آسف لأنني بدأت عنوان مقالي بكلمة "حتي" ولا يجب أن يصفني أحد بسوء الفهم أو عدم الدقة في اختيار ألفاظي، علي اعتبار أنني من عشاق أكل الفول، وقد يكون عشقي هذا قد أثر علي عقلي لا قلبي وتسبب ذلك في عدم قدرتي علي التمييز حتي في كتابة العناوين أو أنني أصابتني آفة عقلية من كثرة تناولي للفول والطعمية. والحقيقة أنني أصبحت غير قادر علي التفكير بشكل كبير، كما أن قدرتي علي تمييز الموضوعات وتحليل المواقف أصابها الوهن مؤقتاً، لا بسبب حبي للفول والطعمية، ولكن لارتفاع اسعارهما حتي اصبح الساندوتش الواحد "العادي" للفول أو الطعمية بجنيه واحد، بل ويصل الساندوتش الممتاز منهما إلي حوالي جنيه ونصف الجنيه. معقول.. حتي الفول أصبح غالي الثمن وهو الوجبة الرئيسية للشعب المصري والتي لا غني عنها للفقير الذي يجعل من الفول والطعمية البديل الطبيعي للحوم وباقي البروتينيات الحيوانية. إن الارتفاع الجنوني للأسعار والذي طال الفول والطعمية والكشري أصابني ببوادر شلل في التفكير، لان تلك الوجبات هي الاساس في غذاء غالبية المصريين.. خاصة الأسر كثيرة العدد، وأن أية زيادة في اسعار الفول تعني أن الغالبية من محدودي الدخل ليس أمامها سوي "العيش الحاف" إذا وجدوه. وسبب وصول ساندوتش الفول والطعمية إلي جنيه هو زيادة مستلزمات ومكونات ذلك الساندوتش ولاسيما ارتفاع أسعار زيت الطعام، والوقود أنابيب البوتاجاز والطحينة والبهارات، وأيضا ارتفاع أسعار الخبز، لان المطاعم تعتمد علي الخبز "الشامي" الأبيض في إعداد الساندوتشات، ناهيك عن ارتفاع أجور العمالة وزيادة أسعار الكهرباء والنظافة وخلافه.. كل ذلك أدي في النهاية إلي ارتفاع أسعار ساندوتش الفول والطعمية، والذي يعد مؤشرا علي أن بعض محدودي الدخل عليهم أن يجهزوا أنفسهم في المرحلة القادمة علي الاعتياد علي تناول ساندوتشات "الملح". صداع برج القاهرة برج القاهرة يمثل بالنسبة لي قيمة جمالية كبيرة لأن جيلي عاصر إنشاءه والتمتع برؤية قاهرة المعز من فوقه، كما أنني لي ذكريات خاصة جدا مع الحدائق المحيطة بالبرج. وتعودت أن أشاهد برج القاهرة بشكل شبه يومي حاليا، اثناء مغادرتي للجريدة، خاصة بعد أن اصبح موقعها الجديد علي الضفة الأخري للنيل، وفي مقابل البرج مباشرة.. ويؤسفني أنني منذ فترة طويلة وأن أشاهده مصابا في رأسه.. فهناك ما يشبه العمامة الحديدية موجودة في قمة البرج، ولا أعرف هل تلك العمامة ضرورية لإصلاح البرج وعلاجه من التصدع أم أنه معصوب الرأس بسبب اصابته بصداع من "القاهرة" بسبب زيادة التلوث السمعي وانتشار السحابة السوداء للعام العشرين علي التوالي دون حلول؟!.