في منتصف نوفمبر الماضي أصدرت قيادة شركة فيليبس الهولندية بيانا إلي العاملين فيها في مختلف انحاء العالم والبالغ عددهم 125 ألف شخص تطالبهم فيه بالتوقف عن العمل والتفكير بدلا من ذلك في كيفية جعل العمل في الشركة أكثر بساطة وفي نفس اليوم شهدت ساحة أحد مصانع فيليبس في مدينة اندهوفن اجتماعا ضم مئات العاملين في فيليبس ومعهم قسم الإضاءة في الشركة نيوفان دورسين الذي قال لهم إننا لم نكن دائما شركة يسهل التعامل معها وان علينا جميعا ان نجد طريقا يجعل شركتنا أكثر بساطة. وتقول مجلة "تايم" ان فيليبس هي أكبر شركة أوروبية لانتاج الكترونيات المستهلك وان هذه الشركة التي يوجد مقرها الرئيسي في امستردام تنتج كل شيء من لمبات الكهرباء وفرش الاسنان حتي التليفزيونات واجهزة التصوير بأشعة اكس وقد اطلقت الشركة علي يوم 15 نوفمبر اسم "يوم البساطة" واعتبرته جزءا من عملها الممتد لإعادة هيكلة فيليبس وقد أسفرت هذه العملية حتي الآن عن التخلص من قسم رقائق الكمبيوتر وقسم المكونات الالكترونية لانهما قسمان يتميزان بكثافة رأس المال والتذبذب السريع.. وبدأت الشركة تركز حاليا علي قطاعات تكنولوجيا المستهلك والإضاءة والرعاية الصحية وعموما فقد أعلنت فيليبس تصورها لهيكل الشركة المبسط في مطلع يناير الماضي وخفضت أقسامها من خمسة لتصبح ثلاثة أقسام فقط وتأمل قيادة الشركة أن يؤدي ذلك إلي زيادة هامش الربح قبل خصم الضرائب وأسعار الفائدة وغيرها من 7.7% كما كان في العام الماضي ليصبح 10% في عام 2010 وهذا يعني ا ضافة 900 مليون دولار إلي صافي الارباح عن مبيعات تماثل مبيعات العام الماضي (39 مليار دولار) والتي كانت ارباحها الصافية 6.1 مليار دولار فقط. ويعترف جيرارد كلايسترلي -61 عاما- الرئيس التنفيذي لشركة فيليبس منذ عام 2001 بأن الشركة لم تحقق نموا يناسب امكاناتها الكبيرة خلال الأعوام السابقة وأن علينا ان نجعل شركتنا أكثر رشاقة وذكاء والحقيقة ان فيليبس لم تكن أبدا كذلك لانها كانت مزدحمة بالمنتجات في حين أن الأسواق في العصر الراهن تفرض عليك الاختيار لكي تستطيع أن تحقق النجاح وبوجه عام فقد قامت فيليبس بالتركيز علي ماركاتها العالمية وعلي التسويق مع الحرص علي الاقتراب الشديد من المستهلك وفي حين قامت الشركة بدعم انتاجها من الالكترونيات توسعت أيضا في صنع اجهزة الاضاءة والرعاية الصحية وجعلت منتجاتها اكثر مراعاة لاعتبارات حماية البيئة واستخدمت فيليبس حصيلة بيع الوحدات غير المرغوب فيها للانفاق علي التوسعات في الاضاءة والرعاية الصحية وقامت بعقد صفات اكتساب لعدد من الشركات التي تفيدها في خطة التطوير وتكلفت في هذه العملية نحو 7 مليارات دولار. وبعد ان أصبحت فيليبس 3 أقسام فقط هناك مهمة أخري كبيرة أمام كلايسترلي وهي إعادة تنظيم اوضاع الشركة في مختلف الأسواق ويقول الرجل انه يواجه تحديا كبيرا في هذه العملية وتنتظره قرارات ضخمة لتنظيم كل شيء في فيليبس من خطوط الانتاج إلي عملية التصنيع إلي الأسواق والانتشار الجغرافي الي التعامل مع الزبائن وغير ذلك وان الخطأ في أية خطوة من هذه الخطوات سيجعل الشركة تسير في مدار لا يناسبها لعدة سنوات قادمة وقد جري انجاز جزء من هذه العملية بالفعل وبالذات في قسمي الكترونيات المستهلك والرعاية الصحية وعلي سبيل المثال فان قسم الرعاية الصحية أصبح يضم وحدة الانظمة الطبية التي تزود المستشفيات بمعدات التصوير ووحدة المعدات الطبية المنزلية بعد ان كانت كل من الوحدتين تمثل قسما مستقلا عن الآخر وقد أدي ذلك إلي انتعاش قسم الرعاية الصحية الجديد حتي أن مبيعاته أصبحت تمثل 25% من جملة مبيعات فيليبس عام 2006 كما قفزت ارباحه 17% لتصبح 1.1 مليار دولار في نفس العام وتذكر التقارير ان فيليبس صارت متفوقة علي الشركات المنافسة في مجال معدات المستشفيات اما فيما يخص الرعاية الصحية المنزلية فإن الشركات الأخري مثل سيمنز الألمانية وجنرال اليكتريك لاتزال تتفوق عليها وتقول مجلة "تايم" ان قسم الإضاءة كانت نتائجه بعد إعادة التنظيم اكثر قوة حيث بلغت إيراداته نحو 9 مليارات دولار في عام 2007 وتصدرت به فيليبس السوق العالمي للاضاءة سابقة الشركات المنافسة تكنولوجيا في هذا المجال بعدة سنوات كما يقول اندرياس ويلي الخبير في JP.