في واحدة من أغرب وأصعب صفقات الأعمال، تلاحقت أمس تطورات صفقة إعمار مصر التي استمر الخلاف حولها وبين تصريحات طرفيها حتي استدعي الأمر تدخل الحكومة.. غير أن كافة التوقعات وحتي المثول للطبع كانت تشير في اتجاه انفراج الأزمة في ساعة متأخرة من مساء أمس وذلك بتوقيع الطرفين وإيداع ثمن الصفقة. وكان محامو الطرفين قد امضوا أكثر من 12 ساعة كاملة في التفاوض علي التفاصيل الأخيرة للصفقة "مساء الثلاثاء 27 مارس". وقال محمد العبار في تصريحات "للعربية".. إنه وقع العقد من جانبه وينتظر توقيع الطرف الآخر، في حين قال شفيق جبر إن قيمة الصفقة لم تودع في البنك بعد. ولم تمض دقائق حتي أعلن الجانب الإماراتي إتمام الصفقة وتوقيع الطرفين، غير ان الجانب المصري نفي ذلك وقال في بيان أصدره باسم مجموعة أرتوك إن الشركة قد أوفت بالتزاماتها بما في ذلك إيداع الأسهم في البنك العربي الإفريقي، إلا أن البنك أخطر أرتوك ان إعمار مصر لم تودع المبلغ المستحق وحتي الحادية عشرة صباح يوم الأربعاء. وامهل بيان أرتوك إعمار العقارية حتي اليوم "الخميس" التاسع والعشرين من مارس رافضا ما قال إنه "طلب من إعمار العقارية مد أجل تسليم المبلغ حتي الرابع من أبريل". وسط كل ذلك ومع عدم وصول اخطار رسمي للقابضة للسياحة والفنادق والسينما بإتمام الصفقة من عدمه أعلنت الشركة البدء في اتخاذ الإجراءات القانونية لفسخ التعاقد واسترداد الأرض مطالبة بتحميل إعمار مصر كافة التكاليف الناشئة عن الاضرار المادية والأدبية في هذا الشأن. وقال خطاب وجه إلي شركة إعمار مصر إن القابضة للسياحة يساورها القلق علي تنفيذ المشروع التنموي الهام للاقتصاد المصري وتبدي عدم اطمئنانها كطرف بائع له، خاصة وان المهلة قد انتهت دون أن "نخطر رسميا بانتهاء الخلاف بين الشركاء". وأضاف البيان انه قد تم توجيه الإدارة القانونية للقابضة للسياحة باتخاد كافة الإجراءات واخطار السلطات المحلية بمحافظة مطروح بذلك. وفي أول رد فعل علي بيان الحكومة قالت مصادر إعمار العقارية بالإمارات إنها تساند قرار الحكومة المصرية كمستثمرين أجانب والذي يستهدف حماية الاستثمار. في حين ابدت مجموعة أرتوك تعجبها من خطاب القابضة للسياحة وارسلت المجموعة خطابا لرئيسها علي عبد العزيز تؤكد فيه انه "جاري حاليا اتخاذ كافة الإجراءات لتنفيذ اتفاق التخارج مع إعمار العقارية". وقالت مصادر أرتوك إن إعمار مصر قد سددت ثمن الأرض بالكامل وهو مليار و200 ألف جنيه مصري وتسلمناها في فبراير ولا يوجد أي خطر علي أموال الحاجزين الموجودة في البنك العربي الإفريقي. وحتي مثول الجريدة للطبع حصر الخلاف بين الطرفين علي إيداع قيمة الصفقة 162.5 مليون دولار حيث علمت "العالم اليوم" أن الخطوة الأخيرة في تنفيذ الاتفاق والذي أكد الجانب الإماراتي انه جاري خلال ساعات. وإذا ما تم ذلك وابلغت به القابضة للسياحة رسميا نتوقع اسدال الستار علي واحدة من أعقد وأطول نزاعات الأعمال في مصر.. هذا إذا لم يتغير الأمر وتستمر النزاعات من جديد، وتنفذ الدولة تهديدها.