يتضاعف استهلاك المياه علي المستوي العالمتي كل 20 عاما ولكن علي عكس البترول فإن الماء لا بديل عنه. ويقول المدير التنفيذي لشركة "دوو" أندرو ليفرس إن الماء هو بترول القرن الحادي والعشرين. وتخضع إمدادات المياه العالمية كالضغوط علي انتاج البترول، لكن مع تراجع اسعار البترول عن المستويات التي بلغتها فانه لا مؤشرات علي تحسن المقادير المتوافرة من المياه العذبة، حيث تؤدي التغييرات المناخية إلي ظهور قحط في مصادر المياه النقية. ويقدر بنك جي بي مورجان ان خمس شركات أغذية كبري هي نستلة ويونيليفر وكوكا كولا وانشور بوش ودانون تستهلك سنويا 575 مليار ليتر من المياه وهي كمية تكفي استهلاك البشرية مدة يوم. وتتسبب الصناعة خاصة في البلدان الفقيرة في تلويث مصادر المياه، في حيث تشمل الزراعة معظم استخدامات المياه، خاصة مع التوسع في زراعة المحاصيل المستهلكة بشدة للماء المستخدم بكثافة في انتاج الوقود الحيوي. تغيير عادات الإستهلاك يكافح العالم من اجل توفير الغذاء والمياه لعدد متزايد من سكان الكوكب خصوصا مع ازدياد الطبقة الوسطي في آسيا المتشوقة لاتباع نمط استهلاك المياه لدي سكان العالم الغربي. وطالب تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي للمياه بتقليص هدر الاغذية بنسبة 50% علي الاقل مع حلول عام 2025 مما يعني توفير المياه المستخدمة لانبات المحاصيل المنتجة لتلك الأغذية. واكد خبراء في مؤتمر دولي في العاصمة السويدية ستوكهولم اختتم الجمعة علي ان نصف المياه المستخدمة في الزراعة تتعرض للهدر مما يسهم بشكل كبير في شح الموارد المائية عالميا. ونبه المؤتمر إلي تبديد كميات من الغذاء، وبالتالي من المياه في الحقول واثناء النقل، وفي المتاجر الكبري، والمطاعم ومطابخ المنازل. وكشف تقرير للمعهد بعنوان "توفير المياه: كيف نقلص الهدر من السلسلة الغذائية من الحقل إلي الصحن" ان حوالي 30% من الاغذية تبدد سنويا في الولاياتالمتحدة، مما يشكل خسارة بقيمة 3.48 مليار دولار توازي 40 ألف مليار لتر من مياه الري. واوضح مدير البرنامج العلمي في المعهد الدولي للمياه في ستوكهولم يان لوندكويست ان كميات هائلة من المياه تهدر بإتلاف المزروعات. واوضح انه في المجتمعات المدنية فقد الناس احساسهم بالواقع، والناس يجهلون من اين تأتي اغذيتهم، وما يتطلبه انتاجها مضيفا ان كيلو جرام واحدا من لحم البقر يستلزم ما بين 10 و15 طنا من المياه، والقاء نصف كيلو يعني اهدار 5.7 طن من المياه. وعزا مدير البرنامج في المعهد ياكوب جرانيت اساليب الاستهلاك إلي الثقافة، واعتبر الدافع الرئيسي لحدوث التغيير هو السعر. مشيرا إلي السويد التي تشهد انخفاضا في استهلاك اللحوم بنسبة 30% لارتفاع اسعارها. وفي الكويت حيث المياه مجانية يبلغ الاستهلاك الفردي للمياه حوالي 600 لتر يوميا، في حين يصل المعدل نفسه في السويد التي لا تعاني من مشاكل المياه إلي 150 لترا. واكد بيان لرئيس قسم المياه في منظمة الاممالمتحدة للغذاء والزراعة (الفاو) باسكوالي ستيدوتو انه ان لم يغير الناس عاداتهم، فستصبح المياه مشكلة ضخمة في انتاج الاغذية.