ملفات عديدة وأسئلة ساخنة طرحها برنامج "اتكلم" الذي أذاعه التليفزيون المصري يوم الاثنين الماضي علي السفير الأمريكي في القاهرة ريتشارد دوني. الاسئلة التي طرحتها الإعلامية لميس الحديدي مقدمة البرنامج علي ضيفها تمحورت حول العلاقات المصرية الأمريكية خاصة المتعلقة بملف الديمقراطية والإصلاح السياسي في مصر ولاسيما التعديلات الدستورية وحقوق الإنسان وقضية أيمن نور وعلاقة الامريكان بالإخوان والتهديد بقطع المعونة كورقة ضغط علي مصر. "الحديدي" فتحت أيضا ملف العلاقات العربية الأمريكية وتقييم الاحتلال الامريكي للعراق وإعدام صدام وكذلك تطبيق المعايير المزدوجة "الأمريكية" عند التعامل مع القضايا العربية واستخدام الفيتو الأمريكي دائما لصالح اسرائيل.. مما ادي الي وجود "كراهية" من بعض المواطنين العرب لأمريكا، كما تطرق البرنامج أيضا إلي العلاقات الأمريكية - السورية. السفير الأمريكي أجاب علي تلك الأسئلة بصراحة لا تخلو من الدبلوماسية وأكد ان الولاياتالمتحدة ليس لديها رغبة أو قدرة لفرض ديمقراطية أمريكية علي مصر وانها لا تستخدم المعونة كورقة ضغط سياسية بل توقع استمرارها بعد عام 2008. واوضح ان التعاطف الامريكي مع قضية أيمن نور دوافعه إنسانية وليست سياسية نافيا ان لأمريكا أية علاقة مع جماعة الإخوان المسلمين "المحظورة" في مصر. ونفي السفير الامريكي أيضا ارسال معتقلين للتعذيب في مصر. وحول استمرار الاحتلال الأمريكي للعراق اعترف السفير بأن معلومات الولاياتالمتحدة قبل حرب العراق لم تكن سليمة ولكنه تساءل: لماذا لم نسمع الصوت العربي عندما كان النظام العراقي يضرب شعبه؟ واعترف أيضا بأن ما حدث في سجن أبو غريب كان انتهاكا عميقا لحقوق الإنسان كما عارض إعدام صدام حسين ولكنه أكد انه قرار عراقي. وحول العلاقات السورية الأمريكية قال السفير الامريكي في برنامج "اتكلم" ان الرئيس السوري بشار الأسد لم ينجح في بناء بلاده سياسيا أو اقتصاديا. وبرر امتلاك اسرائيل للسلاح النووي بقوله: كيف تتخلي اسرائيل عن أسلحتها النووية وايران تمتلك سلاحا؟ كما برر التضييق علي دخول العرب امريكا والحراسات المشددة حول السفارات الأمريكية في بعض دول العالم وعدم إغلاق معتقل جوانتنامو بانها اجراءات أمنية. * هل تشعر بعداء المواطن العربي للسياسة الأمريكية؟ ** اكيد سمعت لكن أساس علاقاتنا جيد جداً علي مستوي العلاقات الرسمية والاستراتيجية وهذا يجب أن يدفع لمزيد من التفاهم واقامة الاتصالات العميقة. * ربما هي علاقات جيدة لكنها جيدة فقط مع بعض الحكومات ولا علاقة لها برجل الشارع؟ ** ربما لأنه لا توجد اتصالات مباشرة بين المواطن المصري والأمريكي. * هل تري أن نزولك للشارع والذهاب للموالد كمولد السيد البدوي يمكن أن يغير هذه الصورة وان يجمل صورة امريكا في الشارع المصري؟ ** احنا بطبيعتنا كشعب نحب الاتصالات والشئون الثقافية وعن نفسي أنا من أصل ايطالي وتتشابه العادات بالاحتفال بالموالد في مصر مع الاحتفال بأعياد القديسين التي رأيتها كثيرا في طفولتي وأنا استمتع بتلك التجربة. * ما حقيقة الضغوط التي تمارس علي مصر من الولاياتالمتحدة؟ ** ليس هناك أي نوع من الضغوط بين الاصدقاء، علاقاتنا تقوم علي تبادل الآراء والنصائح فقط وتبادل الاراء في الشئون السياسية الداخلية لأن مصر دولة مهمة ومحورية في المنطقة. ونحن واثقون فيها ونؤمن بإمكانية نجاحها في التنمية الاقتصادية والديمقراطية. فأساس علاقتنا الصادقة القائمة علي أساس الاحترام المتبادل. * ألا يدخل في هذه العلاقة كلمة يجب must فيما يتعلق بمجالات الاصلاح السياسي والديمقراطية وقضايا مثل سعد الدين ابراهيم، ايمن نور، الانتخابات مثلاً؟ ** لا ليست لدينا رغبة أو قدرة لفرض ديمقراطية امريكية نصنعها لكم. فنحن نحترم قوانين واراء مصر ونعرف أن لها قوانين نحترمها. ونري الآن المناقشات الساخنة الدائرة حول التعديلات الدستورية وهي مسألة مهمة جدا للتطوير الديمقراطي في البلاد وأنا اعتقد أن حالة النقاش لن تنتهي بعد الاستفتاء علي التعديلات وانما ستستمر. * هل تنصحون بتعديلات في المادة 77 علي غرار ما لديكم في التشريعات الأمريكية؟ ** تعديلات مشابهة لأمريكا لا اعتقد لكن ممكن نتبادل الاراء علي أساس الاحترام. وفي النهاية نعرف أنه سيكون هناك حل مصري مصنوع في مصر يناسب التشريعات المصرية.