يسود في المعني العام عندنا بالنسبة لمصطلح عملية "انها جراحة ستتم لمريض" فنقول: فلان تجري له عملية وفلان مازال في حجرة العمليات.. ولعل ما يلفت النظر في هذا المعني الذي ارتبط بالطب ومجال الانسان وصحته انه لصيق الصلة بمجال الاقتصاد والاعمال ففي قلب كل تنظيم شركة او مؤسسة هناك انشطة تنتج في النهاية مجموعة من المخرجات او المنتجات وتلك الانشطة هي العمليات وببساطة فإن العملية او العمليات تصف ما تقوم به الشركة فالعمليات عند "دل" هي صناعة الحاسبات وعند لوفتهانزا هي نقل المسافرين وعند وول ستريت جورنال هي نشر صحيفة وعند ديسون هي صناعة ماكينات المكانس وعند مايكروسوفت هي صناعة البرمجيات وعند جنرال موتورز هي صناعة السيارات وهكذا... والعمليات تحتاج الي عدد من المدخلات لتحويلها الي مخرجات وتلك المدخلات قد تكون الاموال والافراد والمواد والمعدات والبيانات او غيرها.. والمخرجات قد تكون سلعاً او خدمات او معلومات ومعارف. وُفي جميع الحالات فان كل العمليات التي تؤدي الي انتاج مخرجات تشكل اسلوبه الصناعي وهدف كل شركة او منظمة هو صنع منتج يرضي متطلبات السوق العملاء وفقا لمواصفات يفضلونها.. وتلك المواصفات نطلق عليها خصائص المنتج وهذ الخصائص تعتمد علي الاسلوب الصناعي المستخدم في صناعة هذا المنتج ومن ثم فان هذا الاسلوب يجب ان يكون مناسبا وفعالا وكافيا. وخلاصة ما نريد ان ننتهي اليه هنا ان: 1 المنتج هو اي مجموعة من السلع او الخدمات او المخرجات تقدمها الشركة وتمثل مجال نشاطها. 2 هدف المنتجات ان ترضي طلب العملاء . 3 بالجمع بين البند 1 والبند 2 تأتي العمليات التي تشكل الاسلوب الصناعي لصناعة المنتجات. 4 الادارة مسئولة عن كل جوانب تلك العملية فهي تنظم الموارد لتكون عمليات التصنيع كافية وفعالة ومناسبة.. ويمكن تصوير تلك الدورة علي النحو التالي: تلك هي دورة العمليات وادارتها لا يمكن ان تأتي ارتجالا او فهلوة ولكنها علم يستلزم المعرفة. وفن يستلزم الابداع.. وسوف نتوقف عند ما تحتاج اليه الادارة من ابداع ليكون لديها فن ادارة العمليات.. والعمليات هنا نحتاج الي ليس فقط مجرد علم الطبيب ولكن وهذا هو الاهم مهارته في اجراء تلك العملية حتي يصح المريض ويخرج في صحة وعافية... ايها السادة المدراء انتم تجرون الاف العمليات كل يوم داخل مصانعكم وشركاتكم ومؤسساتكم بعضها تنصلح بها الامور وتصح وبعضها ليس كذلك فما هو السبيل لاكتساب مهارات ادارة العمليات حتي نصح جمعيا هذا ما سوف نتواصل بشأنه بمشيئة الله.