تعد شركة مايكروسوفت العالمية للبرمجيات واحدة من أهم الشركات التي تلعب دروا كبيرا في تحديد التوجهات المستقبلية لصناعة تكنولوجيا المعلومات وتطويرها بما يتوافق مع احتياجات جميع المستخدمين أفراداً ومؤسسات وذلك لقناعتها بأهمية عنصر البحث والتطوير في دعم هذه الصناعة حيث يبلغ حجم ميزانية البحث والتطوير بالشركة نحو 6 مليارات دولار سنويا. هذا ما أكد كريج موندي رئيس الأبحاث والاستراتيجية بشركة مايكروسوفت العالمية للبرمجيات في تصريحات خاصة ل "العالم اليوم" خلال زيارته الأولي مؤخرا للقاهرة وفي السطور التالية نحاول استكشاف أفكاره ورؤيته المستقبلية لتطوير صناعة المعلومات العالمية. أفكار جديدة * ما الأفكار التقنية الجديدة التي تشغلك بشكل شخصي هذه الأيام؟ ** هناك الكثير منها، فالشركة تستثمر ما يتجاوز ستة بلايين دولار في أنشطة الأبحاث والتطوير سنويا، وهو رقم من أعلي الأرقام العالمية في العالم وما نقوم به في الأبحاث والتطوير يتضمن تطوير القدرات الأساسية في التطبيقات والبرامج التي يستخدمها الأشخاص في كل مكان مثل Windows و Office، ولكني عندما ذهبت إلي مايكروسوفت منذ 14 عاما بدأت في العمل فيما أطلقنا عليه تقنيات الأجهزة الأخري غير الكمبيوتر، وبعد هذه السنوات فإن الناس حاليا يستخدمون أجهزة التليفون الذكية، وأجهزة الكمبيوتر الصغيرة داخل السيارات الحديثة، ويتعاملون مع التليفزيون التفاعلي وهي نتاج للعمل خلال السنوات الماضية والتي تتطور كل يوم، وهي ما يشغلني. الشركاء المحليون * ما أهمية البحث والتطوير في صناعة تكنولوجيا؟ وكيف تري وضع مصر إقليميا؟ ** الأبحاث والتطوير في صناعة تكنولوجيا المعلومات هي بمثابة الدم بالنسبة للجسم البشري، وبدونها لا تستطيع أي شركة البقاء طويلا في هذا السوق، وتنفق مايكروسوفت جزءا كبيرا من ميزانيتها في هذا المجال، واليوم لا أعتقد أن هناك سوي شركتين تعملان في مجال البترول والسيارات تنفقان أكثر من مايكروسوفت علي الأبحاث وهما تحققان أربحا أكثر بكثير. وقال إن جزءاً كبيراً من التطوير والأبحاث لدينا يتم علي خطوط إنتاج ويندوز وOffice لأنها المنتجات التي أصبحت جزءا من الحياة اليومية للملايين حول العالم في الاتصالات، التعاون، الترفيه، الانتاجية، والأنشطة بشكل عام، وهذه المنتجات تحتاج إلي تطوير دائم واحتضان للعديد من المتغيرات الثقافية والقانونية واللغوية، ورغم أننا من أكثر شركات إنتاج التطبيقات اهتماما باللغات الأخري إلا أننا ما زلنا بحاجة لتقديم برامج للغات أخري حتي تكون المنتجات أكثر سهولة بالنسبة للآخرين. وأضاف: تعتمد مايكروسوفت بشكل كبير علي شركائها من الشركات الأخري وشركات إنتاج البرمجيات المستقلة لصناعة المزيد من التطبيقات، وهكذا فنحن نساعد الشركات المصرية لتقديم منتجات مناسبة للسوق المحلية، وما يعجبنا في الوضع المصري هو استقرار الحكومة والاتجاهات التي تهتم بها، ولدينا أمل في أن تصبح المنطقة بأكملها أكثر استقرارا من الناحية السياسية وهو ما يعني زيادة النمو الاقتصادي، لقد كنا نرغب في وجود قاعدة قوية لعملياتنا في المنطقة، وبوضح كامل فإن مصر هي الخيار الأفضل وهي المكان الذي نأمل في تحقيق الكثير معه. * ما رؤيتكم المستقبلية لدور مركز الإبداع المصري؟ ** أنا شخصيا أرغب في الحصول علي إمكانيات دائمة ومستمرة لتنفيذ أعمال الأبحاث التطبيقية، ولكن أحد الأشياء التي تخرج عن هذا الإطار هي التقنيات التي تصبح جاهزة للتحول إلي منتجات. كذلك هناك تحديات في العثور علي أفضل الطرق لتحويل هذه الأفكار المبدعة إلي السوق، بالطبع فإن المركز سيقدم أفكارا تصلح للتحول إلي السوق من خلال أنشطة التطوير الخاصة بمايكروسوفت، ولكن هناك بعض الأفكار الأخري التي سيتم تخصيصها لهذه المنطقة تحديدا، وهكذا فربما يكون من المهم إضافة أنشطة للتطوير في المركز المصري بجانب الأبحاث التطبيقية وهذا يعني ضرورة تأسيس مجموعات للمنتجات هنا، ونحن لدينا عدد من مراكز التطوير حول العالم وربما يكون هذا هو الوضع في مصر قريبا. مقترحات المستخدمين * عملتم لمدة خمس سنوات في تطوير نظام Windows Vista والذي إطلاق مؤخرا كيف كان رد فعل المستخدمين علي هذا المنتج؟ ** يمكنك القول إن نظام التشغيل Vista هو أحد المنتجات التي شارك المستهلك في تطوير جزء منها بطريقة مباشرة، قمنا بالعديد من الاختبارات مع المستخدمين وسمعنا منهم عن الأشياء التي لم يحبوها في المنتجات الأقدم، وعن الذي يرغبون في وجوده في المنتج الجديد. ومن الأفكار التي ترددت بشكل دائم هي رغبة المستهلك في العمل مع الكمبيوتر بطريقة طبيعية والاستفادة من كامل الإمكانيات الموجودة بالنظام.