من ثوابت الإدارة الحديثة لأي مؤسسة أن تضع في اعتبارها أن تنمية المجتمع الذي تعيش فيه من خلال العمل التطوعي هو عنصر أساسي للحفاظ علي استمرار وبقاء هذه المؤسسة . وانطلاقا من هذه المبدأ تأتي مبادرة "شراكة من أجل لبنان" نتيجة تضافر الجهود بين كل من شركة "إنتل" و"سيسكو سيستمز" وشركة "جفاري إنكوربوريتد" و"مايكروسوفت" وشركة" أوكسيدنتال بتروليوم"، لتوفير الموارد التي تحتاج إليها البلاد بصورة ماسة للمساعدة في إعادة الأعمار. أطلقت هذه الشراكة في ديسمبر من عام 2006، وهي تهدف لزيادة الوعي وتوفير الموارد اللازمة وتأمين الوصول إلي التقنية من أجل إعادة بناء المناطق المتضررة. وتشمل المناطق الخمسة التي تم اختيارها بداية لتقديم الدعم إليها كلاً من برج البراجنة والنبطية وبيروت وبعلبك وبنت جبيل. وتركز مبادرة الشراكة علي خمسة مجالات رئيسية تهدف إلي المساهمة في النمو الاقتصادي المستدام في لبنان، وهي توفير الاتصال بالإنترنت في المناطق المختلفة والإدارات الحكومية، وتدريب القوي العاملة، وإيجاد فرص العمل وتعزيز القطاع الخاص، وتطوير البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات، وتأمين الإغاثة وسرعة الاستجابة عند الأزمات. استثمارات وتنمية المهارات وأكد الدكتور كريج باريت رئيس مجلس إدارة إنتل، والذي زار لبنان مرات عدة، وهو من كبار المؤيدين والمشاركين في هذه المبادرة التعاونية أن إنتل تساهم في هذا الجهد بابتكاراتها التقنية، وتوفير الاتصالات عالية السرعة بالإنترنت، وتدريب المدرسين، وتوفير الحواسيب ومختبرات الحوسبة المرتكزة إلي تقنيات إنتل والمصممة من قبل إنتل، وتقديم الاستثمارات اللازمة لتنمية الأعمال والمشروعات الخاصة، والعمل علي توفير المهارات الوظيفية، ودفع النمو الاقتصادي في المنطقة. وأضاف أن التزام إنتل بمبادرة الشراكة في لبنان يعد جزءاً من برنامجها الأوسع "العالم إلي الأمام"، الذي يهدف لخفض تكاليف نشر الحواسيب والوصول إلي الإنترنت في المجتمعات النامية. ويبلغ استثمار إنتل في برنامج "العالم إلي الأمام" نحو مليار دولار علي مدي خمس سنوات. نشر خدمات بالإنترنت وأوضح أن مبادرة الشراكة تهتم بمشاريع التحول طويل المدي القائمة علي المعلوماتية في لبنان، لتمكين المجتمعات في المدن والقري من الوصول إلي كافة الخدمات عبر نقاط الوصول إلي الإنترنت. وستستخدم هذه "المراكز المجتمعية المتصلة بالإنترنت" الوسائل التقنية لتزويد الشعب اللبناني بالخدمات الحكومية والاجتماعية التعليم وتدريب العاملين والرعاية الصحي. وتعمل إنتل علي تسريع الوصول إلي التقنية في لبنان عبر تمكين مزيد من الأشخاص من استخدام الحواسيب والإفادة منها. وتتفرع مبادرة "المراكز المجتمعية المتصلة بالإنترنت" عن برنامج إنتل "العالم إلي الأمام"*، وتهتم بتطوير إمكانات الوصول إلي الإنترنت والاتصال والتعليم. وأشار الي أن إنتل ستوفر ما يزيد علي 150 جهاز كمبيوتر تم شراؤها عبر القنوات المحلية لمراكز "أكاديمية الجمعية المعلوماتية المهنية للمعلوماتية والاتصالات" (PICTA) في مناطق مختلفة من لبنان. وسيتم استخدام 15 جهازاً من هذه الحواسيب في مركز الأكاديمية الجديد في برج البراجنة كما تتبرع إنتل أيضاً بنحو 30 كمبيوتر للمراكز الحاسوبية المجتمعية التي يتم بناؤها من قبل وزارة الئؤون الاجتماعية في محافظات بعلبك وبنت جبيل، وكذلك لوزارة التربية لنشرها في المدارس في المناطق ذات الأولوية كما قامت إنتل بتركيب شبكات لاسلكية عالية السرعة للاتصال بالإنترنت في مركزين اجتماعيين في برج البراجنة والنبطية. التعليم وتدريب القوي العاملة وقال إن مبادرة الشراكة ستقوم بتوظيف أكثر من 500 لبناني مؤهل كمتدربين في الشركات الكبري والإدارات الحكومية في لبنان والولايات والمتحدة وعبر العالم خلال السنوات الثلاث المقبلة. وبالإضافة إلي توزيع الحواسيب علي المدارس ومراكز المجتمع وتدريب المدرسين، تساعد إنتل قادة أعمال المستقبل في لبنان علي التمكن من التقنيات الجديدة، ومن ثم نقل علومهم إلي الآخرين. وأكد أن إنتل ستتبرع بما يزيد علي 100 كمبيوتر عالي الأداء تعرف بالخوادم (servers) إلي مختبرات الهندسة والأقسام العلمية في الجامعات في أنحاء لبنان، وستقوم وزارة التربية باختيار ثماني جامعات أكثر استحقاقاً لهذه الحواسيب وستوفر مايكروسوفت بالتعاون مع شركة تريبل سي التقنية المحلية البرمجيات اللازمة، وخدمات الدعم والتركيب.