تحقيق - مني البديوي: شهدت الأوساط الاستثمارية والاقتصادية مؤخرا توقيع عقد إنشاء المنطقة الحرة القطرية والتي سيتم اقامتها علي مساحة 9 ملايين متر بمدينة برج العرب بتكلفة استثمارية بلغت 10 مليارات جنيه لإنشاء البنية الأساسية وهي المنطقة التي سيتم تقسيمها لعدد من المناطق الصناعية المتخصصة مثل البتروكيماويات والمواد الغذائية والملابس والمنسوجات والصناعات الهندسية حيث ستعتبر هذه المنطقة من أكبر المناطق الصناعية بالشرق الأوسط، ولهذا فقد قامت "العالم اليوم" بمناقشة أبعاد تأسيس تلك المنطقة ومدي تأثيرها علي الاقتصاد المصري وجذب المزيد من الاستثمارات الخليجية والعربية لمصر مع رجال الأعمال والمستثمرين للوقوف علي آرائهم ومقترحاتهم. بداية يقول المهندس محمد الفتوري نائب رئيس جمعية رجال الأعمال بالإسكندرية إن المنطقة الحرة القطرية التي سيتم اقامتها ببرج العرب تعد بلا شك خطوة مهمة لانعاش الاستثمارات العربية والأجنبية علي أرض مصر، وقامت جمعية رجال الأعمال بالاسكندرية مؤخرا بعمل زيارة للامارات وقطر تم من خلالها تنظيم لقاءات لأعضاء الجمعية بأعضاء غرفة التجارة والصناعة القطرية ورابطة رجال الأْمال القطرية برئاسة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني كما ألتقي أعضاء الجمعية بمسئولي هيئة الاستثمار بقطر وقمنا من خلال تلك اللقاءات بدعوة رجال الأعمال والمستثمرين القطريين للاستثمار في مصر. وتقوم بتنفيذ المنطقة الصناعية شركة "ديار" القطرية وهي تابعة للحكومة وتخضع مباشرة لرئيس الوزراء القطري وقد عهدت لمكتب استشاري سنغافوري للقيام بتخطيطها من أجل طرحها بعد ذلك علي المستثمرين لاقامة مشروعات صناعية. ويشير الفتوري في ذلك إلي أن وجهة نظر القطريين أنهم يريدون عمل منطقة صناعية بجميع خدماتها المتكاملة من سكن للعمالة ومدارس وخلافه أي أنهم يريدون تنمية حقيقية للمنطقة. يؤكد الفتوري أن قطر تستطيع أن يكون لها دور كبير في مصر وخاصة أن هناك حاليا طفرة شديدة في الفوائض المالية في دول الخليج بوجه عام ومن ضمنها قطر. ولهذا فقد قمنا بدعوتهم لاستثمار هذه الفوائض في التنمية الحقيقية وهي المشاريع الصناعية والزراعية علي أساس خلق تنمية مستدامة ولا سيما أن معظم الاستثمارات الخليجية في الوطن العربي أغلبها استثمار عقاري وطبعا هي استثمارات جيدة ولكنها ليست متحركة كالمشروع الصناعي الزراعي والذي يقوم بإخراج منتج بشكل مستمر ويشغل عمالة بمعني أن هناك حلقة من التنمية المستدامة. وبوجه عام فإن الفتوري يؤكد أن إقامة المناطق المتخصصة هي خطوة مهمة والدليل علي ذلك أن هناك منطقة صناعات تركية موجودة اليوم ببرج العرب وأخري روسية للصناعات الثقيلة، كما أن هناك حديثا أيضا عن انشاء منطقة لصناعة الموضة الإيطالية. أكبر المدن الصناعية ويؤكد محمد فرج عامر رئيس جمعية مستثمري برج العرب ووكيل لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشوري علي أهمية تلك الخطوة والتي سيتم من خلالها ضخ 10 ملايين جنيه استثمارات بالمنطقة في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والعربية بالشكل الذي سيسهم في النهاية في جعل مدينة برج العرب واحدة من أكبر المدن الصناعية علي مستوي العالم. مشيرا إلي أن خطوة انشاء هذه المنطقة ببرج العرب كنا نتمني حدوثها منذ أكثر من عشرين عاما. وأضاف أن هذه الخطوة لكي تنجح فلابد أن يواكبها توسيع الطريق الصحراوي الممتد من الإسكندرية لبرج العرب وكذلك تشغيل القطار الذي يربط الإسكندرية ببرج العرب لأنه بدون ذلك فلن يكون للمنطقة أي دور إيجابي في المستقبل. وأشار رئيس حمعية مستثمري برج العرب إلي أن المنطقة الحرة القطرية جاءت لتؤكد علي أهمية وجود المطار الذي يتم انشاؤه حاليا ببرج العرب ومن المنتظر أن يعمل 2008 - 2009. ثقة المستثمر ومن جانبه فإن أحمد الوكيل رئيس الغرفة التجارية بالإسكندرية يؤكد أن إنشاء هذه المنطقة سوف يسهم بلا شك في تشجيع وزيادة حجم الاستثمارات القطرية بوجه خاص والخليجية بشكل عام علي أرض مصر وذلك لأنها سوف تعطي نوع من الثقة للمستثمر القطري والخليجي للمجيء إلي مصر والعمل بها. وهذه الاستثمارات الجديدة تمثل بلا شك إضافة حقيقية للاقتصاد المصري لأنها سوف تساعد علي خلق المزيد من فرص العمل ومن ثم امتصاص قدر من البطالة الموجودة في مصر. فالاستثمارات الجديدة الوافدة في أي دولة سواء كانت عربية أو أجنبية أو محلية هي مؤشر جيد لتحسين الاقتصاد الوطني بهذه البلد، لأنها تساهم في إيجاد حركة صناعية ربما يكون لها دور إيجابي في تحسين مؤشرات ميزان المدفوعات للدولة مع قدرة هذه الصناعات الجديدة علي اقتحام الأسواق التصديرية. ويضيف رئيس الغرفة التجارية بالإسكندرية أن مدينة برج العرب بها العديد من العوامل التي تؤهلها لكي تصبح من أكبر المدن الصناعية علي مستوي العالم فهي قريبة من ميناء الإسكندرية مما يسهل عملية الاتصال الخارجي وفي نفس الوقت اتصالها بج