أكثر من 10% زيادة في استهلاك الكهرباء تسبب طوارئ شهر رمضان والذي تمتد فيه أوقات الذروة من ثلاث ساعات في الشهور الأخري إلي فترات طويلة تبدأ من غروب الشمس وحتي فجر اليوم التالي. وتبلغ زيادة استهلاك اسطوانات البوتاجاز حوالي 7% وهو الأمر الذي يمثل استنزافا للدعم البترولي خاصة أن البوتاجاز سلعة أساسية تتحرك داخل السوق مما يسهل انتقالها إلي قائمة السلع التي يصنع زيادة الطلب عليها سوقا سوداء ومن ثم أزمات تهز المجتمع. في البداية يؤكد الدكتور محمد عوض رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر أن ذروة شهر رمضان والتي تمتد لساعة طويلة "كل ساعات الليل تقريبا" تقف وراء زيادة الاستهلاك.. وهي علي خلاف الذروة في الشهور الأخري من السنة "باعتبار الأخيرة محدودة ولا تزيد علي ساعات قليلة". الدكتور محمد عوض يري أيضا أن الكهرباء باعتبار انها سلعة استراتيجية ومن غير الممكن الاستغناء عنها ولو للحظات طوال ال24 ساعة فإن القابضة لكهرباء مصر تمثل هي وشركاتها حالة طوارئ مستمرة قبل وأثناء وبعد شهر رمضان ويشير إلي أن الفارق الوحيد في أداء شركات الإنتاج والنقل والتوزيع في رمضان وغير رمضان هو توقع زيادة الاستهلاك وبالتالي يتم وقف برامج الصيانة ونقل كل محطات التوليد من مجال الاحتياطي إلي الاستعداد لدخول الخدمة فورا لمواجهة أي طلب متزايد علي الطاقة ويؤكد الدكتور عوض أنه من الصعب تقدير فاتورة الزيادة في الاستهلاك الكهربائي في رمضان مسبقا نظرا للعديد من العوامل لكنه يري أن القطاعات الأكثر استهلاكا هي المنازل والمتاجر. لكن الدكتور عوض يري أن المشاكل الحقيقية التي تواجه قطاع الكهرباء في شهر رمضان هي مشاكل التوصيلات العشوائية للزينة. ويري المهندس محمود سلطان رئيس شركة جنوبالقاهرة لتوزيع الكهرباء أن زيادة الاستهلاك والفقد يختلف من مكان إلي آخر حسب المناطق وترتيبها من حيث الحضر والريفي المخطط والعشوائي. ويشير إلي أن المناطق العشوائية تتسم بسحب الكهرباء من خلال أحبال الزينة التي تملأ الشوارع "ولكنه يري أن الغالبية العظمي حاليا منهم لديها ثقافة اللجوء إلي الشركة وافرعها للحصول علي موافقات وأن تتسم هذه الزينات بمعرفة إدارات الشركة لكن هذا يمثل نسبة ضئيلة من اجمالي الكهرباء التي تفقد بالتوصيل بواسطة سرقات الكهرباء.. وأن كانت الدوريات وشرطة الكهرباء مستمرة في الكشف عن أي سرقات تحدث وكذا اللجان الفنية المرافقة لها. ويري أن الاستعداد للشهر الكريم يتم وفقا لقواعد تتبع سنويا مع الأخذ في الاعتبار إمكانية حدوث حالات طوارئ في الاستهلاك. ومن جانبه يري المهندس طارق يوسف رئيس شركة شرق الدلتا لإنتاج الكهرباء أن الزيادة في الاستهلاك بسبب شهر رمضان تدفعنا لادخال نحو 200 ميجا من المحطات الاحتياطية لتغطية السحب علي الكهرباء بالإضافة إلي زيادة كميات الكهرباء المصدرة عبر الربط الكهربائي مع الاردن والدول العربية. ويشير