تحتل صناعة تخزين وأمن البيانات والتأمين الإلكتروني المراكز الأولي في ترتيب الصناعات المرتبطة بثورة تكنولوجيا المعلومات في العالم وسط تزايد اقبال القطاعات الكبري والمؤسسات علي استثمار أموالها عن طريق تأمين معلوماتها وتخزين وإدارة بياناتها. ويمثل تدريب كوادر بشرية محلية قادرة علي توفير أقصي درجات الحماية للشبكات أمرا حيويا لا غني عنه. وتشهد ساحة تكنولوجيا المعلومات مجموعة من التساؤلات منها ماذا لو كانت التيرا بايت غير كافية لتخزين بيانات المؤسسات مع التضخم المستمر في حجم المعلومات المتاحة؟ وهل نحن بالفعل في حاجة لمضاعفة سعات التخزين الحالية عشرات المرات؟ وهل التيرا بايت لم تعد كافية بالفعل لتخزين البيانات للمستخدمين بالمنازل؟ وماذا عن مستقبل سعات التخزين الأعلي البيتا بايت والإكسا بايت وما بعدهما الزيتا بايت واليوتا بايت؟.. كل هذه الأسئلة نحاول عبر السطور التالية الإجابة عليها من خلال معرفة آراء الخبراء والمتخصصين في مجال تخزين البيانات لمؤسسات الأعمال والأساليب المثلي لتحقيق ذلك؟ في البداية أكد عمر مالك نائب رئيس شركة تك أكسس المتخصصة في مجال توفير حول التخرين لمؤسسات الاعمال علي ضرورة التعامل مع البيانات من منظور تأمينها وكيفية إدارتها مشيرا إلي أن تأمين البيانات يجب أن ينبع كرغبة أساسية لدي المؤسسات وليس كرد فعل علي المخاطر التي تحدث سواء من البريد الإلكتروني أو خدمات نقل الصوت عبر بروتوكولات الإنترنت وسواء أكان مصدر هذه المخاطر من داخل المؤسسة أو من خارجها. وفيما يتعلق بمستويات تأمين البيانات قال إنه يمكن تقسيمها إلي ثلاثة مستويات أولها مستوي الشبكة ثم مستوي الأفراد المتعاملين علي الشبكة والمستوي الثالث هو البيانات نفسها. وتناول عمر مالك التحديات التي تواجه صناعة تخزين وتأمين البيانات وهي جودة الأداء وفعالية التطبيقات وتأسيس البنية التحتية، ومواجهة زيادة الطلب علي تخزين البيانات، يليها الإجراءات الإدارية مؤكدا أن حجم الطلب علي صناعة التخزين سيتضاعف في العام الحالي حسب تقارير مؤسسة جارتنر للأبحاث، وأن 80% من الشركات ستلجأ لمستويات أعلي من التشفير لبياناتها. التعامل مع البيانات وحول الأساليب المثالية لتعامل المؤسسات مع البيانات طالب بأن يتم تطبيق عدة مستويات للتعامل مع البيانات بداية من مستوي الصلاحية للوصول للمعلومات ثم مستوي المراقبة ثم التكامل بين الأنظمة للتأكد من حماية البيانات، وصولا إلي مستويات التشفير المتبعة لحماية المعلومات وصولا إلي مستوي تحديد صلاحيات الوصول إليها والتعامل معها. وعن حجم المخاطر الأمنية التي تتعرض لها المؤسسات قال نائب رئيس شركة تك أكسس إن المخاطر التي تواجهها عمليات تخزين وتأمين البيانات ستتضاعف في العام الحالي، حيث تقدر الإحصائيات الحالية بنحو 50 إلي 80% من المخاطر التي تعرضت لها بيانات الشركات كانت من خارجها والنسبة الباقية من داخل المؤسسات. سعة غير كافية وأوضح مارك جورليت نائب رئيس شركة Seagate للتسويق العالمي للأعمال أن الشركة تملك نحو 35% من السوق العالمي لحلول التخزين وأن الشركة أدركت أن سعة التخزين بالتيرابايت ليست كافية وخصوصا إذا نظرنا للأمر من وجهة نظر المستخدم. فالهارد ديسك يعتبر وسيلة التخزين مركزا للعالم الرقمي، لأنه يتيح له التنقل من مكان لآخر بحرية سواء كان التخزين علي جهاز التليفون المحمول أو المساعد الشخصي الرقمي أو الكمبيوتر المحمول أو الآي بود وغيرها من وسائط التخزين. واوضح أنه إذا عرفنا أن ساعة التخزين الواحدة لفيلم فيديو عالي الوضوح يستهلك نحو 8 جيجا بايت لأدركنا حاجتنا إلي مزيد من السعات التخزينية، خصوصا إذا أضفنا التخزين الرقمي ووسائل الوسائط المتعددة الأخري. المستخدم المنزلي أما محمد سلامة المستشار التكنولوجي لشركة إي إم إس الشرق الأوسط المتخصصة في تطوير حلول التخزين للمؤسسات فأشار إلي أن التيرا بايت ربما تكون كافية للمنازل والأفراد في المستقبل ولكنها لا تكفي لتلبية احتياجات الشركات خصوصا وأن المتوقع أن يصل مجمل التخزين إلي ما يقارب 20 تيرا بايت بحلول 2010. وأكد أن هذا التصاعد في عمليات التخزين يتطلب منا استخدام تقنيات جديدة يمكن أن نسميها التخزين الذكي في مواجهة التخزين العادي، وأن هناك تحديثات تواجه العالم في تخزين البيانات أهمها إدارة النمو المتوقع في عمليات التخزين وإدارة المخاطر المحتملة ثم إدارة هذه البيانات بفعالية ومرونة ومن ثم ايجاد قيمة جديدة في المؤسسات التي تقوم بعمليات التخزين للاستفادة من تلك البيانات. وطالب محمد سلامة الشركات بالالتفات لمخاطر الإنفاق غير السليم علي حلول التخزين وتدارك مخاطر عدم توفير الحماية الكافية للبيانات وتفادي هدر الموارد المؤسسية في عمليات تخزين غير ممنهجة. وأشار داريو وايزر مدير تسويق المنتجات بشركة صن مايكرو سيستمز إلي أهمية التحرك من هذه اللحظة لمواجهة تنامي البيانات خصوصا في مجالات الصناعة مما يتطلب أيضا تبسيط عمليات إدارة البيانات وتطوير أساليب التعامل معها والقيام بعمليات نسخ احتياطي لها لتفادي أي مخاطر تهدد بفقدانها. فقد المعلومات من ناحية أخري أوضح المهندس ياسر الورداني مدير المبيعات بشركة STME " العالمية لحلول تخزين البيانات أن هناك حاجة ملحة لتسهيل عمليات بناء البنية التحتية لعمليات التخزين، بعد أن تغير العالم وأصبحت الحاجة أكثر إلحاحا للمزيد من المعلومات ووسائط تخزينها مشيرا إلي المخاطر المحتملة بمشروع الرقم القومي في مصر الذي استغرق العمل فيه نحو 8 سنوات، متسائلا: ما الذي يمكن أن يحدث لو فقدنا هذه المعلومات لأي سبب طارئ؟ وأكد الورداني علي أهمية ترتيب البيانات التي يتم تخزينها ووضع آليات وتطبيقات لاستخراج واستخلاص المعلومات المطلوبة بطريقة ذكية وسريعة تتوافق مع متطلبات الجودة والمعالجة السريعة وتخزين نسخ احتياطية، وأنهي كلامه بالقول: بدون قاعدة معلومات جيدة لا يمكننا القول أن لدينا معلومات .