قال عبدالعزيز الاعصر المدير الاقليمي لبنك أبوظبي الوطني - فروع مصر - ان البنك انتهي بالفعل من زيادة رأسماله المصدر والمدفوع الي 100 مليون دولار وذلك بضخ 50 مليون دولار تم تحويلها من الارباح المحققة بعد موافقة الادارة العليا للبنك بالامارات. واضاف في حواره مع "بنوك اليوم" ان البنك لم يفكر اطلاقا في الاستحواذ علي احد البنوك المصرية المطروحة للبيع لان استراتيجيته تعتمد علي التوسع من الداخل بزيادة الفروع بدلا من شراء بنوك أخري والدخول بعد ذلك في دوامة إعادة هيكلتها. من جانب آخر وحول تعليقه علي الهجمة الاماراتية علي البنوك المصرية قال الاعصر ان هذا يرجع الي العلاقات القوية التي تربط بين البلدين بالاضافة الي حدوث طفرة هائلة في العوائد البترولية بمنطقة الخليج مما ترتب عليه وجود فوائض مالية ضخمة، توجه بها المستثمرون الي السوق المصري. * ما الظروف التي توليت فيها منصب المدير الإقليمي لبنك أبوظبي الوطني - فروع مصر؟ ** بداية عملي بالجهاز المصرفي كانت في عام 1961 عندما التحقت بادارة العمليات الخارجية "الاعتمادات المستندية وخطاب الضمان" بالبنك المركزي وظللت بها لمدة 7 سنوات، ثم انتقلت الي ادارة الرقابة علي البنوك لمدة 6 سنوات اخري وبعد ذلك التحقت ببنك أبوظبي الوطني وهذه الفترة اكسبتني خبرة كبيرة بالاعمال المصرفية، في عام 1973 تمت اعارتي لبنك أبوظبي الوطني وكان البنك في ذلك الوقت مازال في مرحلة الانطلاق لانه انشئ في عام 1968 ومع ارتفاع اسعار البترول بعد 1973 وزيادة الفوائض المالية في دول الخليج بصفة عامة بدأ البنك في الانطلاق بخطي سريعة وزيادة شبكة الفروع الداخلية والخارجية. * نريد توضيحا اكثر عن وضع البنك وقت التحاقك للعمل به في مارس 1973؟ ** كان البنك وقتذاك عبارة عن عدد محدود من الفروع بالامارات ولم يكن قد بدأ العمل في مصر بعد وقد بقيت نحو 5 سنوات في أبوظبي مديرا لادارة الائتمان بالمركز الرئيسي، ثم عملت نحو 5 سنوات اخري كمدير لفروع البنك بالبحرين وفي مارس 1984 تم تعييني مديرا اقليميا لفروع البنك في مصر والسودان. في البداية كان بنك أبوظبي الوطني في مصر عبارة عن ثلاثة فروع فقط هي فرع القاهرة "طلعت حرب" وفرع الاسكندرية وفرع بورسعيد بالاضافة الي فرع آخر كان تحت التأسيس والانشاء وخلال هذه الفترة الطويلة لوجود البنك في السوق المصري تعرضنا لكل ما تعرض له الاقتصاد العالمي والمصري ما بين الازدهار احيانا والهبوط احيانا اخري وبالرغم من ذلك لم يفكر البنك في الانسحاب من السوق اطلاقا لان استراتيجية البنك "الام" للتواجد في السوق المصري كانت طويلة الاجل، أي البقاء في السوق المصري والاستمرار فيه وذلك بعكس كثير من البنوك الاجنبية التي دخلت السوق المصري في فترة من الفترات، بهدف تحقيق ارباح معينة ثم تصفية نشاطها والهروب من السوق عند اول منعطف اقتصادي. واضاف ان البنك عندما دخل السوق المصرفي المصري بات نشاطه حينها مع البنوك الوطنية كشقيق عربي لها بمعني انه موجود وباق في السوق سواء زادت أرباحه أو قلت. ومن هذا المنطلق أخذ البنك في التوسع والانتشار بشكل جيد وتدريجي علي مستوي زيادة عدد الفروع وكذلك عدد الموظفين الذي اصبح يتجاوز حاليا ال400 موظف وهذا العدد يمثل نحو 25% تقريبا من حجم عمالة البنك ككل، كما ان حجم العمليات المصرفية لفروع البنك بمصر تعتبر الاعلي علي الاطلاق، مقارنة بباقي فروع البنك الموجودة خارج دولة الامارات العربية المتحدة. * وماذا عن ترتيب بنك أبوظبي الوطني في السوق المصرفية الاماراتية.. وما الخطط التوسعية التي يسعي الي تحقيقها خلال الفترة القادمة؟ ** يعتبر بنك أبوظبي الوطني البنك الاول في السوق الاماراتية وذلك علي مستوي حجم الميزانية ومعدلات الارباح ونسبة العائد علي رأس المال، بالاضافة الي حجم الاصول وشبكة الفروع حيث تزيد علي 70 فرعا داخل الامارات، كما ان له فروعا في كل من الولاياتالمتحدة وانجلترا وفرنسا وسويسرا بالاضافة الي فروعه في الدول العربية في البحرين ومصر والسودان والكويت وسلطنة عمان. * وما أسباب اتجاه البنك الاماراتي الي تدعيم وجوده في مصر.. وماذا عن أهم القطاعات التمويلية التي تركزون عليها؟ ** هناك اسباب عديدة، تأتي في مقدمتها علاقات الصداقة القوية التي تربط بين مصر والامارات وما يرتبط بها من علاقات اقتصادية قوية وبالتالي فالبنك يعتبر أداة وحلقة وصل قوية لتدعيم هذه الروابط والعلاقات بين البلدين الشقيقين.