"كالدويل" واحدة من أشهر المجموعات الاستثمارية في الأسواق الدولية، وفي حوارنا معه كشف توماس كالدويل رئيس المجموعة عن تطلعات مجموعته للاستثمار في منطقة الشرق الأوسط خاصة السوق المصري الذي حقق طفرة ملحوظة في مستويات الدخول في الفترة الأخيرة حسب رأيه. ما تقييمكم للبورصة المصرية كبورصة ناشئة في ظل المنافسة الحادة مع البورصات الناشئة؟ تعد بورصة القاهرة والاسكندرية واحدة من أهم الأسواق الكبري في المنطقة وأفريقيا وتجتذب المؤسسات المالية كواحدة من البورصات المشهورة خاصة أنها تعد بمثابة البوابة التي ندخل منها باستثماراتنا إلي الاقتصاد المصري.. فهذا كان دور البورصات مع الاستثمار الأجنبي في عد تجارب كالتجربة البرازيلية علي سبيل المثال، كما أن ما يحدث في العالم أن أسواق المال أصبحت تتيح مشاركة الناس في الاستثمار مما ينعكس علي الاستقرار الاقتصادي والسياسي، لذا فنحن متفائلون بانتعاش البورصات في أفريقيا والشرق الأوسط بشكل عام. مخاطر سياسية هل تستشعرون بمخاطر سياسية من الاستثمار في مصر في ظل التوتر في المنطقة؟ من وجهة نظر مواطن من أمريكا الشمالية أستطيع أن أقول لك إن هناك أشياء بها التباس في الفهم لدينا حول بعض الأمور في المنطقة كالالتجاء لمبادئ الشريعة الإسلامية في بعض الأنشطة الاقتصادية علي سبيل المثال، كما أن وسائل الإعلام تركز دائما علي تلك الأمور التي تتعلق بالاستقرار السياسي في مصر والمنطقة كالأزمة الدائرة علي الحدود بين مصر وغزة، ولكن في رأيي أننا يجب أن ننظر لمصر نظرة أبعد من هذه الأزمات السياسية.. وهناك أمور يتم تجاهلها في وسائل الإعلام عندنا وأهمها أن مستويات الدخول ارتفعت وأن العولمة تسير في مسار قوي في مصر والعديد من الأسواق الناشئة. ودعني أشر هنا إلي ملحوظة بسيطة، فالمساعدة الخاصة بي في المؤسسة مصرية تركت مصر منذ 13 عاما وعندما أرسلت لها الصور التي التقطتها أثناء وجودي في مصر كانت مذهولة من ارتفاع مستوي الدخول الظاهر في مستوي المعيشة. كما أود أن أشير أيضا إلي أن المخاطر السياسية موجودة في العالم كله والمخاطر السياسية قد تحدث بشكل متسارع كالأزمة التي حدثت في كينيا علي سبيل المثال بعد انتخابات الرئاسة وما تحمله من مخاطر علي استثمارات استخراج الموارد المعدنية، كما أنه أحيانا ما تحدث أزمات سياسية ولا تؤثر علي الاقتصاد بشكل كبير، فمثلا تعيش باكستان في أجواء متوترة منذ عودة بنظير بوتو وحتي اغتيالها بالطريقة التراجيدية ولكن علي الرغم من ذلك فالاقتصاد لايزال ينمو هناك ويسير بشكل جيد. عناصر جذب ما عناصر الجذب في السوق المصري بالنسبة لك كمستثمر؟ أري أن المنطقة بشكل عام جاذبة ونحن متحمسون للاستثمار فيها، فخلال جولتي في المنطقة لم أهتم فقط بالمنشاَت الكبري في المدن، ولكنني ركزت علي العنصر البشري لأننا نستثمر في البشر والكوادر البشرية التي التقيتها هنا كانت علي كفاءة عالية وأذكياء وليسوا من النوع الذي يردد كلاما دون تفكير، كما أنهم ودودون جدا، والواقع أننا لم نستثمر في المنطقة حتي الاَن إلا في السوق الأردني. لماذا لم تدخلوا السوق المصري علي الرغم من اهتمامكم بالمنطقة؟ لدينا استثمارات في 73 دولة في العالم ولدينا 60 محللا لا يستطيعون أن يغطوا العالم بأكمله وأنا شخصيا لم يكن لدي المعرفة الكافية عن السوق المصري فهذه هي أول زيارة لي في مصر ولكننا مهتمون جدا بالاستثمار في بورصة القاهرة والاسكندرية في الفترة القادمة.. والبورصات عادة ما تكون بعد ذلك مدخلا للاستثمار في الاقتصاد مباشرة. ما أكثرالقطاعات التي تجتذبكم للاستثمار في مصر؟ القطاع المالي من أهم ا لقطاعات التي تحظي باهتمامنا ولدينا خطة للاستثمار فيها. هناك جدل كبير حول خصخصة البنوك العامة في مصر، ألا يشعركم هذا الخلاف بالمخاطرة بالدخول في هذه الاستثمارات؟ أسواق المال أصبحت ديمقراطية ولم يعد تتحكم فيها حكومات أو عائلات أو شركات.. وهذا أساس الاستقرار، فالجميع يرغب في تحقيق النمو وتحسين مستوي المعيشة لتجنب الثورات.. الحرية الاقتصادية أهم من الحرية السياسية فهي تتيح لك الحرية في اختيار أسلوب المعيشة، وفي ظل سياسات التحرر الاقتصادي قد يحدث كما يحدث في العالم بعض الأخطاء أو المصاعب، ولكن تحرير السوق بشكل عام له تأثير إيجابي علي الجانب الاقتصادي وتقليل المخاطر السياسية لذا فأنا أشعر بالثقة في الاستمرار في برنامج الخصخصة المصري. الركود الأمريكي إلي أي مدي تتوقع استمرار حالة الركود في السوق الأمريكي، وهل تستفيد بها الأسواق الناشئة والسوق المصري؟ لا شك أن الأزمة الأمريكية تؤثر في العالم وكان لها انعكاسها علي النمو في مناطق كثيرة ومناطق أخري لم تتأثر.. ومن الصعب أن نعلق علي تأثير الأزمة علي منطقة معينة.. فمثلا كندا وانجلترا تأثرتا ونحتاج أن نتذكر ذلك كل عشر سنوات أن الأذكياء أحيانا ما يكونون أغبياء وهو ما سيكون مفيدا حيث سيسهم في إصلاح النظام المالي وجعل الناس أكثر وعيا للأمور التي يستثمرون فيها وأعتقد أن هذه الأزمة ستنتهي خلال هذا العام. ولكن، هل تتوقع تحول الاستثمارات خلال هذه الفترة إلي مناطق أخري في العالم؟ نحن ندير استثمارات ضخمة في أسواق العالم، بالتأكيد بعض هذه الاستثمارات تأثرت من الأزمة ولكن هذا لا يدعونا لتغيير سياساتنا الاستثمارية.. فأزمات الركود تمثل لي فرصة جيدة للشراء كما أن معدلات النمو تباطأت في السوق الأمريكي وأسواق أخري بفعل الأزمة ولكنها لم تصل إلي أرقام سلبية، علاوة علي أن الأزمة، حسب تقديري ستكون قصيرة المدي خلال هذا العام علي الأكثر كما قلت ونحن نخطط في استثماراتنا تخطيطا طويلا يتراوح عادة ما بين 3 و5 سنوات.