لم تكن المرة الاولي التي تقتحم فيها القوات الاسرائيلية المسجد الاقصي ولن تكون الاخيرة فقد اعتادت اسرائيل ان تقوم بذلك سنوات طويلة واعتاد العرب والمسلمون علي السكوت عليها لقد دنس شارون رحاب المسجد الشريف في يوم من الايام ولم يتحرك احد واحترقت اجزاء كثيرة من المسجد ولم يتكلم احد وفي كل مرة كانت اسرائيل تتمادي في عدوانها علي مقدساتنا وكنا نكتفي دائما بالشجب والادانه.. وفي الاسبوع الماضي حاصر الجيش الاسرائيلي الاف المصلين في رحاب المسجد والقت قوات الجيش القنابل المسيلة للدموع علي المصلين واصابت عددا كبيرا منهم.. وفي كل مرة تجدد فيها هذه الاعمال الوحشية ويكتفي العرب بالشجب وتمضي اسرائيل في مخططها لتغيير معالم القدس.. ان الجميع يدرك ان هناك مخططا اسرائيليا واضحا لتهديد القدس وقد بدأ منذ سنوات بشراء مساحات كبيرة من الاراض وانتهي بكل الوان الاعتداءات علي المسجد الاقصي.. وفي كل مناسبة كانت اسرائيل تضيف لنفسها شيئا من اراضي القدس وهناك ما يشبه اليقين ان اسرائيل سوف تسعي يوما لتخريب المسجد الاقصي بكل الصور.. لقد اقامت اسفل المسجد انفاقا وتقوم الان بعمليات هدم حفريات امام باب المغاربة ولن يكون غريبا ان تهدم اسرائيل المسجد الاقصي في يوم من الايام وسوف تجد لذلك مبررات كثيرة ابسطها ان المسجد قد انهار دون ان يقترب منه احد.. ان كل محاولات اسرائيل لهدم المسجد الاقصي تسير في طريقها المرسوم وكما سرقت اسرائيل الاراضي العربية وتسللت فيها يوما بعد يوم فسوف تهدم المسجد الاقصي جدارا جدارا. ان الازمة الحقيقية ليست في رغبات اسرائيل ولكنها في العجز العربي المهين الذي سمح لها بكل هذه التجاوزات.. والان ما الذي يجعل اسرائيل تتراجع في مخططاتها اذا كان ابناء الشعب الواحد يقتاتلون والاخوة والاشقاء يتأمرون والشعوب العربية مغلوبة علي امرها في كل شيء والعم سام يعبث في المنطقة سياسيا واقتصاديا وعسكريا.. ماذا بقي للشعوب العربية بعد ذلك كله وقد اصبحت عاجزة تماما امام واقع قبيح تفرضه سلطة غاشمة.. واحتلال كئيب وتبعية لاحدود لها وعجز في كل شئ وبعد ذلك كله مازلنا ننتظر معجزة تخرج بنا من كل ما نحن فيه.