قفزت أسعار النفط بداية تعاملات أمس متخطية حاجز ال 63 دولار للبرميل عقب إعلان شركة شل الهولندية بوجود تعطل إضافي في الإنتاج النيجيري نتيجة الهجمات المتعاقبة علي المنصات النفطية في دلتا النيجر بالإضافة الي توقعات المتعاملين بزيادة المخزون الأمريكي في الأسبوع المنتهي في 11 مايو. في نيويورك ارتفع سعر النفط الخام بمقدار 71 سنتا أو 1.1% ليصل إلي 63.17 دولار للبرميل وهو أعلي إغلاق منذ 3 مايو. وفي لندن زاد سعر مزيج برنت بمقدار 1.28 دولار او 1.9% ليصل الي 68.11 دولارا للبرميل وهو أعلي إغلاق منذ 27 أبريل. وبالنسبة لأسعار المشتقات الأخري .. أغلق الغاز الطبيعي علي انخفاض بمقدار 8.8 سنت ليصل الي 7.864 دولار للمليون وحدة حرارية بريطانية بينما ارتفع البنزين بمقدار 0.04% ليغلق علي 2.3019 دولار للجالون. ارتفعت أسعار النفط متخطية حاجز ال 67 دولارا للبرميل بداية تعاملات أمس بعد قيام الجماعات المسلحة في نيجيريا - أكبر منطقة لإنتاج النفط في أفريقيا - بإحتلال مركز رئيسي لانابيب النفط يغذي مرفأ بوني لتصدير النفط مما ارغم شركة شل الهولندية التي تعمل في منطقة دلتا النيجر علي وقف إنتاج ما يقارب 170 ألف برميل يوميا من الانتاج. وجدير بالإشارة إلي ان مجموعة الهجمات علي المنشآت النفطية في منطقة الدلتا في العام الماضي أدت إلي شل حركة النفط في المنطقة - أكبر دولة لإنتاج النفط في أفريقيا - مما أدي إلي وقف إنتاج نحو 500 ألف برميل يوميا - أي ما يقرب من ربع إنتاج البلد. وتنتج نيجيريا النفط الخام منخفض الكبريت الذي تفضله معامل التكرير الامريكية لما ينتجه من كمية كبيرة من البنزين عالي الجودة إذ شكل النفط النيجري 16% من واردات الولاياتالمتحدة خلال فبراير الماضي. إيران ومازال الملف النووي الإيراني عاملا مؤثرا علي حركة اسعار النفط حيث تضغط الولاياتالمتحدة من اجل فرض عقوبات علي إيران لعدم موافقتها علي دعوة مجلس الأمن للتفاوض لوقف برنامج تخصيب اليورانيوم بحلول الموعد النهائي للمهلة المحددة المقرر انتهائها في الأسبوع القادم. في حين تصرح دولة إيران ان برنامجها النووي تهدف به أغراض صناعية وانها تستخدم حقها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بينما تعلن الولاياتالمتحدة وحلفائها عن قلقها من ان تستخدم إيران تخصيب اليورانيوم لصنع أسلحة نووية. كما ارتفعت الأسعار وسط توقعات ان الطلب علي النفط الخام سوف يزداد بزيادة إنتاج البنزين في المصافي بعد أعمال الصيانة ومن المتوقع ان يزيد معدلات التشغيل 0.8 نقطة مئوية الأسبوع المنتهي في 11 مايو. ومن المتوقع ان يظهر تقرير وزارة الطاقة الأمريكية الأسبوعي زيادة مخزونات البنزين بمقدار مليون برميل يوميا. أوبك ودعم من ارتفاع الأسعار تقرير منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" -التي تضخ أكثر من ثلث إنتاج العالم من النفط - الذي أوضح ان مخزونات النفط الخام تزيد عما يكفي لتغطية الطلب علي الوقود خلال فصل الصيف الذي يرتفع فيه استهلاك البنزين وذلك رغم مطالبة المستهلكين بزيادة الإمدادات. وأظهر التقرير الشهري للمنظمة أن الأعضاء يواصلون خفض المعروض رغم ارتفاع الأسعار لأكثر من 66 دولارا للبرميل من حوالي 50 دولارا في يناير الماضي. وقالت الوكالة التي تقدم المشورة الي 26 بلدا صناعيا ان إمدادات البنزين في الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك في العالم تراجعت الي أدني مستوياتها في 16 عاما لمثل هذا الوقت من السنة مما رفع الأسعار في محطات التعبئة الي أكثر من ثلاثة دولارات للجالون مقتربة من أعلي مستوياتها. وأوضح التقرير ان ارتفاع واردات البنزين من قبل الولاياتالمتحدة سوف يحد القلق بشأن إمدادات الوقود وان من المتوقع ان تكون الأسابيع القليلة القادمة حاسمة بسبب عودة العمل في مصافي التكرير بعد أعمال الصيانة وزيادة الواردات ستسمح لمخزونات البنزين الأمريكية بالارتفاع" كما أبقت أوبك النمو العالمي المتوقع للطلب علي النفط في 2007 دون تغيير عند 1.3 مليون برميل يوميا أو 1.5%. وقدرت الطلب في 2007 علي نفطها الخام عند 30.33 مليون برميل يوميا صعودا من 30.28 مليون برميل يوميا وفقا للتوقعات السابقة مما يعكس معروضا دون المتوقع من البلدان غير الأعضاء بالمنظمة.وجدير بالذكر الي ان وزراء نفط أوبك قرروا الحفاظ علي مستويات المعروض خلال اجتماع الأخير في مارس وكانوا اتفقوا في الاجتماعين السابقين علي خفض الإنتاج بمقدار 1.7 مليون برميل يوميا أي ما يقرب من 6%. وتظهر تقديرات الصناعة أن أوبك التزمت بنحو مليون برميل يوميا من الخفض المتفق عليه ولم يعكس تقرير أمس الأول تغيرا يذكر في إمدادات الشهر الماضي. وقال التقرير نقلا عن بيانات من مصادر ثانوية ان أعضاء أوبك العشرة المقيدين باتفاقات خفض الإنتاج ضخوا 26.448 مليون برميل يوميا في ابريل بزيادة 31 ألف برميل يوميا من مارس.