المشاكل بين الصين واليابان قديمة وعميقة، ولكن المحاولات تبذل من الطرفين لمحاولة التقارب بين البلدين. في أكتوبر الماضي زار شينزو ابي رئيس وزراء اليابانبكين في محاولة لإذابة الجليد بين البلدين. وكان الهدف أن يجعل الصين تنسي زيارة رئيس الوزراء الياباني السابق كويزومي إلي ضريح شهير في طوكيو يمجد العسكرية اليابانية وماضيها.. وفي هذا الضريح يوجد مجرمو الحرب اليابانيون!! وقد رد رئيس وزراء الصين الزيارة إلي طوكيو وهي أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء صيني إلي اليابان منذ سبع سنوات. وكرمته اليابان بأن دعته لإلقاء خطاب في البرلمان الياباني وهي أول دعوة توجه لرئيس وزراء صيني منذ عشرين عاماً. رئيس وزراء الصين من ناحيته حرص علي أن يعطي زيارته صبغة شعبية فأخذ يجري بين الناس في حديقة يابانية في طوكيو ويتحدث إلي كل من يلتقي به أثناء الجري. واشترك في لعب البيس بول مع الطلبة اليابانيين وهو أمر لم يخطر أبدا ببال زملائه في المكتب السياسي الصيني. ولكن المشكلة الاقتصادية بين البلدين تتركز في استغلال حقول الغاز في بحر الصين الشرقي علي الحدود بين البلدين. اليابان تري أن الآبار ملكية مشتركة للبلدين بينما تري الصين أنها تمارس حقاً مشروعا طبيعيا لها يمثل سيادتها وحقوقها فهي تستغل بترولا في مياهها الإقليمية. وقد تعهد رئيسا وزراء البلدين بحل هذه المشكلة معا لمصلحة البلدين. ولكن تبقي مشكلات كثيرة بين البلدين يصعب حلها مثل تأييد اليابان وكذلك أمريكا لتايوان. الصين تري أن تايوان جزء من الصين. واليابان تؤيد تايوان كدولة مستقلة يجب حماية استقلالها. وهذه المشكلة من الصعب حلها لأن أمريكا طرف فيها فضلا عن معاهدات التعاون بين أمريكا واستراليا واليابان. وكذلك التقارب بين أمريكا والهند! ومع ذلك فإن الدولتين تحاولان تحقيق السلام والتفاهم بينهما وذلك بعد أكثر من نصف قرن من انتهاء الحرب العالمية الثانية.. وكلاهما يري أنه من الأفضل التقارب وإقامة علاقات اقتصادية أفضل بدلا من عداء يستحيل معه التقارب التجاري وتبادل السلع والخدمات وهو ما تسعي إليه الدولتان.. فالعالم الآن يستبعد فكرة الحروب والعداء ويري أنها لا توفر حلا لأية مشكلة! وبقي أن نعرف أن التجارة بين اليابان والصين حجمها 211 مليون دولار! محسن محمد