اجتمع قبل يومين في صقلية عدد من كبار رجال الأعمال بالقارة الأوروبية لمناقشة ضرورة وضع حد واتخاذ اجراءات حاسمة ضد تهديدات عصابات المافيا والتي ينصب نشاطها علي ابتزاز أموال ضخمة من رجال الأعمال وذلك بعد زيادة تهديداتهم إلي مستويات غير مسبوقة فقد اطلق اسم "بيزو" علي الاموال التي يجري ابتزازها من جانب هذه العصابات لرجال الأعمال. وفي إطار ذلك دعا الرئيس الايطالي "جيورجيونا بوليتانو" إلي ضرورة مشاركة المجتمع المدني مع وجود سياسة فعالة للدولة ضد الجريمة المنظمة حيث جاءت دعوة نابوليانو خلال الذكري ال 25 لمقتل الجنرال "كارلو ألبيرتولاتشاييزا" رئيس مؤسسة "كونفينداستريا" لتمثيل أصحاب الاعمال علي يد احدي عصابات المافيا بصقلية إلا أن دعوة نابوليتانو كانت تهدف بشكل أساسي إلي انقاذ اعضاء هذه المؤسسة الذين اصبحوا مهددين بإلغاء عضويتهم بالمؤسسة حيث حذرت هذه الاخيرة من أن أي عضو سيقوم بدفع أموال تحت تهديد وابتزاز من عصابات المافيا سيتم فصله من المؤسسة. ويري محللون ان "البيزو" لا تعد فقط شكلا من اشكال الضرائب التي تدفع للمافيا ولكنها أيضا انعكاس لمدي السيطرة الاقليمية لهذه العصابات الخطرة. واكد "ايفان لوبيلو" رئيس "كونفيداسترايا" انه لابد من وجود اتفاق قوي بين الدولة والمجتمع المدني لمحاربة المافيا وذلك في الوقت الذي يواجه فيه اثنان من رجال الأعمال المحليون تهديدات مباشرة من احدي عصابات المافيا. في الوقت نفسه أعلن "لوكا كورديرو دي مونيزيمولو" رئيس فرع المؤسسة المحلي أن أية شركة في ايطاليا مشتركة بعضويتها في "كونفينداستريا" سيتم فصله إذا دفع ما يدعي بال "بيزو" لعصابات المافيا إلا أنه اكد علي ضرورة توفير ضمانات أمنية من جانب الدولة لرجال الأعمال حتي يتمكنوا من التصدي بشكل قوي لهذه العصابات. وبالارقام قدرت ايرادات عصابات المافيا من الاموال التي تبتزها من رجال الأعمال بالمليارات فقد أوضحت بيانات صادرة من احدي المؤسسات المالية غير الحكومية ان عصابات المافيا تبتز شهريا من اصحاب المحلات الصغيرة حوالي 500 يورو "681 دولارا 337 استرلينا" ومن اصحاب المتاجر الكبيرة "السوبر ماركت" أكثر من 5000 يورو. ففي روما لم تعد إلا قلة قليلة من اصحاب الاعمال اللذين يرفضون الخضوع لتهديدات المافيا بالإضافة إلي المعاناة ضد هذه العصابات كما أن احد المسئولين بالمجمعات المعنية لمحاربة عصابات المافيا بإيطاليا قال إن الحكومة لن تستطيع وليس من المنطقي أن توفر رجل أمن أو رجل شرطة لكل صاحب نشاط تجاري بالدولة إلا أنها لاتزال الوسيلة الوحيدة التي يلجأ إليها بعض رجال الأعمال لحماية انفسهم واموالهم لكنها ترهقهم ماديا لما تتكلفه من أموال طائلة.