إذا كانت هناك عبارة جامعة مانعة تصف الوضع الذي تواجهه قناة السويس حاليا فهي أن الملاحة في القناة بين خطرين. خطر القرصنة الذي تتعرض له السفن في مدخل البحر الأحمر.. وخطر خط الأنابيب الإسرائيلي..! وعلي الرغم من أن حركة شحن النفط المار بقناة السويس قد عاودت الارتفاع خلال الربع الثالث من العام الجاري بعد تراجعها خلال الربعين الأول والثاني فإن هناك توقعات بانخفاضها من جديد خلال الأشهر المقبلة بعد إعلان عدد من شركات الملاحة العالمية تجنب بعض ناقلاتها المرور بقناة السويس بسبب أعمال القرصنة التي تتم بالسواحل الصومالية. وأظهرت إحصاءات هيئة قناة السويس أن إجمالي عدد ناقلات النفط المارة بالقناة خلال الفترة من أول يوليو حتي نهاية سبتمبر قد بلغ 994 ناقلة حمولتها 37 مليونا و860 ألف طن بارتفاع 140 ناقلة ومليون و984 ألف طن بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وحققت حركة شحن النفط خلال الربع الأول من العام تراجعا بلغ 495 ألف طن حيث بلغت 35 مليونا و 779 ألف طن فيما واصلت التراجع خلال الربع الثاني ليزداد إلي مليون و910 آلاف طن بالمقارنة بالربعين الأول والثاني من العام الماضي. وقال المراقبون إن تحويل ناقلة نفط واحدة حمولتها 200 ألف طن خط سيرها إلي رأس الرجاء الصالح بدلا من قناة السويس يعني ضياع نحو 200 ألف دولار علي الأقل كانت ستحصل عليها قناة السويس كرسوم لعبورها. وأكد أحد المراقبين أنه من الصعب توقع حدوث ارتفاع في معدلات حركة شحن النفط بنهاية العام الجاري بسبب خفض أوبك انتاجها اليومي بنحو مليون ونصف المليون برميل يوميا إضافة إلي إعلان شركات الملاحة تجنب مرور بعض ناقلاتها بقناة السويس. وكانت شركة إيه. بي مولر مايرسك الدنماركية وهي واحدة من كبري شركات النقل البحري في العالم، قد أعلنت أنها ستقوم بتسيير عدد من ناقلات النفط حول رأس الرجاء الصالح بدلا من قناة السويس بسبب القرصنة. ويأتي تحرك بعض شركات الشحن لتجنب المرور في القناة في أعقاب استيلاء قراصنة صوماليين علي ناقلة سعودية عملاقة محملة بما قيمته 100 مليون دولار من النفط، وذلك في أضخم عملية خطف سفن علي الإطلاق. وقالت رابطة "انترتانكو": إن شركات ناقلات أخري كثيرة تفعل الشيء نفسه، وقالت "فرونتلاين" النرويجية، التي تنقل جزءا كبيرا من نفط الشرق الأوسط إلي الأسواق العالمية إنها تدرس اتخاذ خطوة مماثلة. وتنقل عبر خليج عدن وقناة السويس شهريا ملايين الأطنان من النفط الخام والمنتجات البترولية والغاز والسلع الجافة مثل الحبوب والحديد الخام والفحم، فضلا عن بضائع الحاويات مثل الالكترونيات واللعب. وتمثل ناقلات النفط المارة بقناة السويس نحو 16% من إجمالي حمولات البضائع المارة بقناة السويس. وتسعي قناة السويس إلي اجتذاب نحو 64% من سفن الأسطول العالمي لناقلات النفط بكامل حمولتها بدلا من 60% حاليا بعد بدء العمل بالمرحلة الحالية لتعميق الغاطس أوائل العام المقبل للوصول بغاطس القناة إلي 66 قدما بدلا من 62 قدما حاليا بتكلفة تبلغ نحو مليار و 200 مليون جنيه. ويسمح غاطس قناة السويس الحالي بمرور ناقلات النفط التي لا تزيد حمولتها علي 220 ألف طن بكامل حمولتها. من ناحية أخري قال الدكتور عبدالتواب حجاج المستشار الاقتصادي لرئيس هيئة قناة السويس إن مقارنة تكاليف عبور قناة السويس مع التكاليف المتوقعة لخط أنابيب النفط الإسرائيلي اشيكلون ايلات والذي توقف عام 1973 نتيجة الحرب مع مصر توضح أن قناة السويس لن تكون قادرة علي مواجهة المنافسة السعرية مع هذا الخط ويمكن البحث عن وسائل أخري للمنافسة مثل منح تخفيضات حوافز الكمية cargo incentive.