ظن رئيس جورجيا أنه يستطيع الاعتماد علي الغرب وبالذات علي أمريكا عندما رأي الانقضاض علي جنوب اوسيتيا التي انفصلت عن جورجيا منذ 16 سنة. ولكن روسيا هاجمت جورجيا بعنف واكتفي الغرب بأمرين: الأول: أن أمريكا أسرعت تنقل ألفي جندي من جورجيا يعملون في العراق مع قوات أمريكا وقوات الحلفاء. والثاني: بيانات التأييد لجورجيا وبالذات ما أعلنه نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني من أنه اتصل برئيس جورجيا وأن الاعتداء علي جورجيا لن يمضي بلا رد. ولكن ما قاله تشيني كان مجرد كلمات ووعود. ومن ناحيته فإن أمريكا لا تستطيع أن تنس أن جورجيا طلبت الانضمام إلي حلف الأطلسي وأن الحلف وافق علي ذلك من حيث المبدأ فحسب. ومعروف أن دول البلطيق الثلاثة قد انضمت إلي هذا الحلف وأن أمريكا تريد محاصرة روسيا بدول بعضها كان عضوا في الاتحاد السوفيتي. ولكن الحرب الروسية علي جورجيا كان لها نتيجة مهمة وهي تقوية العناصر المتطرفة أو المعادية لروسيا في أمريكا وبالذات ماكين المرشح الجمهوري للرئاسة والذي يحيط نفسه بمستشارين معادين لروسيا. ومن ناحية أخري فإن ماكين طالب بأن تقف روسيا متهمة أمام محكمة الرأي العام العالمي بتهمة الاعتداء علي جورجيا. واكتفي أوباما أن يطالب كلا من روسيا وجورجيا بضبط النفس ولم يطالب حتي شفاهة بوقف حازم ضد روسيا. الغريب فيما جري لعبة القدر. إن ستالين الذي حكم روسيا بالقهر والعنف والدمار جاء إلي موسكو من جورجيا. وهذه الأيام فإن موسكو التي ترد العدوان لجورجيا. ولكن نتيجة هذه الحرب قد تكون التأييد الشعبي الأمريكي لماكين والعناصر المعادية لموسكو في الانتخابات الأمريكية!