"الخصوص" اسم علي مسمي تلك القرية حالة خاصة جدا في مصر فهي تمثل اوقع مثال لمشاكل مصر مجتمعة في قرية واحدة. فمشاكل "الخصوص" مثل الاخطبوط في تشعبها وانتشارها لايوجد مرض من أمراض المجتمع لم يعشش فيها باختصار هي قرية بمشاكل مدينة تعاني من الاسكان العشوائي وافتقاد الخدمات مثل المياه والكهرباء والصرف.. والمواصلات وغياب الوحدات الصحية اضافة الي ما تحويه من اوكار للارهاب والمخدرات. "الاسبوعي" اختارت "الخصوص" باعتبارها نموذجا لواحدة من اسوأ القري المصرية ولكونها احد اكبر القري من حيث تعداد السكان الذي يقرب من مليون نسمة وتعد ملتقي لعدد من المحافظات فهي امتداد والقليوبية والجيزة كما تمثل الخصوص احدي العشوائيات التي اصبحت تعج بها مصر وتبلغ 8 ملايين نسمة في احصاء حكومي و20 مليونا في تقرير دولي اخر الاسبوعي ذهبت هناك لتعيش يوما في حياة "الخصوص" مع معاناة المواطنين هناك. تقع الخصوص في مركز الخانكة التابع لمحافظة القليوبية وعند وصولك الي المرج ولكي تذهب للخصوص يجب ان تستقل عربة هي اشبه بالعربات نصف نقل وحالتها مزرية للغاية اشبه بتلك التي يتم فيها النقل البهائم واجرتها 70 قرشا من المرج الي الخصوص. وعبر الطريق الذي يستغرق عشر دقائق نجد انسداد المجاري حيث تنتشر مياه الصرف في كل مكان خاصة امام المدارس التي يؤمها الاطفال في شكل برك ومستنقعات؛ بالاضافة الي انتشار لافتات المحامين علي العمارات وبشكل لافت للنظر مما يجعلك تتخيل مدي انتشار جرائم المخدرات والقتل والارهاب في ذلك المكان وعند نزولك "الخصوص" تقابل وجوها مبتسمة رغم ما تعانيه من مصاعب في الحياة ولا يتأخر السكان عن الترحيب بأي زائر يبدو من شكله انه غريب عن المنطقة. ومن مظاهر التناقضات في "الخصوص" وجود مصرف كبير للمجاري يقع امامه مقر الحزب الوطني الديمقراطي ثم ردم نصفه واصبح مقلبا للزبالة وتقع علي جانبيه المدارس. قابلت "الاسبوعي" العديد من سكان المنطقة الذين يشكون من عدم وصول اصواتهم للمسئولين ،تقول فوزية محمد ان مشاكلهم الحقيقية تتمثل في عدم وجود مرافق فلا توجد مياه نظيفة تصل للبيوت بل مجرد صنابير اسفل بعض العمارات تحمل مياها غير صالحة للاستخدام الادمي وتسبب امراضا بمجرد الشرب منها وتعتمد علي الطلمبات والمواتير التي تساهم في ايصال المياه ويضطر السكان الي جلب المياه بالجالون من عملهم يوميا. أما الصرف الصحي فالقرية بالكامل غارقة في المياه العكرة وتتدخل (امال) لتشتكي من عدم وجود رغيف العيش المدعوم الذي نسمع عنه وتقول نحن نقف امام الفرن يوميا لمدة ساعتين حيث يفتح من 7 الي 9 صباحا فقط ،ولا يفوز بالرغيف المدعم الا بضع مئات. وفي جولة الاسبوعي ايضا لاحظت انتشار المباني المرتفعة العشوائية التي اكد الجميع علي انتشارها في الاونة الاخيرة بعيدا عن الرقابة رغم ان الخصوص مدينة زراعية ورغم انتشار البهائم بأنواعها في الشوارع ومازالت تسكن في العمارات وداخل البيوت مع السكان. وفي اثناء الجولة قابلت الاسبوعي اشهر مقاول هناك الحاج شكري الذي اكد علي بيروقراطية التراخيص التي تقف حائلا امام دخول المرافق لمبانيه بالاضافة الي عدم صرف الدقيق للفرن.. فكل الكمية التي يصرفها لاتتعدي اربعة اجولة في الشهر والمثير للسخرية السوداء في وسط هذا الكم من العشوائية والمشاكل قيام نائب عن الحزب الوطني (فئات) ونائب عن الاخوان (عمال) في مجلس الشعب عن "الخصوص" بتعليق لافتات تحمل تهنئة للأهالي المنطقة بمناسبة عيد الاضحي المبارك ويبدو ان اهالي المنطقة لا يأخذون من نوابهم بل ومن حكومتهم سوي التهاني والامنيات السعيدة.