يتوقع أن يشهد نمو الناتج الإجمالي العالمي انخفاضاً من ناحية "تعادل القوة الشرائية" بنحو 2% خلال العام المقبل، وذلك وفقا إلي تقرير الأبحاث الصادر عن "وحدة الإيكونوميست لاستقصاء المعلومات" المؤسسة العالمية الرائدة في مجال استقصاء معلومات الأعمال التجارية وتوفير تحليلات الإدارة والقطاعات. ويشير التقرير إلي حدوث تدن في نسبة النمو الاقتصادي العالمي من 4.9% تم تحقيقها خلال العام الماضي إلي النسبة المتوقعة 3.8% خلال العام الجاري، حيث يتوقع انتعاشاً معتدلاً خلال عام 2010. وأضاف أنه كان للأزمة المالية العالمية أثر بالغ علي الاقتصاد بالإضافة إلي وجود حلقة مفرغة بين تدهور الأوضاع المالية التي يصيب النشاط الاقتصادي والضعف الاقتصادي الذي يؤدي إلي ارتفاع العجز، وبالتالي تردي الأوضاع المالية. ورغم المبادرات الحكومية في جميع أنحاء العالم، يتوقع المحللون في "وحدة الإيكونوميست لاستقصاء المعلومات" بأن أي صدمات جديدة ستؤدي إلي زعزعة مؤقتة للوضع الاقتصادي، من غير أن تزيد من تفاقم الأوضاع المالية علي النطاق العالمي حيث من المستبعد حدوث تطبيع كامل للأوضاع المالية قبل عام 2010. وفي ظل الأزمة الحالية، يتوقع أن يتباطأ النمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنحو 4.6% عن النسبة المتوقعة 6.1% للعام الجاري، وسوف ينطوي منتدي المسئولين التنفيذيين "العالم خلال عام 2009" علي مناقشات تفصيلية حول أحدث الاتجاهات والتطورات الأخري ذات الصلة، والتي ستحدد جدول الأعمال لمنطقة الخليج. وقال دانيال فرانكلين، مدير تحرير مجلة "الإيكونوميست" ومحرر النشرة السنوية بعنوان "العالم خلال عام 2009": من المتوقع حدوث تغيير في بداية عام ،2009 وذلك في أعقاب انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد، والذي سيحدث تحولا في التوقعات بالنسبة للاقتصاد بالإضافة إلي إعادة تقييم لمنظورات الطاقة وأولويات الاستثمار لمنطقة الخليج العربي الأمر الذي يعد فرصة مناسبة لطرح مناقشة رفيعة المستوي حول توقعات العام المقبل في منطقة الخليج وخارجها. وقال روبين بيو مدير التحرير وكبير المحللين الاقتصاديين في "وحدة الأيكونوميست لاستقصاء المعلومات": "حتي لو بادرت الدول الخليجية إلي استخدام موارد الثروة واسعة النطاق لديها للمساعدة علي دعم المؤسسات المالية في أوروبا وأمريكا، سوف يتزايد القلق بشأن تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية علي المنطقة سريعة النمو. كما أن انخفاض أسعار النفط ونقص السيولة المحلية قد أدت إلي طرح تساؤلات حول آفاق النمو لعام ،2009 والسؤال المطروح الآن يتمحور حول قدرة منطقة الخليج علي الخروج من العاصفة المالية التي تجتاح سائر أنحاء العالم".