يقول المهندس خالد بالخيور الرئيس التنفيذي لعرب سات إن تعدد اللاعبين في مجال البث الفضائي بالإضافة إلي التقنيات الجديدة التي تشهدها صناعة البث والاتصالات بشكل دائم يعد من أهم العوامل التي تدفع المؤسسات العاملة في القطاع إلي التنافس في ملاحقة كل ما هو جديد بتكنولوجيا البث الفضائي لإطلاق اكبر عدد من القنوات الفضائية بأقل سعات ممكنة مشيرا إلي أن المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية تحرص بصفة مستمرة علي نهج هذه السياسة عند التخطيط لإطلاق اي جيل جديد من أجيال الأقمار الصناعية. ودلل علي ذلك بما أتاحه نجاح إطلاق القمر بدر 4 من خدمات البث التليفزيوني عالي الوضوح HDTV لما يتمتع به من تقنيات جديدة وسعات فضائية شاسعة وقال إن هذه الخدمة ستجعل الصورة التليفزيونية تقدم بشكل أحسن وأوضح نظراً لأنها تتكون من ما يقرب من 1100 خط مقارنة مع 525 خطاً فقط لنظام NTSC و625 خطاً لكل من PALوSECAM بالإضافة إلي أن درجة نقاوة الصورة ستزيد بنسبة تتراوح من 400 إلي 500% حيث إن شاشة التليفزيون HDTV يتم تقسيمها إلي شبكة تكون من 1080 x 1920 نقطة ضوئيةpixel مقارنة ب 340 x 420 نقطة ضوئية فقط لنظام NTSC . وأضاف بالخيور أن سوق البث الفضائي الآن يسجل أعلي مستويات من النمو والازدهار حيث ارتفع عدد القنوات الفضائية العربية من محطة فضائية واحدة عام 1990 ليصل هذا العام إلي 200 محطة فضائية وفقا لتقرير المعهد العربي الامريكي كما وصل معدل انتشار البث الفضائي المباشر إلي المنازل في دول مجلس التعاون إلي 34% مما يزيد من حجم المسئولية الملقاة علي عاتق المؤسسة لمواكبة هذا النمو. حلول بديلة وأشار المهندس نبيل الشطي مدير التسويق بعرب سات الي أن البث التليفزيوني الفضائي يأتي في المرتبة الأولي من خطة عمل المؤسسة نظرا لاهميته في منطقة الشرق الأوسط خاصة أن البث عن طريق الأقمار الصناعية يعد المنصة الرئيسية للخدمة التليفزيونية التجارية في الوطن العربي. وأكد علي الدور الذي تقوم به عرب سات في وضع مجموعة من الحلول البديلة لمواجهة اي أزمات يمكن أن تعوق البث مثلما حدث عند فشل إطلاق القمر 4 أ مشيرا إلي أن هذه الخطط تتمثل في تعدد منصات البث التليفزيوني لباقات عرب سات من المدن الإعلامية المختلفة حيث يتم تفعيلها وزيادة القنوات بها وأيضا يتم تعدد منصات العملاء الذين لديهم باقات لم تكن مشغولة بالكامل مما يضمن استغلال السعات الفضائية علي أكمل وجه بالإضافة إلي أن المؤسسة تحرص دائما علي وجود بند داخل عقد التصنيع يقتضي بشراء قمر بديل بنفس المواصفات ونفس بنود العقد في حالة فشل القمر وهذا ما قامت المؤسسة بتنفيذه مما كان له الأثر الكبير في اختصار الوقت نحو الحصول علي سعات فضائية كبيرة في مدة قصيرة. وعن الخطط المستقبلية للمؤسسة يقول الشطي انه يتم حاليا العمل مع الشركات المتخصصة الانتهاء من تصنيع القمر البديل بدر6 لاطلاقه خلال الربع الثاني من العام القادم كما تقوم المؤسسة الآن بوضع التقييم النهائي والمفاوضات اللازمة مع الشركات للتصديق علي اللمسات الأخيرة بمشروع تصنيع وإطلاق أقمار الجيل الخامس مما يمكنها من الحفاظ علي ريادتها في مجال خدمات الأقمار الصناعية بأسطول متكامل وبسعات وتقنيات حديثة لتلبية احتياجات المنطقة المتنامية والمتوقعة مستقبلا وباحتياطي مضمون لتوفير واستمرارية الخدمات للعملاء. الخطاب السياسي ومن جانبه أكد السفير محمد الخمليشي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية علي دور البث الفضائي في الوصول بالخطاب السياسي والثقافي العربي إلي شتي أقاليم العالم فضلا عن دورة في نقل الصورة الحقيقية للمواطن المصري والعربي خاصة في ظل الإحداث السياسية التي تمر بها المنطقة . وأكد الخمليشي أيضا علي اعتزاز الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الإعلام العربي بالتطور الهائل التي تشهده مؤسسة عرب سات بالتكامل مع مجموعة أقمار نايل سات في مدي قدرتها علي مواكبة حركة التطوير والتحديث التي تمر بها الساحة الإعلامية مشيرا إلي دور هذه المؤسسات العربية في توفير الوسائل اللازمة لمخاطبة الرأي العام العالمي بالإضافة إلي دورها في توسيع نطاق الفهم بالقضايا العربية الساخنة فضلا عن قدرتها في إتاحة الخدمات الإعلامية والاتصالات والمعلوماتية لعشرات الملايين من المواطنين. انتهاك الحريات وأخيرا قال الاعلامي حمدي قنديل إن الفارق الذي احدثته تكنولوجيا الفضاء في العالم وفي المنطقة العربية علي وجه التحديد أدي إلي تغيير المشهد الاعلامي برمته بعد أن حررته من القيود التي كان عليها طوال السنوات الماضية كما أنها لعبت دورا مباشرا في نشأة الكثير من الشركات الخاصة بالبث مما أدي إلي اتساع السوق وتصاعد المنافسة وأصبحت الشبكة الفضائية العربية ذاتها برلمان يتسم بالديمقراطية تستطيع من خلاله أن تعبر الشعوب العربية عن نفسها عن طريق وجود صلة بين المهاجرين وبين أوطانهم الأم . وأشار الي انه علي الرغم من الدور الذي قامت به الأقمار الصناعية في إذابة حاجز المكان واللغة إلا أن التكنولوجيا سبقت الإبداع الفكري والوسيلة تقدمت علي المضمون مما أدي إلي انتهاك الحريات بإطلاق الكثير من القنوات الفضائية غير الهادفة والمتناقضة مع ثقافة الأمة العربية مطالبا بقيام جهة مستقلة عربية بمشاركة كل من مؤسسات الاتصالات الفضائية والجهات الإعلامية لوضع المعايير التي تحكم إطلاق هذه القنوات حتي نستفيد بكل ما تقدمه هذه التكنولوجيا علي مستوي لائق.