فتحت قضية الجاسوس المصري محمد صابر المهندس بهيئة الطاقة الذرية ملف الدخول المتدنية - إلي حد مؤسف - لعلماء مصرفي مجال الطاقة النووية.. فدخل حملة الماجستير والدكتواره لا يزيد علي 92 جنيها شهريا باعتبار انهم يعملون بعقود يومية وبأجر يومي يصل إلي 5 جنيهات يخصم منها الضرائب والاجازات ليصبح المبلغ الصافي مخزناً. أما الأمر الأكثر مأساوية فهو اتجاه هؤلاء العلماء إلي العمل الاضافي أين؟ في محلات العصير ومكاتب صيانة الأجهزة لكي ينفقوا علي أسرهم!! والكارثة الحقيقية أن ميزانية المرتبات والدرجات الوظيفية لهيئة الطاقة الذرية يذهب أغلبها إلي الموظفين والاداريين. "الأسبوعي" كشفت المأساة التي يعيشها العلماء داخل الهيئة في ظل تلك الدخول الهزيلة التي لا تكفي المواصلات. قالت د.ع.ع حاصلة علي الدكتوارة في الهندسة النووية: نتعرض لمهزلة اخلاقية ومادية وكلما تحدثنا مع المسئولين عن حالتنا المتردية يردون بأن الهيئة صاحبة الفضل علينا في الحصول علي الدكتوارة ولسنا بحاجة لكم وتساءلت: هل هذا هو طريق التعامل مع حملة الدكتوارة في التخصصات النادرة؟ أضافت: نعمل بعقود عمل مؤقتة وباليومية التي تصل إلي 5 جنيهات وبعد خصم الضرائب والاجازات يصل الدخل إلي 92 جنيها شهريا بالاضافة إلي ميزة اتاحة معامل الهيئة لنا لاجراء الابحاث اللازمة. قالت: ان معظم الأجهزة داخل تلك المعامل غير صالحة للاستخدام ولم يتم تحديثها منذ عشرة أعوام.. الأمر الذي يعرضنا لمخاطر التعرض للاشعاع والاصابة بالأمراض السرطانية، ومع ذلك تتحمل في سبيل أداء رسالتنا ومحاولة تحقيق حلم الوصول لنجاحات العالم المصري د.أحمد زويل. أشارت إلي أنها اضطرت للعمل كمدرسة خصوصية لابناء الجيران حتي تستطيع تدبير نفقات الحياة. خدعة كبري وقال د.ع.ز حاصل علي الدكتوارة في الكيمياء النووية ومتخصص في علاج النفايات تعرضت إلي خدعة كبري من القائمين علي الهيئة الذين سبق ووعدونا بالتعيين الدائم بمجرد حصولنا علي الماجستير.. الا انها وعود ذهبت ادراج الرياح حتي بعد حصولي علي الدكتوارة. أوضح انه متزوج ولديه أسرة وراتبه "90 جنيها" لا تكفي المواصلات مما اضطره للعمل كمحصل ايرادات في محل عصير قصب براتب 250 جنيها وعندما اكتشفت زوجته الأمر وبعد انجابه طفله الأول قررت الانفصال ليخسر معركة العمل والحياة معا. وأكدت "م.ر.ش" و"ص.ع" و"ح.م" حاصلات علي الماجستير بالهيئة انهن يعملن في صيانة اجهزة الكمبيوتر حتي تتمكن كل واحدة منهم من شراء فستان جديد كل شهر ليظهرن بمظهر معقول أمام المجتمع وكل ذلك دون علم أسرهن المخدوعات بالمراكز المرموقة لابنائهن. ويؤكد د.عزت البلتاجي أحد المتخصصين بالهيئة: ان الادارة تركت الأمور تزداد سوءاً لأنها فتحت الباب علي مصراعيه لعمل الاداريين والباحثين ليس لهم عمل الا داخل الهيئة ولا يوجد في الدول العربية نظير لها حتي تهاجر إليها. اعتراف صريح حملنا هموم علماء هيئة الطاقة الذرية إلي اللواء محمد السعيد الأمين العام للهيئة قال: لم نبخل بشيء علي الباحثين حيث نوفر لهم الأجهزة والمعامل اللازمة لاتمام ابحاثهم علاوة علي اعطائهم منحة شهرية تساعدهم في تكاليف الابحاث مؤكدا أن العدد الحقيقي للباحثين في الهيئة لا يتجاوز 190 باحثا فقط. اعترف اللواء محمد السعيد بضياع حق هؤلاء في التعيين نتيجة توظيف عدد كبير من الاداريين حاملي شهادات الآداب والتجارة والخدمة الاجتماعية من أقارب وأبناء العاملين وأن الهيئة لم تميز في العقود بين الباحث والساعي مؤكدا أن ما أسهم في تفاقم الأزمة سوء الادارة التي تسببت في تراكم أصحاب العقود دون تعيين مؤكدا أن لوائح جميع الهيئات البحثية تشترط التعيين بمجرد الحصول علي درجة الماجستير إلا أن هذه اللوائح ضرب بها عرض الحائط خلال السنوات العشر الماضية. قال ان الأزمة تحتاج إلي قرارات عليا لحلها خاصة اننا نحتاج لتوسيع قاعدة الباحثين واضافة المئات من أوائل الخريجين. صرح مصدر مسئول بالهيئة - رفض ذكر اسمه - انه بمجرد علم الموظفين الاداريين بامكانية حل الأزمة خلال الفترة المقبلة تم توقيع 50 عقدا باليومية لأقاربهم أملا في اقتناص فرص جديدة للتعيين الدائم. أمن قومي أكد د.عبد الفتاح هلال نائب رئيس الهيئة السابق ان عقود "عمال اليومية" للباحثين عار لعلماء الطاقة النووية لأنهم أمل مصر ويجب ان تنتهي وبسرعة لأنها مسألة أمن قومي. قال ان جميع الجهات البحثية مثل المركز القومي للبحوث يتم التعيين للباحثين بمجرد الحصول علي الماجستير اما الوضع في الهيئة فمختلف تماما ويكفينا ما حدث في كارثة الجاسوس الذي ينتمي لنا. اكد ان رئاسة الجمهورية تولي اهتماما كبيرا بالمسألة وستصدر قرارات قريبة بتعيين هؤلاء العلماء.