من يتقلد منصب وزير الخزانة الأمريكية يعتبر تقليديا في اعراف مناهضي العولمة انه الحارس الأمين علي مصالح الرأسمالية الأمريكية وهو مصدر التعليمات إلي كل من البنك الدولي وصندوق التمويل الدولي وقد تولي جون سنو منصب وزير الخزانة في فبراير 2003 لمدة ثلاث سنوات عمل خلالها علي اعادة تنظيم الاقتصاد الأمريكي عبر سياسات تخفيض الضرائب كما كان المحرك الرئيسي للاتجاهات السياسية لمجموعة دول الثماني الصناعية. والحوار مع سنو يحمل الكثير من خبايا السياسيات النقدية والمالية الأمريكية التي لا يكشف عنها بسهولة رغم بساطة شخصيته لكنه يؤكد ويعترف ويفاخر بأنه بالفعل يبحث عن مصالح الرأسمالية الأمريكية ويطالب بانفتاح الاسواق العالمية وهو يتوقع تباطؤا في الاقتصاد العالمي خلال العام ،2008 وتباطؤا مشابها في الاقتصاد الأمريكي لظروف ترجع إلي تأثيرات أزمة الرهون العقارية وانخفاض قيمة الدولار الأمريكي لكنه نفي أن يشهد الاقتصاد الأمريكي مرحلة ركود اقتصادي. وتنبأ لاقتصاديات المنطقة العربية أن تشهد نموا وفوائض مالية خلال الفترة القادمة لكنها ستواجه تحديات كيفية استغلال هذه الفوائض علي الوجه الأمثل واستشهد بالتقارير الاقتصادية الدولية التي تؤكد أن الاقتصاد المصري يسير في اتجاهه السليم وطالب ببذل مزيد من الجهد في تحسين الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وفيما يلي نص الحوار: * انهارت البورصات العالمية منذ عدة أشهر نتيجة أزمة الرهن العقاري في الولاياتالمتحدة والتي أحدثت هزة اقتصادية كبيرة للاقتصاد الأمريكي وألقت بظلالها علي الاقتصاد العالمي. وأدت إلي تباطؤ الاقتصاد العالمي في رأيك هل يستمر هذا التباطؤ الاقتصادي؟ ** لقد أدت ارتفاعات أسعار العقارات في الولاياتالمتحدة إلي ارتفاع اقبال المواطنين علي القروض المصرفية مقابل اندفاع المصارف إلي منح مزيد من التسهيلات واعطاء مزيد من القروض مما أسفر عن هذه الأزمة وارتفاع معدلات الاستهلاك إلي أكثر من 130% مما أدي إلي تراكم الديون وارتفاع معدلاتها بأعلي من معدلات نمو الدخل القومي مما أحدث أزمة ائتمانية صعبة أدت إلي تباطؤ الاقتصاد الأمريكي والعالمي لكنه لن يستمر طويلا حيث يتجه الاقتصاد الأمريكي إلي تحقيق نوع من التوازن حيث يشهد ارتفاعا في الصادرات الأمريكية إلي دول العالم وهناك مؤشرات بنمو واضح في بعض الاقتصاديات مثل منطقة الشرق الأوسط والصين والهند والبرازيل وروسيا مما يجعل العالم أكثر توازنا وقوة. * البعض يري في هذا التباطؤ مقدمة لمرحلة ركود اقتصادي وقد كنت أحد المسئولين الأمريكيين في انقاذ الاقتصاد الأمريكي من الدخول في مرحلة ركود عام 2002 فما رؤيتك لتفادي الدخول في هذه المرحلة؟ ** لا أعتقد في هذه النظرة المتشائمة ولا أعتقد أن الاقتصاد الأمريكي سيشهد مرحلة ركود خاصة أن الظروف التي تمر بها الولاياتالمتحدة الآن مختلفة عن المرحلة التي سادت في عام 2002 ووقتها سألني الرئيس بوش مع عدد من المستشارين عن كيفية الخروج من حالة الركود ودفع الاقتصاد الأمريكي حيث ارتفعت مستويات الاستهلاك وانخفضت مستويات الاستثمار واقترحت وقتها علي الرئيس الأمريكي حين ارتفعت مستويات الاستهلاك وقتها علي الرئيس الأمريكي تخفيض الضرائب كحل للخروج من حالة الكساد والركود فوافق الرئيس بوش وطالبني باقناع أعضاء الكونجرس وهو ما حدث وأقر الكونجرس تخفيض الضريبة إلي 15% وبعد ذلك بدأ الاقتصاد الأمريكي يتعافي وترتفع معدلاته. * هناك من يري أن إدارة الرئيس بوش تتقبل بهدوء انخفاض سعر صرف الدولار أمام العملات الأخري خاصة اليورو واليوان الصيني وأن في ذلك اشارة إلي سعادة الادارة الأمريكية بانخفاض العملة الوطنية وأن التراجع في سعر صرف الدولار ينطوي علي جانب مقصود لتحسين القدرة التنافسية للبضائع الأمريكية وهي احدي المعضلات التي تواجه البيت الأبيض خاصة مع زيادة حجم الصادرات الصينية للأسواق الأمريكية.