رح خلال هذا الأسبوع 165 من كبار خبراء التنمية الدولية بالعالم لم وممثلي منظمات غير حكومية بأن الأزمة التي يمر بها حاليا البنك الدولي بعد استقالة "بول وولفويتز" بسبب الفضيحة التي أشيعت عنه مؤخرا تبرهن إلي أي مدي يحتاج البنك إلي تنظيم عملية اختيار الرئيس الجديد له بدقة ونزاهة. يأتي ذلك في الوقت الذي تتصاعد خلاله التخمينات بشأن من ستعينه إدارة بوش مديرا للبنك الدولي بعد رحيل وولفويتز ويتزامن هذا مع تزايد الضغوط علي الحكومة الأمريكية بضرورة الإقلاع عن حقها التقليدي في اختيار واحد من مواطنيها ليكون مديرا للبنك. وفي خطاب رسمي كتبه هؤلاء الخبراء قالوا إن سبب أزمة هذا البنك هي العرف الذي بواسطته تقوم أمريكا بتنصيب أحد مواطنيها مديرا للبنك وذلك مقابل قيام أوروبا بتعيين أيضا أحد مواطنيها مديرا لصندوق النقد الدولي. وأضافوا أنه يجب أن يتغير هذا العرف القديم واستبداله بإجراءات جديدة يتم في ضوئها الاختيار والتي لابد أن تعكس مبدأين رئيسيين.. الأول شفافية هذه العملية، والثاني تنافس هذه القيادة المستقبلية وذلك دون الأخذ في الاعتبار بجنسيات هؤلاء المرشحين. ورغم ذلك هناك مؤشرات ضئيلة بأن إدارة الرئيس الأمريكي بوش سوف تحدث تغييرا في عملية الاختيار كما أنه لن تقوم أي دولة أوروبية بالتأثير في هذه العملية بينما أنهم أعربوا سابقا عن رغبتهم في إنهاء سريع لهذه الأزمة. ومن جانب اَخر تؤكد إدارة بوش حقها في تعيين الرئيس القادم للبنك الدولي وسيكون في الغالب أمريكيا أو علي الأقل يحمل الجنسية الأمريكية كما حدث في الماضي. وحتي الاَن لم يكشف كل من البيت الأبيض ولا وزارة الخزانة الأمريكية عن تفاصيل القائمة التي تشمل أسماء المرشحين لمنصب مدير البنك الدولي. ويتوقع أغلب الخبراء أن يتقدم روبرت زوليك قائمة المرشحين لهذا المنصب وهو الممثل التجاري الأمريكي ونائب وزير الخارجية الأمريكية السابق، كما يبدو أنه يحظي بتأييد دولي واسع يأتي بعده في قائمة المتوقع نجاحهم بول فولكر المدير السابق في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي يتمتع باحترام واسع، كما أن الرأي العام الأمريكي يؤيده لدرجة كبيرة، إلا أن هناك مجموعة من أعضاء البنك الدولي يتشككون في مستوي إدارة فولكر لوحدة مكافحة الفساد بالبنك. وتتضمن القائمة ستانلي فيشر محافظ بنك إسرائيل ويتمتع بتقدير كبير وفقا لما ذكرته الصحيفة إلا أنه لايزال محسوبا علي إدارة الرئيس الأمريكي السابق كلينتون. ويأتي بالقائمة بوب كيميت نائب وزير الخزانة الذي يوصف بالنزاهة في حين يذكر بعض المسئولين هانك بولسون الذي يشغل منصب وزير الخزانة والذي سيلقي بالتأكيد ترحيبا من زعماء العالم، ولكنه في الأغلب لن يبدي اهتماما بالوظيفة، وأيضا من بين المرشحين بالقائمة يأتي بيتر ماك فيرسون وهو أحد المسئولين في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق ريجان وأيضا أندرو ناتسيوس المدير السابق لوكالة "يو اس اي دي" للمساعدات الأمريكية. وفي إطار ذلك قالت نانسي بيردسال رئيس مركز التنمية الدولية إنها تأمل ألا تختار الإدارة الأمريكية الرئيس القادم للبنك الدولي فقط بناء علي حقها في ذلك بل يجب أن تتبني سياسة أكثر شفافية، وأن تختار المرشح الجديد للبنك الذي يستحق بالفعل تولي هذا المنصب أي بناء علي الجدارة والأفضلية والنزاهة.