مسئولو محافظ الأوراق المالية بالبنوك دعوا المستثمرين للاهتمام بكل من التحليل الفني والتحليل المالي ووضعها في الاعتبار عند تكوين محافظ مالية أو اتخاذ قرارات البيع أو شراء الأسهم. أشارو إلي الاعتماد علي التحليل الأساسي "المالي" عند اختيار مكونات المحفظة من الأوراق المالية، بالإضافة إلي اللجوء إلي التحليل الفني الذي يحدد اتجاهات الأسهم علي المدي القصير عند اتخاذهم قرار البيع أو الشراء. أرجعوا التضارب في أعمال التقييمات والفوارق الكبيرة بين تقييم وآخر لاختلاف طرق التقييم مؤكدين أن هذا الأمر وارد حدوثه لوجود أكثر من طريقة للتقييم الأساسي. 3 طرق للتقييم أوضح عادل سعد الدين نائب المدير العام ومدير إدارة الأوراق المالية ببنك العمال المصري المستثمر الحقيقي عادة ما يهتم أكثر بالتحليل الأساسي المعروف بالتحليل المالي مؤكدا أن التحليل الفني يعتبر من العوامل المساعدة فقط التي تحدد اتجاهات الأسهم علي المدي القصير. أضاف هناك بعض الأوراق المالية أو الأسهم التي لا يمكن الدخول فيها بمحفظة البنك نظرا لدعم وجود تحليل أساسي لهذه الأوراق وينطبق ذلك علي أسهم خارج المقصورة التي لا تقوم شركاتها بإعلان ميزانياتها ونتائج أعمالها. أرجع التضارب بين التقييمات الصادرة عن بعض مؤسسات التقييم بالنسبة للسهم الواحد إلي اختلاف طرق التقييم نفسها، مؤكدا أن هناك أكثر من ثلاث طرق للتقييم وكل طريقة منها تؤدي إلي سعر معين للسهم. أوضح أن بعض طرق التقييم تهتم بالخطة المستقبلية للشركة والتدفقات النقدية المتوقعة وتبني سعر السهم وأعمال التقييم علي هذا العنصر، في حين أن طريقة أخري قد تركز علي معدلات الربحية ونتائج الأعمال المحققة بما يحدث اختلافا في تقييم السهم. أكد سعد الدين: عند إدارة محفظة الأوراق المالية الخاصة بالبنك عادة ما يركز أولا علي التحليل الأساسي ثم التحليل الفني الذي يعتمد علي السيرة الذاتية وتاريخ الورقة المالية فقط. المالي والفني قال عصام الدين أنور فرحات مسئول الاستثمار والأوراق المالية بأحد البنوك الاستثمارية كل من التحليل الفني والتحليل المالي من العوامل الأساسية التي يجب وضعها في الاعتبار عند اتخاذ قرار بيع أو شراء سهم معين. أوضح التحليل المالي للشركة يكشف عن معدلات الربحية الحالية والمستقبلية والتوزيعات المتوقعة وأغلب المستثمرين يحرصون علي حضور الجمعيات العمومية للشركات التي يستثمرون فيها للتعرف علي المراكز المالية ومستقبل الأسهم. أضاف: التحليل الفني بمثابة مؤشر يوضح اتجاهات السهم من واقع البيانات التاريخية المتاحة عنه وبالتالي دعم اتخاذ المستثمر قرار البيع لأي سهم من الأسهم بمحفظته. أوضح الوضع يختلف بعض الشيء عند اتخاذ المستثمر قراراً بشراء بعض الأسهم ويعتمد في هذه الحالة علي التحليل الأساسي لأن السهم قد يأخذ في الصعود بدافع من المضاربات والشائعات في حين أن أرباحه ونتائج أعمال الشركة ضعيفة للغاية. قال: التضارب في أعمال التقييمات شيء وارد حدوثه لأن طريقة تحليل بيانات الشركة لا تكون موحدة فالتدفقات النقدية المحتسبة قد تختلف من شركة تقييم لأخري. رأي أنور أن هناك عوامل أخري بخلاف التحليل الفني والتحليل المالي تؤثر في قرارات بيع وشراء الأسهم منها علي سبيل المثال ظروف السوق وقيام المستثمرين الأجانب بشراء أسهم شركات معينة تحقق لهم ربحية سريعة ويسهل بيعها بسرعة. دعا المستثمرين إلي ضرورة الاعتماد بدرجة كبيرة علي التحليل المالي أولا عند اتخاذهم قرار شراء ورقة مالية معينة لاختيار الورقة التي تتمتع بمركز مالي قوي ونتائج أعمال جيدة، بالإضافة إلي الرجوع للتحليل الفني لمعرفة اتجاهات الأسهم عند رغبتهم البيع. المالي أولا دعا ناجي هندي مدير إدارة سوق المال ببنك مصر إيران للتنمية المستثمر للاهتمام بكل من التحليل الفني والتحليل المالي معا لأن الاسلوب الأمثل في إدارة المحافظ المالية يكمن في الاعتماد علي الاثنين، بالإضافة لبعض التحليلات المالية الأخري ومنها التحليلات الاحصائية. أضاف: هدف أي مستثمر في البورصة تحقيق معدلات عالية من الأرباح وتجنب المخاطر قدر المستطاع، ويجب علي من يدير المحفظة أن يستخدم التحليل الأساسي عند اختيار مكونات المحفظة مع اختيار أسهم الشركات القوية التي تحقق أرباحاً مقبولة وليس لديها مشكلات مالية. أشار: التحليل الأساسي يتم اللجوء إليه عند الاختيار للأسهم فهذا التحليل يجيب علي سؤال، ماذا اشتري؟ وبعد تحديد نوعية الأسهم، تأتي مرحلة التوقيت المناسب للشراء الذي يحدد ذلك التحليل الفني الذي يعتمد عليه المستثمر عند بيع وشراء الأسهم. تعليقا علي تضارب التقييمات من مؤسسة لأخري بالنسبة للسهم أوضح هندي أن هناك طرقاً مختلفة للتقييم الأساسي منها التدفقات النقدية المخصومة والطريقة الاستبدالية وطريقة القيمة الدفترية المعدلة بالإضافة إلي طريقة التوزيعات المخصومة. أكد: كل الطرق تؤدي إلي قيمة مختلفة للسهم نظرا لاختلاف معايير التقييم التي من أبرزها التوقعات المستقبلية لأداء الشركة، وهنا يكمن الاختلاف بين محلل وآخر، وقد يري أحدهم أن مبيعات الشركة تستحوذ علي 10% من السوق في حين يري آخر أنها ستستحوذ علي 5% فقط. أضاف: هناك معيار آخر يؤثر في التقييم يتمثل في معدل أو سعر الخصم الذي يتم خصم التدفقات النقدية به، بالإضافة لذلك قد يحدث اختلاف في وجهات النظر بين محلل وآخر فالأغلبية تستخدم طريقة المتوسط المرجح لتكلفة رأس المال ومكونات هذه التكلفة يختلف فيها معامل المخاطرة من محلل لآخر. أكد التحليل الأساسي يعطي مدي للقيمة العادلة للسهم يتراوح بين سعرين والاختلاف بين بعض بيوت الخبرة في التقييمات أمر وارد في ضوء المعلومات المتاحة لكل شركة، مشيرا إلي ضرورة تعلم المستثمر كيفية قراءة التقييمات حتي يستطيع أن يفرق بين إيجابيات وسلبيات كل تقييم.