المهندس طارق يوسف إلي أن الذروة بالنسبة لنا كشركة توليد لا تقتصر علي مصر وحدها ولكن أيضا الدول التي نرتبط بها بخط ربط الكهرباء ويشير إلي أن المشكلة تكمن في أن ساعات الذروة واحدة تقريبا ومشتركة في التوقيت وبالتالي نكون علي استعداد لتغطية أي احتياجات طارئة. ومن جانبه يؤكد المهندس محمد البكري رئيس شركة مصر العليا لتوزيع الكهرباء أن الزيادة في الاستهلاك تكون ملحوظة في الوجه القبلي خلال شهر رمضان مؤكدا أنها تتراوح ما بين 10% و15% عبر باقي شهور السنة وهو ما يتطلب دخول محطتين توليد بقدرات 100 ميجا لكل واحدة الخدمة لتغطية الزيادات الاستهلاكية في الوجه القبلي خلال شهر رمضان. ويشير المهنس محمد البكري إلي أن فاتورة شهر رمضان بالنسبة للكهرباء مرتفعة عن باقي مواسم السنة حتي في ظل حالات الذروة ويؤكد أن النمط الاستهلاكي في الوجه القبلي رغم محدوديته بشكل عام عن الوجه البحري إلا أنه يتسم بالزيادة الكبيرة في شهور معينة منها شهر رمضان. وفي قطاع استهلاك البوتاجاز نجد أن فاتورة رمضان ستبلغ في اليوم الواحد نحو مليون و200 ألف أسطوانة يوميا مقابل 900 ألفا في الأيام العادية بفارق 300 ألف أسطوانة حسب تأكيدات اللواء ماجد فرج رئيس مجلس إدارة شركة بتروجاس.. ويؤكد فرج أن رمضان هذا العام سوف يتزامن مع موسم الصيف وليس الشتاء وهو ما يكون في صالح أسطوانة البوتاجاز ومعدلات استهلاكها. ويشير ماجد فرج إلي أن الشركة خططت لزيادة نسبة إنتاجها خلال الشهر الكريم لضرب المتلاعبين بأسطوانة البوتاجاز من خلال السوق السوداء وأشار إلي أن الشركة والتي تعمل من خلال محطات التعبئة بنحو 60% من طاقتها وتغطية كل احتياجات السوق وزيادة بواقع هذه النسبة سوف تكون علي أعلي درجة استعداد لزيادة الإنتاج من فائض الطاقة المتاح لدي المحطات وضخ كميات زيادة إلي السوق. ويتعهد ماجد فرج باستمرار استقرار وضع البوتاجاز كسلعة استراتيجية في السوق مؤكدا أن فائض الطاقة المتاح قادر علي تغطية السوق المصري كاملا لمدة 5 سنوات قادمة وفي ظل الزيادات في الأستهلاك المقدرة بنحو 10% سنويا. وقال فرج أنه يتم ضخ كميات من البوتاجاز كمخزون لمحطات التعبئة يكفي ليومين بالإضافة إلي 7 أيام لدي الشركة ليصبح المخزون يكفي ل9 أيام. ويؤكد فرج أن معدلات الاستهلاك سوف ترتفع في شهر رمضان بنسبة 10% تزيد في الشهور التالية بنفس النسبة وحتي نهاية شهر أبريل لتبدأ في التراجع مع شهر مايو ويرجع السبب في هذه الزيادة إلي دخول موسم الشتاء عقب شهر رمضان. ويشير اللواء ماجد فرج إلي أنه تم عقد العديد من الاجتماعات بين بتروجاس والمسئولين بقطاع التموين بوزارة الضمان الاجتماعي وشرطة التموين لمحاربة ظاهرة السوق السوداء في أسطوانة البوتاجاز. وقال نحن ننتظر أي شكوي من أي مواطن علي رقم ساخن 19096 إذا لم يتوافر اسطوانة البوتاجاز له وقال نحن نسأل في حالة أن يكون أي مخزن توزيع ليس به البوتاجاز.