يبدو ان سياسة القطيع لم تعد مقصورة علي صغار المستثمرين في البورصة وانما علي الشركات ايضا.. فعندما تعلن شركة عن تجزئة اسهمها تتبعها شركات اخري صغيرة بعضها لديه مبرراته والاغلبية يرغب في الاستفادة من الظاهرة.. وعندما تقرر شركة زيادة رأسمالها عن طريق الاكتتاب العام لقدامي المساهمين لظروف خاصة بها وبتوسعاتها نجد وراءها شركات اخري تعلن عن زيادة رأسمالها وبنفس الاسلوب وبدون وجه حق في كثير من الاحيان.. واخيرا وجدنا بعض الشركات تعلن عن اقتراحها علي جمعياتها العمومية توزيع اسهم مجانية بدلا من التوزيعات النقدية والنتيجة انسياق شركات اخري حتي وان كان بعضها ليس في حاجة الي الاحتفاظ بالسيولة المتوافرة لديه. ويؤكد العاملون في السوق ان الاسهم المجانية تعد بديل جيد للشركات التي لديها توسعات وترغب في اجراء توزيعات نقدية مشيرين الي ان الشركات مطالبة بالافصاح للمستثمرين عن الاسباب وراء توزيع هذه الاسهم. بديل مناسب يري عيسي فتحي العضو المنتدب بالمجموعة الاستراتيجية للاوراق المالية ان الاسهم المجانية تعد بديلا مناسبا للتوزيعات النقدية للشركات التي لديها توسعات وترغب في استثمار السيولة المتوفرة لديها حيث تقوم باجراء تحويل لجزء من الاحتياطيات يتم بها دعم رأس المال. ويري ان الشركات التي ليس لديها مشروعات توسعية لا يفضل ان تقوم بعمليات توزيع اسهم مجانية لان الاحتفاظ بالسيولة يمثل عبئا علي الادارة ومجالا للمساءلة في الجمعيات العمومية للشركات. واكد فتحي ان الامر في حاجة الي توضيح من الشركة لأسباب عدم صرف توزيعات نقدية واللجوء الي الاسهم المجانية مشيرا الي حالة شركة الانتاج الاعلامي فالشركة لم تعلن عن مشروعات جديدة او توسعات تحتاج السيولة من اجلها وبالتالي فان توزيع الاسهم المجانية مجرد ترضية للمستثمرين في الشركة والذين لم يحصلوا علي أية توزيعات منذ تأسيسها. واشار الي ان الاسهم المجانية ايضا تؤدي الي زيادة السيولة علي الاسهم المتداولة وبالتالي تؤدي الغرض نفسه من تجزئة الاسهم التي بدأت تقيدها هيئة سوق المال. وحول اسباب ارتفاع الاسهم التي يعلن عن توزيع اسهم مجانية عليها اوضح فتحي ان الموضوع نفسي بصورة كبيرة الا ان الشركات التي تقوم بتوسعات ولذلك تلجأ للاسهم المجانية يكون الامر مختلفا فهذه الشركات لديها توقعات بزيادة الربحية والتي سوف تنعكس علي جميع الاسهم المصدرة مثلما حدث في حالة البنك التجاري الدولي الذي قام بتوزيعات مجانية وارتفعت قيمة اسهمه في البورصة وكذلك زادت ارباحه. تمويل التوسعات يؤكد وائل عنبه أن كثيرا من الشركات أعلنت عن توزيع أسهم مجانية كبديل للتوزيعات النقدية لتقوم الشركة باستغلال السيولة المتوافرة لديها في تمويل توسعاتها بدلا من الاقتراض من البنوك وبالتالي فان توزيع الأسهم المجانية يعد اجراء مفيدا في شركات النمو حيث تستفيد الشركة من السيولة المتوافرة لديها وفي نفس الوقت ترضي المستثمرين في اسهمها في صورة عينية. وحول حالة الانتاج الاعلامي اكد عنبه ان قيام الشركة بتوزيع اسهم مجانية لن يفيد الشركة خاصة ان ارباحها لا تزال ضعيفة مقارنة برأسمالها والسهم لا يكاد يفارق القيمة الاسمية وهذا التوزيع يؤثر علي قيمتة في البورصة ويمكن ان يتداول اقل من قيمتة الاسمية. وبالنسبة للشائعات حول توزيع المنتجعات السياحية اسهما مجانية يؤكد وائل عنبه إن الشركة ليست في حاجة الي زيادة راس المال لان لديها زيادة وفائض سيولة نتيجة لبيع كم هائل من الاراضي وبالتالي ليس واضحا الهدف من توزيع اسهم مجانية في حالة ثبوت ذلك. ويري الدكتور عصام خليفة رئيس مجلس إدارة شركة الاهلي لصناديق الاستثمار ان الاسهم المجانية وسيلة هامة للشركات التي لديها خطط توسعية ورغم ان التجزئة من المفترض ان تؤدي الي تراجع الاسهم في البورصة بقيمة الاسهم المجانية الا ان الشركات الجيدة تعوض اسهمها هذا التراجع وتعاود الارتفاع بدعم من ادائها الجيد وهذا ما يؤدي الي ارتفاع اسهم اي شركة تعلن عن توزيع اسهم مجانية. ويضيف انه في حالات اخري مثل الانتاج الاعلامي يكون التوزيع المجاني غير مؤثرا ولكنه محاولة لارضاء المتعاملين علي اسهم الشركة مطالبا المستثمرين بدراسة الشركات التي تعلن عن توزيعات مجانية لبيان اهمية هذا القرار بالنسبة لها وما اذا كان لاسباب توسعية ام لمجرد ترضية المستثمرين.