لم يكن لاي فرد ان يتخيل ان يصل سعر سهم بوليفارا الي اقل من قيمته الاسمية البالغة 5 جنيهات، ولم يكن لاي مستثمر ان يتوقع ان يصل سعر سهم اوراسكوم تيلكوم القابضة الي 50 جنيها وان تصل هيرمس الي دون ال 50 جنيها ويصبح سهم العرفة ب 90 سنتا.. انها حقا مهزلة. حقا وبكل صدق لقد وصلت مستويات الاسعار في البورصة المصرية الي حد يمكننا ان نطلق عليه "ببلاش"، فبمقارنة اسعار الاسهم في السوق في الوقت الحالي بما كانت عليه في بداية العام الحالي سنجد ان اغلبية اسهم السوق تراجعت بنسب فاقت ال 50% من قيمها السوقية آنذاك وهو ما يؤكد ان الوقت الحالي يمثل فرصة ذهبية للشراء لا للإحجام عن الشراء كما نري علي شاشات التداول. بالنظر الي رأس المال السوقي في الوقت الحالي سنري انه بلغ نحو 760.4 مليار جنيه اي بمايعادل 104% من الناتج المحلي الاجمالي، وذلك مقارنة بنحو 877.3 مليار جنيه في نهاية شهر مايو 2008 اي بما يعادل 120% من الناتج المحلي الاجمالي، وهو ما يعني ان رأس المال السوقي شهد انخفاضا ملموسا. ما اردفناه من ارقام يؤكد بأن اسعار الاسهم في السوق وصلت الي قاع الهبوط ووصلت اسعار بعضها الي مستويات لم نرها منذ عام 2006 اي ان السوق واسهمه وصلا الي قاع الهبوط وهو مايعطي الفرصة للمستثمرين والصناديق والمؤسسات للدخول وبقوة للشراء لا للعزوف عن التعامل. خبراء سوق المال اجمعوا ان الوقت الحالي يعتبر من افضل فرص الشراء بالسوق خاصة بعد ان وصلت الاسعار الي مستويات هي الاكثر اغراء بداية العام الماضي هذا الي جانب ان هناك اسهما تراجعت دون قيمها السوقية، ولعل ذلك يعتبر فرصة جيدة لعودة المؤسسات والصناديق للشراء مرة اخري والاستفادة من هذه الاسعار الزهيدة. القضية لاتحكمها مستويات اسعار بالقدر الذي تحكمه الحالة النفسية للمستثمرين واداء السوق والانطلاق الاولي في العودة للشراء مرة اخري، هكذا يفسر خالد الطيب عضو مجلس ادارة بايونيرز القابضة للاستثمارات المالية الوضع الحالي بالسوق والذي يراه في امس الحاجة لدفعة شرائية تعيد الثقة للمستثمرين خاصة ان الجميع يعلم بأن اسعار الاسهم حاليا زهيدة للغاية. ويري الطيب ان المؤسسات المالية والصناديق الي تملك سيولة عالية لابد ان تتحرك وتعود للشراء للخروج من الازمة الحالية وكذلك الخروج من عباءة تأثير الاجانب وقوتهم في السيطرة علي السوق. وحول قوة الافراد في تنفيذ مشتريات او العودة للشراء مرة اخري يشير الطيب الي ان الغالبية العظمي من المستثمرين يحملون اسهم بأسعار عالية وهو ما اطلق عليه لفظ "محبوسين في السوق" وبالتالي فليست لديهم القدرة علي الشراء مع العلم بأنهم يمثلون 70% من السوق. وحلا للموقف يري الطيب بضرورة تدخل الصناديق الكبري والمؤسسات المالية التي تمتلك سيولة عالية مؤكدا ان فرص الربح ذهبية ولن تخسر هذه الصناديق اوالمؤسسات شيئا اذا ما اقبلت علي الشراء في الوقت الحالي خاصة ان اسعار الاسهم اصبحت "ببلاش". لم يتوقع اي مستثمر في السوق ولم يتخيل اي متعامل بأن تصل اسعار الاسهم الي هذا المستوي خاصة بعد ان سجلت ارقاما قياسية وارتفعت مع ارتفاع الارباح ونتائج الاعمال والمناخ العام الذي غلب عليه الغلاء، هكذا يشير طه فريج العضو المنتدب لشركة المجموعة الاقتصادية للوساطة بالاوراق المالية الي حالة السوق واسعار اسهمه في الوقت الحالي، مؤكدا ان الاسعار اصبحت رخيصة للغاية لكن المشكلة هي عدم وجود أي سيولة متاحة لدي الافراد او المؤسسات. ويشير طه فريج الي ان السوق يمر في الفترة الحالية بحالة من التخبط وهو الامر الذي القي بالخوف في نفوس المستثمرين ومنعهم من الشراء والتعامل مدللا علي ذلك بأحجام التداول الزهيدة التي شهدها السوق في الفترة الاخيرة والتي تردت حتي 600 مليون جنيه بدلا من ما يزيد علي ملياري جنيه في الاشهر الاولي من العام الحالي. ويتوقع العضو المنتدب لشركة المجموعة الاقتصادية ان تشهد الفترة القليلة القادمة انفراجة في اسعار اسهم السوق وستشهد مستويات الاسعار ارتفاعا جديدا مع عودة الصناديق للشراء خاصة ان تلك الصناديق علي علم بأن الاسعار في ادني مستوياتها ولن تكون هناك فرصة افضل من هذه للتجميع والشراء. من جانبه يعترف ياسر المصرِي العضو المنتدب لشركة النعيم للوساطة في الاوراق المالية بأن اسعار الاسهم في البورصة المصرية باتت رخيصة للغاية ومؤهلة لاستقبال المشترين سواء المؤسسات الكبري او الافراد ممن يحملون سيولة في الوقت الحالي. ورغم تأكيده أن الاسعار اصبحت في منتهي الدونية الا انه اشار الي صعوبة الشراء علي المستثمرين الافراد خاصة انهم مازالوا يمتلكون مراكز مالية بالسوق ويحملون اسهم اسعار شرائها كانت عالية جدا وينتظرون عودة السوق للصعود مرة اخري لتعويض اجزاء من خسائرهم المتراكمة طوال الفترة الماضية. ويؤكد ياسر المصري ان السوق والاسهم وصلت الي قاع الهبوط وتدنت اسعارها الي مستويات لم نرها منذ تراجعات عام 2006 واقل من ذلك، فهناك اسهم بالسوق وصلت لاقل من قيمتها السوقية وحتي الاسهم الكبري ذات الوزن النسبي العالي تراجعت الي مستويات منخفضة جدا عن بداية العام. ويشير ياسر المصري الي ان الدورة السعرية لاسواق المال تؤكد ان عملية التصحيح العنيفة التي مرزبها السوق المصري ستنتهي قريبا خاصة مع تراجع اسعار المعادن والبترول مما يشكل تحول من تلك الاسواق والعودة الي اسواق المال مجددا. ويتخوف العضو المنتدب للنعيم للسمسرة من تحول العرب والاجانب الي ما يسمي بالسوق الاقليمية خاصة ان الاسعار في الاسواق العالمية والعربية قد وصلت ايضا الي مستويات اكثر اغراء وباتت رخيصة هي الاخري. ويضع المصري حلا لمشكلة تحول الاجانب والعرب للسوق الاقليمية وهو دخول الصناديق والمؤسسات التي تحمل سيولة بقوة في الوقت الحالي لانتشال السوق من حالة الركود الي باتت عنوانه منذ مطلع مايو الماضي.