في الوقت الذي أبدي فيه الاقتصاديون انزعاجهم من تأثيرات اقتراب قيمة الجنيه الإسترليني من دولارين في الأسبوع الماضي فإن العديد من المتسوقين في بريطانيا بدأوا في احتساب الفوائد الناجمة عن سعر الصرف، وبدأت أعداد غير مسبوقة من البريطانيين في السفر إلي نيويورك في الأسابيع الماضية من أجل تحقيق المكاسب في مساومات الشراء الناجحة من استقواء الإسترليني علي نظيره الدولار. وقد أعلنت شركات الخطوط الجوية من أن أعداد المسافرين من بريطانيا سجلت زيادة بمعدل 25 في المائة حتي الآن في نفس الوقت الذي عانت فيه المحلات التجارية في نيويورك من فيضان الزبائن البريطانيين. وكما ورد في صحيفة التايمز اللندنية مؤخراً فقد ذكرت شركة فيرجن اتلانتيك بأن أعداد المسافرين إلي نيويورك ازدادت بمقدار الربع مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي بينما عمدت شركة بريتش ايرويز إلي تسيير أربع رحلات إضافية يومياً إلي نيويورك* وفي الوقت الذي بلغ فيه سعر الجنيه أعلي مستوي له في 14 عاماً إلي 1,9588 دولار فإن إنفاق مبلغ لا يزيد علي 1200 جنيه استرليني في الولاياتالمتحدة الاميركية يحقق توفيراً يعادل تكلفة الرحلة وقضاء عطلة نهاية الأسبوع في أحد الفنادق المنخفضة التكلفة* وبالإمكان الآن مشاهدة جيوش من البريطانيين وهي تتجول وتداهم المحلات التجارية التي تبيع الملابس والأجهزة الكهربائية والمجوهرات ومواد التجميل في مانهاتن* وقالت محلات ماكيه، التي تعتبر من أكبر السلاسل التجارية في العالم، إن عدد الزوار البريطانيين ازداد بشكل ملحوظ منذ أوائل هذا الشهر الذي يشهد باحتفالات عيد الشكر وبداية النشاط الأكبر للتسوق في موسم الأعياد* وكان حوالي 1300 بريطاني و1000 متسوق ايرلندي قد سجلوا زيارات إلي المركز الرئيسي لمحلات ماكيه يوم الجمعة الأول من ديسمبر الجاري، والذي عادة ما يعتبر أكثر الأيام نشاطاً في التعاملات التجارية في هذا المركز طوال العام* وفي الأسبوع اللاحق سجل المركز أعداداً بحوالي 400 زائر بريطاني ومثلهم من الايرلنديين يومياً* واعترفت سوزان سكريمجور التي سافرت مع صديقتها سوزان سميث من ميدلزبره لقضاء بضعة أيام للتسوق لموسم الكريسماس قائلة: '' اشتريت حوالي 40 سلعة حتي الآن ولم أتمكن بعد من شراء كل ما أرغب فيه ولحسن حظي فإن صديقتي لديها ابنة تعمل في إحدي شركات الخطوط الجوية وقد تمكنت من شحن مجموعة من الأمتعة إلي بريطانيا مجاناً ولا أدري ما الذي كنت سأفعله بشأن هذه المشكلة''* وأضافت: ''لقد جلبت معي مبلغ 1000 دولار قبل أن أنفق مبلغاً أضافيا بقيمة 500 دولار من البطاقة الائتمانية إلا أن صديقاتي أنفقن مبالغ أقل من ذلك''* يشار إلي أن قائمة مشتريات سوزان سكريمجور قد تضمنت سوار وعقد وحلق من المجوهرات والعديد من أدوات التجميل والعطور بالإضافة إلي قمصان (التي شيرت)* أما صديقتها سميث فقد قالت: ''إن كل شيء يبدو رخيص الثمن في البداية وسرعان ما تكتشف أن قوة الجنيه تجعل من السلعة أرخص ثمناً كذلك''* وأشارت السيدتان إلي أن المدخرات التي اكتسبتاها سوف يتم إنفاقها في المزيد من التنزه والرحلات القصيرة قبل العودة مرة أخري إلي بريطانيا* وفي القسم الخاص بالأحذية تعرفنا أيضا علي هيلين سالمون التي تعمل مضيفة في طيران فيرجن اتلانتيك، التي أكدت أن السلع في أميركا أرخص سعراً، وقالت: اشتريت أحد مستحضرات التجميل مقابل 9 دولارات بينما يبلغ سعره في انجلترا ما يعادل 27 دولاراً''!