بتقليل النفقات والمصروفات ومن الممكن ان تقوم بالاستغناء عن بعض الموظفين وايقاف نشاط القطاعات التي لا تحقق معدلات نمو جيدة اضافة إلي ان الشركة علقت مشروعها لفتح مركز "الكول سنتر" الخاص بها في الاسكندرية انتظارا لاتضاح الرؤية وتحديد ما ستنتهي إليه الاوضاع الحالية نتيجة للأزمة اضافة إلي ان الشركة سوف تتجه خلال عام 2009 للتوسع في نشاط المباني الادارية الذكية لما تتميز به من فرص للنمو علي عكس بعض القطاعات الاخري التي تعمل بها الشركة بحيث ان هذه الانظمة واعدة ولذا فإنه حان الوقت للاستثمار فيها بمصر نظرا لأن الشركات العالمية دائما تبحث عن هذه المباني وقد بدأت الشركة بالفعل بالاستثمار فيها نظرا لوجود ميزة نسبية تتمتع بها مصر بحيث لا يتعدي عدد هذه المباني مبنان فقط في الوقت الذي يبلغ عددها في دبي حوالي 500 مبني مما يدل علي وجود فارق كبير بين مصر ودبي. * ما الخطط التوسعية للشركة خلال المرحلة القادمة؟ ** تقوم الشركة حاليا بالبحث عن اسواق بديلة مثل الجزائر ونيجيريا وجنوب افريقيا وبعض الدول التي يتواجد بها مميزات تخدم عمل الشركة بحيث ان الشركة تقوم علي ثلاثة مجالات اساسية وهي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتوزيع والتجزئة وستقوم الشركة بالبحث والتوسع في اسواق غير تقليدية فلم تعد دول الخليج هي الاسواق التي نبحث عنها نظرا للتقلبات التي يشهدها الاقتصاد العالمي خاصة ان هذه الدول تعتمد علي البترول ونظرا لتراجع اسعار البرميل من 160 دولارا إلي 40 دولارا في اقل من عام مما يؤدي إلي تأثر هذه الدول بصورة كبيرة نتيجة للازمة فيما عدا السعودية التي تعد من اكثر الدول استقرارا مما سيؤدي إلي التوسع فيها. * وماذا عن رؤيتك لوضع البورصة المصرية؟ ** مفهوم الاستثمار في البورصة لايزال يعاني من القصور في مصر حيث مازالت المضاربة تسيطر علي أداء السوق المصرية وهذا ما وضح في الفترة الاخيرة مع ظهور الازمة المالية العالمية والذين اصيبوا بخسائر مرتفعة هم المضاربون بينما المستثمر الذي يقوم بالاستثمار طويل الاجل وعلي المدي الطويل لم يحقق أي خسائر ولذلك انصح المستثمرين باختيار الشركات ولابد من دراستها جيدا حيث ان الاستثمار يعتمد علي قدرة الشركة علي تحقيق مكاسب وذات رأسمال كبير إلي جانب الشركات التي تقوم بتوزيع كوبونات نقدية ويوجد في السوق العديد من شركات المضاربة قامت بتعظيم الازمة وأدت إلي زيادتها. وأتوقع ان تستمر البورصة في أداؤها الحالي ما بين الصعود والتراجع وسيكون اتجاهها عرضيا ولن يتحسن أدائها إلا بنسبة 10%. * هل الشركة ستقوم بشراء أسهم خزينة خلال الفترة القادمة؟ ** لن يتم القيام بشراء أسهم خزينة نظرا لأن الشركة تقوم باستغلال الاموال لتعظيم الربحية وفتح اسواق جديدة وسياسة الشركة لا تقوم علي التأثير علي سعر السهم ولكن انصح مستثمري الشراء بشراء الاسهم نظرا لتراجع اسعارها. * وماذا عن امكانية تراجع حجم الانتاج وانخفاض الاسعار خلال الفترة القادمة؟ ** أتوقع ان يتراجع حجم الانتاج اضافة إلي انخفاض الاسعار في عام 2009 نظرا لأن هذا العام سيكون "عاما عصيبا" وبالتالي فمن المتوقع ان يكون هناك العديد من الشركات سوف تخرج من السوق وسيكون البقاء للاقوي وهذا العام سيمثل بداية الطريق للشركات القادرة علي البقاء.